فَإِن تَكُ لَيلى قَد جَفَتني وَطاوَعَت | عَلى صَرمِ حُبلي مَن وَشى وَتَكَذَّبا |
لَقَد باعَدَت نَفساً عَلَيها شَفيقَةً | وَقَلباً عَصى فيها الحَبيبَ المُقَرَّبا |
فَلَستُ وَإِن لَيلى تَوَلَّت بِوُدِّها | وَأَصبَحَ باقي الوَصلُ مِنها تَقَضَّبا |
بِمُثنٍ سِوى عُرفٍ عَلَيها وَمُشمِتٍ | وُشاةٌ بِها كانوا شُهوداً وَغُيَّبا |
وَلَكِنَّني لا بُدَّ أَنِّيَ قائِلٌ | وَذو اللُبِّ قَوّالٌ إِذا ما تَعَتَّبا |
فَلا مَرحَباً بِالشامِتينَ بِهَجرِنا | وَلا زَمَنٍ أَمسى بِنا قَد تَقَلَّبا |
ليلى العامرية
ليلى العامرية هي معشوقة قيس بن الملوح لذلك يلقب بمجنون ليلى وقد كتب فيها قصائد شعر خالدة.
قد حال من دون ليلى معشر قزم
قَد حالَ مِن دونِ لَيلى مَعشَرٌ قَزَمٌ | وَهُم عَلى ذاكَ مِن دوني مَواليها |
وَاللَهُ يَعلَمُ أَنّي إِن نَأَت حِجَجاً | أَو حِيلَ مِن دونِها أَن لَستُ ناسيها |
مضى زمن والناس لا يأمنونني
مَضى زَمَنٌ وَالناسُ لا يَأمَنونَني | وَإِنّي عَلى لَيلى الغُداةَ أَمينُ |
يُسَمّونَني المَجنونَ حينَ يَرونَني | نَعَم بِيَ مِن لَيلى الغُداةَ جُنونُ |
لَيالِيَ يُزهى بي شَبابٌ وَشِرَّةٌ | وَإِذ بِيَ مِن خَفضِ المَعيشَةِ لينُ |
وكيف يرجى وصل ليلى وقد جرى
وَكَيفَ يُرَجّى وَصلُ لَيلى وَقَد جَرى | بِجَدِّ القُوى وَالوَصلِ أَعسَرُ حاسِرُ |
صَديعُ العَصا صَعبُ المَرامِ إِذا اِنتَحى | لِوَصلِ اِمرِئٍ جَذَّت عَلَيهِ الأَواصِرُ |
يا صاحبي ألما بي بمنزلة
يا صاحِبَيَّ أَلِمّا بي بِمَنزِلَةٍ | قَد مَرَّ حينٌ عَلَيها أَيُّما حينِ |
في كُلِّ مَنزِلَةٍ ديوانُ مَعرِفَةٍ | لَم يُبقِ باقِيَةً ذِكرُ الدَواوينِ |
إِنّي أَرى رَجَعاتِ الحُبِّ تَقتُلُني | وَكانَ في بَدئِها ما كانَ يَكفيني |
لا خَيرَ في الحُبِّ لَيسَت فيهِ قارِعَةٌ | كَأَنَّ صاحِبَها في نَزعِ مَوتونِ |
إِن قالَ عُذّالُهُ مَهلاً فُلانٌ لَهُم | قالَ الهَوى غَيرُ هَذا القَولِ يُعنيني |
أَلقى مِنَ اليَأسِ تاراتٍ فَتَقتُلُني | وَلِلرَجاءِ بَشاشاتٌ فَتُحيِيني |
وقال نساء لسن لي بنواصحن
وَقالَ نِساءٌ لَسنَ لي بِنَواصِحِن | لِيَعلَمنَ ما أُخفي وَيَعلَمنَ ما أُبدي |
أَأَحبَبتُ لَيلى جِهدَ حُبِّكِ كُلَّهُ | لِعَمرِ أَبي لَيلى وَزِدتَ عَلى الجَهدِ |
عَلى ذاكَ ما يَمحو لِيَ الذَنبَ عِندَها | وَتَمحو دَواعي حُبِّها ذَنبَها عِندي |
أَلا إِنَّ قُربَ الدارِ لَيسَ بِنافِعٍ | وَقَلبُ الَّذي تَهواهُ مِنكَ عَلى البُعدِ |