لا أَعرف الشخصَ الغريبَ و لا مآثرَهُ رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم أَجد سَبَباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ وأين عاش, وكيف مات [فإن أسباب الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة] سألتُ نفسي: هل يرانا أَم يرى عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أَعلم أنه لن يفتح النَّعْشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة [ما الحقيقة؟]. رُبِّما هُوَ مثلنا في هذه الساعات يطوي ظلِّهُ. لكَّنهُ هُوَ وحده الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح، ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر [فالأحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى نيام هادئون وهادئون] ولم أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص الغريب وما اسمه؟ [لا برق يلمع في اسمه] والسائرون وراءه عشرون شخصاً ما عداي [أنا سواي] وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئ أو سارقٌ, أو قاتلٌ… لا فرق فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت… لا يتكلمون وربما لا يحملون وقد تكون جنازةٌ الشخصِ الغريب جنازتي لكنِّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجَّلُها لأسبابٍ عديدةْ من بينها: خطأ كبير في القصيدةْ |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
لا غرو إن أشرق في منزلي
لا غَروَ إِن أَشرَقَ في مَنزِلي | في لَيلَةِ القَدرِ مُحَيّا الوَزير |
فَالبَدرُ في أَعلى مَداراتِهِ | لِلعَينِ يَبدو وَجهُهُ في الغَدير |
عواصفنا الجميلة
لنا مزاجية البحر وجنونه.. وتحولاته ولنا أيضاً.. مراهقة الزبد وحماقة الأمواج نقاتل بعضنا بعضاً ونكسر بعضنا بعضاً وعندما تهدأ العاصفة نتدحرج على الرمل كطفلين في عطلتهما المدرسية |
مصلوبة النهدين
مَصْلوبَةَ النهدين يالي مِنهُما | تركا الرِدا وَتَسَلَّقا أضلاعي |
لا تحسني بي الظنَّ أنتِ صغيرةٌ | والليل يُلْهِبُ أحمرَ الأطماع |
رُدّي مآزرَكِ التريكةَ واربطي | متمردا متبذِّلَ الأوضاع |
لا تترُكي المصلوبَ يخفقُ رأسُهُ | في الريح فهي كئيبةُ الإيقاع |
يا طفلةَ الشفَتينِ لا تتهوَّري | طبْعُ الزوابع فيهِ بعضُ طباعي |
أبَحثتِ عن ماضيَّ عن متلونٍ | شارٍ بأسواق الهوى بَيَّاع |
قالت فما ماضيكَ قلت تفرجي | جُثَثٌ وأمراضٌ وبئرُ أفاعي |
أضميريَ الموبوءُ أيَّةُ كِذْبَةٍ | مسمومةٍ تُلقينَ في أسماعي |
عَوَّذتُ نهدَكِ وهو كَوْمُ أناقةٍ | أن ترهنيهِ للذّتي ومَتاعي |
عُودي لأُمِّك ما أنا بحمامةٍ | فغريزةُ الحيوانِ تحتَ قِناعي |
ما أنتِ حين أريدُ إلا لعبَة | بَلْهَاءُ تحت فمي وضَغْطِ ذِراعي |
أفيقي
أفيقي من الليلة الشاعِلَة | ورُدِّي عباءَتكِ المائِلَة |
افيقي فإنَّ الصباحَ المُطِلَّ | سيفضحُ شهوتَكِ السافلة |
مُغامِرَةَ النَهْدِ رُدِّي الغطاءَ | على الصدرِ والحَلْمةِ الآكلة |
وأينَ ثيابُكِ بَعْثَرتِها | لدى ساعة اللذّةِ الهائلَة |
كفاكِ فحيحاً بصدرِ السريرِ | كما تنفُخُ الحيةُ الصائلة |
افيقي فقد مرَّ ليلُ الجنونِ | وأقبلتِ الساعةُ العاقلَة |
هو الطينُ ليس لطينٍ بقاءٌ | ولذَّاتُهُ وَمْضةٌ زائلَة |
لقد غَمَرَ الفَجْرُ نهديْكِ ضوءاً | فَعُودي إلى أُمِّكِ الغافلَة |
ستمضي الشهورُ وينمو الجنينُ | ويفضحكِ الطِفْلُ والقابلَة |
يا من خلقت الدمع لطفاً
يا مَن خَلَقتَ الدَمعَ لُط | فاً مِنكَ بِالباكي الحَزين |
بارِك لِعَبدِكَ في الدُمو | عِ فَإِنَّها نِعمَ المُعين |