تستغيث بنا المَواصِي |
وهي بين القنابل وَالرَّصَاصِ |
تَتَأَوَّهَ مِنْ اَلْأَلَمِ: |
هَلْ مِنْ خَلَاصِ؟ |
أصارت أخبار كل رَقَّاصَة وَرَقَّاصِ.. |
أَهَمَّ عند الناس من أخبار مأساة المَواصِي؟ |
اطمئني يا خان يونس: |
يا أَيَّتُهَا الجَمِيلَة رَغْمَ اَلطَّعَنَاتِ |
فالظالمون لن يفلتوا من القِصَاصِ |
فالقِصَاص أَيَّتُهَا اَلْحَبيبَة |
حتما آتٍ |
ليس للظالمين منه من مَنَاصِ |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
نهرنا رمزنا
يا نهرا أحبر به الشعراءُ | يا نهرا كان مائها عذبا |
أحبر الشعراء بوصفها | وذكر الباري ذكرها |
يا من نطق به الرسالة | يا من اصبح ثروة ممتلكه |
يا نهرا أصبحت تراث الزماني | يا من عرضه وطوله مشيت به الكتاب |
يا من كان محور عيشة المعاشي | يا نهرا أخفيت تحتها المعاجز |
يا فراتا ثمرت به المحاصد | أفرا شكلها من عظمته |
نهرا أصبحت خالية من كتابها | يا نهرا أثمرت بها الخيراتي |
مدح
لابتي مضرب مثال لشهامه |
والرجوله لابتي ضربه |
بخناجر والسيوف الصقيله |
لابتي اهل البطوله |
والامجاد معروفه |
ومن كثر فعولهم صعب تحصده وتعده |
لابتن له فعل يشهد وسط المملكه شبويتن تعرف عزوايه |
من قبل حكم إلامام واخوان نوره |
متى تأتي إلي
عَلى جَفنِ المُحبِّ تَسيلُ عَبرَه | تَحزُّ فُؤَادَهُ وتفضُ صَدرَه |
يُكفكِفُ مَا بَكاهُ بغيرِ جَدوى | وَيبلعُ مِن هواهُ أَمَـرَّ سَكرَه |
يُحاولُ أَن يَصِيحَ فَتعتَلِيهِ | دُمُوعُ عِيونهِ وَتُعيدُ أَسرَه |
فَمَا للصَّوتِ مِنهُ إلى سَبِيلٍ | ومالهُ إن تكَلَّمَ أَيُّ نبرَه |
إلهَ العرشِ شُدَّ عليهِ قلباً | أَجبَّارَ القلوبِ وَشُدَّ جَبرَه |
يُنادِي للحبيبَِ يقولُ شِعراً | وياليتَ الحبيب يَرُدُّ شِعرَه |
فؤادُ الصِّبِ جُرِّعَ كُـلَّ مُــرٍِّ | وعينُ حبيبهِ بخِلتْ بِنظرَه |
لأنَّ الفقرَ شرَّدَنِي حَبِيبي | أَبانَ جفاءَهُ وَ أَبانَ كِبرَه |
فمُدَّ اللهُ منكَ قليلَ مالٍ | ويكفي من بحارِكَ نصفُ قَطره |
فَقلبي لايُريدُ سِوى وصَالٍ | لهُ َفي ذي الحياةِ ولو لِمَّرَه |
فمَازَالَ الفؤادُ عليهِ يحنُو | وإن زاد العِنادَ يَمُدُّ صَبرَه |
يقُولُ عَسى يَلِينُ عَسَى وإن لَم | يَلِنْ في ذا المساءِ فبَعد بُكرَه |
لِمَاذا لا يُفرِّطُ فِيهِ سُؤل؟ٌ | لِمَاذَا والحَبيبُ أَدَار َ ظَهرَه؟ |
سُؤالٌ قد يَجولُ على عُقولٍ | عُقولٌ لا تكُون بحَجمِ ذَرَّه |
أَيترُكُ مَن يُحبُّ ولَو ثوانٍ؟ | حبيبَ فؤادِهِ أَيرومُ هَجرَه؟ |
إذا عَشقَ الفؤادُ فليس يُثنَى | عَنِ المحبوبِ قطُّ ولو أَضَّرَّه |
حَبِيبي غيرَ من خُلقوا جميعاً | كَأنَّ البدرَ مُختَلطٌ بِحُمرَه |
أُحِبُّ خُدودَهُ وأُحِـبُ نَاراً | بِها اتقَدَتْ كأنَّ لهيبَ جَمرَه |
أُحِـبُ عُيُونَهُ وأُحِـبُ شَهداً | يُقطَّرُ مِن لَمَاهُ أُحِبُ ثغرَه |
أُحِـبُّ كُفوفهُ وأُحِـبُ أَنفاً | يَبينُ حُسامهُ وأُحِبُ شَعرَه |
مَتَى يَأتي إليَّ فَأرتويهِ | متَى فَأَضُمَّهُ وأَضُمُّ صَدرَه |
مَتَى يَأتي إليَّ فَأحتويهِ | متَى فَأشُمَّهُ وَأَشُمَّ عِطرَه |
مَتَى يَأتي إليَّ أنا مُعنىً | بِحُبِّهِ في المساءِ بكُلِّ بُكرَه |
كَتبت ُ انا القصيدَ لهُ اشتياقاً | وماقصدُ القصيدِ بُلوغَ شُهرَه |
جائتني
جاءتني جريا ولها انفاساً |
تتقطع مثل غزال مذعور |
و الدمع على خديها قطرات |
تتلألأ بيضاء مثل البلور |
ظبي يتمايل اذ داعبت كتفيها |
امواج الشعر الجعد المنثور |
انسة يتسامى من وحي صباها |
ايات تتلى بكتاب منشور |
في عينيها بحر ازرق يتمادى |
عمقه في وجداني طغيانا و يمور |
عيناها لن ترى مثليهما |
قسما بالله و بالبيت المعمور |
عينان ينبض في قعريها |
حلم ذو اشجان و سرور |
فتيات الحي غيارى منها و هن |
لها علاقة يُفدين قربانا و نذور |
نبرتها الحان بنان موسيقى في |
عرس تُنشد بالوقع المسرور |
نظرت و الشك يساورها |
خوف مصير صباها المجهول |
فوق جبينها خال دريٌّ |
يلمع كالماس المصقول |
قالت و العبرة تخنقها |
كيف تودعنا جهاراً بفتور |
اذ نضج الحب و اينع |
في صدري وجداناً و شعور |
و سار النهر الخالد في حبكِ |
امواجاً تسري و تمور |
صمتك هذا يا فرحة عمري |
يؤرقني خشية هجران و نفور |
يا زهرة روضي معذرةً فسمائي |
ملبدة و طريقي قفر مهجور |
قالت يا حبي الأول لا ترحل عهودك |
ما زالت في صدري وعد مبرور |
يا ألف ربيع العمر اجيبيني |
هل يرجع قلبي مخذول مدحور |
اهكذا يا حبي الاوحد ثانيةً |
زمني ايام شتى تأتي و تدور |
من بعدك ابقى عذراء و ليالي |
الدهر تكابدها احزان و سرور |
اذكر كيف شربنا من نهر |
الحب كؤوسا من شهد و خمور |
و مشيت كثيرا فيي دروب |
الحب الأبهى نشوانا بحبور |
و بنينا في الأحلام لعينيك |
ابراج خيال كبرى و قصور |
يا فرحة عمري ما ودعتك |
لو كنت غني الحال و ميسور |
حسبي من حبك ذكرى |
ازهاراً ذبلا ، أريجا و عطور |
لا بل اصبحنا سوى ماضي |
كلمات من حبر فوق سطور |
لو مرت في الخاطر ذكراك يوماً |
عدتُ الى اهلي فرحاناً مسرور |
عدنا بعد رحيل العمر و بيني |
و بينك حالت قيعان و بحور |
كيف لقيانا و قد حالت |
دوني سنوناً و عصور |
و حبك سيدتي ما زال |
كتابٌ في صدري منشور |
جمرٌ يتلظى حبكِ في |
سوح القلب المهجور |
قالت اسفا يا حبي ما جئت |
اليوم به امر ممنوع محضور |
لا تخشي اقوال الناس أنْ عهداً |
ياحبي امرك ماض مكتوم مستور |
عصفور الشوق يرفرف في |
دنيا سماها اقمار و بدور |
لكن اسفاً دنيانا غادرة ، سماء تسبح |
عقبان في متنيها و صقور |
اقلامي و عيناك سماء ممطرة |
ألق يسقيها سحر سناكِ الموفور |
سقطت ايامي سهواً في الدنيا |
و هي غدا تلقاني في لوح منشور |
عدت بترحالي مبتهجاً و سنى عيناك |
ببغداد صحائف تتلى بحروف من نور |
اوهام تتلاشى عمدا في بحرٍ |
فوق حطام الأمل المكسور |
قصيدة نزل المطر
نزل المطر بالدم وغرق الساحة |
نزل المطر علي القبر بسماحة |
الموت رص الفقيد على حافة القبر |
يعلو صراخ الوليد يوشحه بالصبر |
نزل المطر على الساحة غمر التراب بالدم |
يركض عليها الجوعي وتغوص القدم |
يعلو أزيز الوليد يوشحه بالكفن |
نزل المطر بالدم |
والقبر شبر بشبر |
بكيت علي القبر اللي كان مدفني |
مش كنت تستني معايا وتسكني |
وإيه لزوم الفراق والبكا |
وإيه لزوم الحياة واللقا |
نزل القمر من سماه مليان حنين |
طبطب علي قلبي بإيديه اليمين |
همس في ودني سلام ووعد |
بكرة هتطلع معاه مشبكين اليد |
نزل المطر على الساحة كان التراب مغمور |
وطفلة كانت بتجري بدراع مبتور |
ودموع الأم في الساحة والدم مجرور |
نزل المطر بالدم |
والقبر شبر بشبر |
يا غربة يا قتالة جنوبها بشمالها |
نزل المطر على الساحة عكرها |
غمر التراب بالدم ووحلها |
عجز شبابها ورضيعها أكهلها |
نزل المطر بالدم |
والقبر شبر بشبر |
غمر المطر القبر |
شب الوليد للسما |