من لي أن أقيم في بلد ~ أذكر فيه بغير ما يجب |
يظن بي اليسر والديانة والعل ~ لم وبيني وبينها حجب |
كل شهوري علي واحدة ~ لا صفر يتقى ولا رجب |
أقررت بالجهل وادعى ~ فهمي قوم فأمري وأمرهم عجب |
والحق أني وأنهم هدر ~ لست نجيباً ولا هم نجب |
والحال ضاقت عن ضمِّها جسدي ~ فكيف لي أن يضمه الشجب |
ما أوسع الموت يستريح به الجس ~ مُ المعنى ويخفت اللجب |
أبو العلاء المعري
أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري, من شعراء العصر العباسي ولد وتوفي في معرة النعمان بسوريا.
لسانك عقرب فإذا أصابت سواك
لسانك عقرب فإذا أصابت ~ سواك فأنت أول من تصيب |
أثمت بما جنته فمن شكاه ~ وفى لك من شكيّته نصيب |
أتى الرجلين عنها الشر مثنى ~ كلا يوميكما شئز عصيب |
اذا ما عراكم حادث فتحدثوا
إذا ما عراكم حادث فتحدثوا ~ فإن حديث القوم ينسي المصائبا |
وحيدوا عن الأشياء خيفة غيها ~ فلم تجعل اللذات إلا نصائبا |
وما زالت الأيّام وهي غوافل ~ تسدد سهماً للمنية صائبا |
يسوسون الأمور بغير عقل
يسوسون الأُمور بغير عقل ~ فينفذ أمرهم ويقال ساسه |
فأف من الحياة وأف مني ~ ومن زمن رئاسته خساسه |
رغبنا في الحياة لفرط جهل
رغبنا في الحياة لفرط جهل ~ وفقد حياتنا حظ رغيب |
شكا خزر حوادثها وليث ~ فما رحم الزئير ولا الضغيب |
شهدت فلم أشاهد غير نكر ~ وغيبني المنى فمتى أغيب |
الأمر أيسر مما أنت مضمره
الأمر أيسر مما أنت مضمره ~ فاطرح أذاك ويسر كل ما صعبا |
ولا يسرك إن بلغته أمل ~ ولا يهمك غربيب إذا نعبا |
إن جد عالمك الأرضي في نبأ ~ يغشاهم فتصور جدهم لعبا |
ما الرأي عندك في ملك تدين له ~ مصر أيختار دون الراحة التعبا |
لن تستقيم أمور الناس في عصر ~ ولا استقامت فذا أمناً وذا رعبا |
ولا يقوم على حق بنو زمن ~ من عهد آدم كانوا في الهوى شعبا |