| مَصْلوبَةَ النهدين يالي مِنهُما | تركا الرِدا وَتَسَلَّقا أضلاعي |
| لا تحسني بي الظنَّ أنتِ صغيرةٌ | والليل يُلْهِبُ أحمرَ الأطماع |
| رُدّي مآزرَكِ التريكةَ واربطي | متمردا متبذِّلَ الأوضاع |
| لا تترُكي المصلوبَ يخفقُ رأسُهُ | في الريح فهي كئيبةُ الإيقاع |
| يا طفلةَ الشفَتينِ لا تتهوَّري | طبْعُ الزوابع فيهِ بعضُ طباعي |
| أبَحثتِ عن ماضيَّ عن متلونٍ | شارٍ بأسواق الهوى بَيَّاع |
| قالت فما ماضيكَ قلت تفرجي | جُثَثٌ وأمراضٌ وبئرُ أفاعي |
| أضميريَ الموبوءُ أيَّةُ كِذْبَةٍ | مسمومةٍ تُلقينَ في أسماعي |
| عَوَّذتُ نهدَكِ وهو كَوْمُ أناقةٍ | أن ترهنيهِ للذّتي ومَتاعي |
| عُودي لأُمِّك ما أنا بحمامةٍ | فغريزةُ الحيوانِ تحتَ قِناعي |
| ما أنتِ حين أريدُ إلا لعبَة | بَلْهَاءُ تحت فمي وضَغْطِ ذِراعي |
نزار قبانى يعبر عن رغبة المرأة
أفيقي
| أفيقي من الليلة الشاعِلَة | ورُدِّي عباءَتكِ المائِلَة |
| افيقي فإنَّ الصباحَ المُطِلَّ | سيفضحُ شهوتَكِ السافلة |
| مُغامِرَةَ النَهْدِ رُدِّي الغطاءَ | على الصدرِ والحَلْمةِ الآكلة |
| وأينَ ثيابُكِ بَعْثَرتِها | لدى ساعة اللذّةِ الهائلَة |
| كفاكِ فحيحاً بصدرِ السريرِ | كما تنفُخُ الحيةُ الصائلة |
| افيقي فقد مرَّ ليلُ الجنونِ | وأقبلتِ الساعةُ العاقلَة |
| هو الطينُ ليس لطينٍ بقاءٌ | ولذَّاتُهُ وَمْضةٌ زائلَة |
| لقد غَمَرَ الفَجْرُ نهديْكِ ضوءاً | فَعُودي إلى أُمِّكِ الغافلَة |
| ستمضي الشهورُ وينمو الجنينُ | ويفضحكِ الطِفْلُ والقابلَة |
بالأحمر فقط
| في كل مكان في الدفتر |
| إسمك مكتوب بالأحمر |
| حبك تلميذ شيطان |
| يتسلى بالقلم الاحمر |
| يرسم اسماكا من ذهب |
| ونساء من قصب السكر |
| وهنود حمرا وقطارا |
| ويحرك آلاف العسكر |
| يرسم طاحونا وحصانا |
| يرسم طاووسا يتبختر |
| يرسم عصفورا من نار |
| مشتغل الريش ولا يحذر |
| وقوارب صيد وطيورا |
| وغروبا وردي المئزر |
| يرسم بالورد وبالياقوت |
| ويترك جرحا في الدفتر |
| حبك رسام مجنون |
| لا يرسم الا بالاحمر |
| ويخربش فوق جدار الشمس |
| ولا يرتاح ولا يضجر |
| ويصور عنترة العبسي |
| يصور عرش الاسكندر |
| ماكل قياصرة الدنيا؟ |
| مادمتِ معي فأنا القيصر |
حبيبتي و المطر
أخاف أن تمطر الدنيا .. ولست معي
فمنذ رحت .. وعندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد ولا ضجر
وكانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين : تمّسك.. ها هنا شعري
والآن أجلس .. والامطار تجلدني
على ذراعي … على وجهي..على ظهري
فمن يدافع عنّي .. يامسافرة
مثل اليمامة, بين العين والبصر
وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا أحبك … يا من تسكنين دمي
ان كنت في الصين .. أو ان كنت في القمر
ففيك شئ من المجهول أدخله
وفيك شئ من التاريخ والقدر