أغصُّ بذكرهِ ، أبداً ، بريقي | و أشرقُ منهُ بالماءِ القراحِ |
و تمنعني مراقبة ُ الأعادي | غُدُوّي للزّيارَة ِ أوْ رَوَاحي |
وَلَوْ أنّي أُمَلَّكُ فِيهِ أمْرِي | ركبتُ إليهِ أعناقَ الرياحَ |
قصيدة أبو فراس الحمداني
قصيدة الشاعر أبو فراس الحمداني قصيدة رائعة للشاعر الكبير أبو فراس الحمداني.
لمْ أؤاخذكَ بالجفاءِ ، لأني
لمْ أؤاخذكَ بالجفاءِ ، لأني ، | وَاثِقٌ مِنْكَ بِالوَفَاءِ الصّحِيحِ |
فجميلُ العدوِّ غيرُ جميلٍ ، | و قبيحُ الصديقِ غيرُ قبيحِ |
علونا جوشنا بأشد منه
علونا جوشنا بأشدَّ منهُ | وَأثْبَتَ عِنْدَ مُشْتَجَرِ الرّماحِ |
بجيشٍ جاشَ ، بالفرسانِ ، حتى | ظننتَ ، البرَّ بحراً منْ سلاحِ |
و ألسنة ٍ منَ العذباتِ حمرٍ | تخاطبنا بأفواهِ الرماحِ |
و أروعَ ، جيشهُ ليلٌ بهيمٌ | و غرتهُ عمودٌ منْ صباحِ |
صفوحٌ عندَ قدرتهِ كريمٌ | قليلُ الصفحِ ما بينَ الصفاحِ |
فكانَ ثباتهُ للقلبِ قلباً | وَهَيْبَتُهُ جَنَاحاً للجَنَاحِ |
أقبلت كالبدر تسعى
أقبلت كالبدر تسعى | غلساً نحوي براح |
قلت أهلاً بفتاة | حملتْ نورَ الصباح |
عَلّي بِالكَأسِ مَنْ أصْـ | بحَ منها غيرَ صاحِ |
أيلحاني على العبرات لاح
أيَلْحاني، عَلى العَبَرَاتِ لاحِ | وَقد يَئسَ العَوَاذِلُ من صَلاحي |
تَمَلَّكَني الهَوَى بَعدَ التّأبّي | وَرَوَّضَنِي الهَوَى بَعْدَ الجِمَاحِ |
أسَكْرَى اللّحظِ طَيّبَة َ الثّنَايا | أفترى اللحظِ ، جائلة َ الوشاحِ |
رَمَتْني نحوَ دارِكِ كُلّ عَنْسٍ | وَصَلتُ لهَا غُدُوّيَ بِالرّوَاحِ |
تطاولَ فضلُ نسعتها ، وقلتْ | فُضُولُ زِمَامِهَا عِندَ المَرَاحِ |
حَمَلنَ إلَيْكِ صَبَّاً ذَا ارْتِيَاحٍ | بقربكِ أو مساعدَ ذي ارتياحِ |
أخا عشرينَ ، شيبَ عارضيهِ | مرِيضُ اللّحظِ في الحدق الصّحاحِ |
نَزَحنَ مِن الرُّصَافَة ِ عَامِدَاتٍ | أخَفّ الفَارِسِينَ إلى الصّيَاحِ |
إذا مَا عَنّ لي أرَبٌ بِأرْضٍ | ركبتُ لهُ ضميناتِ النجاحِ |
و لي عندَ العداة ِ ، بكلِّ أرضٍ | دُيُونٌ في كَفَالاتِ الرّمَاحِ |
إذا التفتْ عليَّ سراة ُ قومي | وَلاقَينا الفوارسَ في الصَّباحِ |
يَخِفّ بها إلى الغَمَرَاتِ طَوْدٌ | بناتِ السبقِ تحتَ بني الكفاحِ |
تَكَدّرَ نَقْعُهُ، وَالجَوّ صَافٍ | و أظلمَ وقتهُ واليومُ صاحِ |
و كلُّ معذلٍ في الحيِّ آبٍ | على العذالِ عصاءُ اللواحي |
تَمَنَّيْتُمْ أنْ تَفْقِدُوني، وَإنّما
تَمَنَّيْتُمْ أنْ تَفْقِدُوني، وَإنّما | تَمَنَّيْتُمُ أنْ تُفْقِدُوا العِزَّ أصْيَدَا |
أما أنا أعلى منْ تعدونَ همة ً ؟ | وَإنْ كنتُ أدنَى مَن تَعُدّونَ موْلدَا |
إلى الله أشكُو عُصْبَة ً من عَشِيرَتي | يسيئونَ لي في القولِ ،غيباً ومشهدا |
و إنْ حاربوا كنتُ المجنَّ أمامهم | وَإنْ ضَارَبُوا كنتُ المُهَنّدَ وَاليَدَا |
و إنْ نابَ خطبٌ ، أوْ ألمتْ ملمة ٌ ، | جعلتُ لهمْ نفسي ، وما ملكتْ فدا |
يودونَ أنْ لا يبصروني ، سفاهة ً ، | وَلَوْ غِبتُ عن أمرٍ تَرَكتُهُمُ سُدَى |
فعالي لهمْ ، لوْ أنصفوا في جمالها | وَحَظٌّ لنَفسي اليَوْمَ وهَوَ لهمْ غَدا |
فَلا تَعِدوني نِعمَة ً، فَمَتى غَدَتْ | فَأهلي بهَا أوْلى وَإنْ أصْبَحُوا عِدَا |