لما أتم نوح السفينة

لمَّا أَتمَّ نوحٌ السَّفِينةوحَرَّكَتْها القُدْرَة المُعِينة
جَرى بها ما لا جَرَى بِبالِفما تعالى الموْجُ كالجِبالِ
حتى مشى الليثُ مع الحماروأَخَذ القِطُّ بأَيدِي الفارِ
واستمعَ الفيلَ إلى الخنزيرِمُؤتَنِساً بصوتِه النَّكيرِ
وجلس الهِرُّ بجنب الكلبِوقبَّل الخروفُ نابَ الذِّئبِ
وعطفَ البازُ على الغزالِواجتمع النملُ على الأكَّال
وفلت الفرخة ُ صوفَ الثعلبوتيَّمَ ابنَ عرسَ حبُّ الأرنبِ
فذهبتْ سوابقُ الأحقادِوظَهر الأَحبابُ في الأَعادي
حتى إذا حطُّوا بسفحِ الجوديوأيقنوا بعودة ِ الوجودِ
عادوا إلى ما تَقتَضيهِ الشِّيمةوَرَجَعُوا للحالة القديمة
فقسْ على ذلك أحوالَ البشرْإذْ كلهم على الزمان العادي
قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي