أَلا لا أُحِبُّ السَيرَ إِلّا مُصَعِّداً | وَلا البَرقَ إِلّا أَن يَكونَ يَمانِيا |
عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ | وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا |
إِذا ما تَمَنّى الناسُ رَوحاً وَراحَةً | تَمَنَّيتُ أَن أَلقاكِ يا لَيلَ خالِيا |
أَرى سَقَماً في الجِسمِ أَصبَحَ ثاوِياً | وَحُزناً طَويلاً رائِحاً ثُمَّ غادِيا |
وَنادى مُنادي الحُبِّ أَينَ أَسيرُنا | لَعَلَّكَ ما تَزدادُ إِلّا تَمادِيا |
حَمَلتُ فُؤادي إِن تَعَلَّقَ حُبَّها | جَعَلتُ لَهُ مِن زَفرَةِ المَوتِ فادِيا |
قصيدة قيس بن الملوح
هنا قصائد مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح وأغلبها قصائد حب و غزل في محبوبته ليلى العامرية.
قد حال من دون ليلى معشر قزم
قَد حالَ مِن دونِ لَيلى مَعشَرٌ قَزَمٌ | وَهُم عَلى ذاكَ مِن دوني مَواليها |
وَاللَهُ يَعلَمُ أَنّي إِن نَأَت حِجَجاً | أَو حِيلَ مِن دونِها أَن لَستُ ناسيها |
مضى زمن والناس لا يأمنونني
مَضى زَمَنٌ وَالناسُ لا يَأمَنونَني | وَإِنّي عَلى لَيلى الغُداةَ أَمينُ |
يُسَمّونَني المَجنونَ حينَ يَرونَني | نَعَم بِيَ مِن لَيلى الغُداةَ جُنونُ |
لَيالِيَ يُزهى بي شَبابٌ وَشِرَّةٌ | وَإِذ بِيَ مِن خَفضِ المَعيشَةِ لينُ |
وكيف يرجى وصل ليلى وقد جرى
وَكَيفَ يُرَجّى وَصلُ لَيلى وَقَد جَرى | بِجَدِّ القُوى وَالوَصلِ أَعسَرُ حاسِرُ |
صَديعُ العَصا صَعبُ المَرامِ إِذا اِنتَحى | لِوَصلِ اِمرِئٍ جَذَّت عَلَيهِ الأَواصِرُ |
إن التي زعمت فؤادك ملها
إِنَّ الَّتي زَعَمَت فُؤادَكَ مَلها | خُلِقَت هَواكَ كَما خُلِقتَ هَوىً لَها |
فَإِذا وَجَدتُ لَها وَساوِسَ سَلوَةٍ | شَفَعَ الضَميرُ إِلى الفُؤادِ فَسَلَّها |
بَيضاءُ باكَرَها النَعيمُ فَصاغَها | بِلَباقَةٍ فَأَدَقَّها وَأَجَلَّها |
إِنّي لَأَكتُمُ في الحَشا مِن حُبِّها | وَجداً لَوَ اَصبَحَ فَوقَها لَأَظَلَّها |
وَيَبيتُ تَحتَ جَوانِحي حُبٌّ لَها | لَو كانَ تَحتَ فِراشِها لَأَقَلَّها |
ضَنَّت بِنائِلِها فَقُلتُ لِصاحِبي | ما كانَ أَكثَرَها لَنا وَأَقَلَّها |
يا صاحبي ألما بي بمنزلة
يا صاحِبَيَّ أَلِمّا بي بِمَنزِلَةٍ | قَد مَرَّ حينٌ عَلَيها أَيُّما حينِ |
في كُلِّ مَنزِلَةٍ ديوانُ مَعرِفَةٍ | لَم يُبقِ باقِيَةً ذِكرُ الدَواوينِ |
إِنّي أَرى رَجَعاتِ الحُبِّ تَقتُلُني | وَكانَ في بَدئِها ما كانَ يَكفيني |
لا خَيرَ في الحُبِّ لَيسَت فيهِ قارِعَةٌ | كَأَنَّ صاحِبَها في نَزعِ مَوتونِ |
إِن قالَ عُذّالُهُ مَهلاً فُلانٌ لَهُم | قالَ الهَوى غَيرُ هَذا القَولِ يُعنيني |
أَلقى مِنَ اليَأسِ تاراتٍ فَتَقتُلُني | وَلِلرَجاءِ بَشاشاتٌ فَتُحيِيني |