| الرُشدُ أَجمَلُ سيرَةً يا أَحمَدُ | وُدُّ الغَواني مِن شَبابِكَ أَبعَدُ |
| قَد كانَ فيكَ لِوُدِّهِنَّ بَقِيَّةٌ | وَاليَومَ أَوشَكَتِ البَقِيَّةُ تَنفَدُ |
| هاروتُ شِعرِكَ بَعدَ ماروتِ الصِبا | أَعيا وَفارَقَهُ الخَليلُ المُسعِدُ |
| لَمّا سَمِعنَكَ قُلنَ شِعرٌ أَمرَدٌ | يا لَيتَ قائِلَهُ الطَريرُ المُسعِدُ |
| ما لِلَّواهي الناعِماتِ وَشاعِرٍ | جَعَلَ النَسيبَ حِبالَةً يَتَصَيَّدُ |
| وَلَكَم جَمَعتَ قُلوبَهُنَّ عَلى الهَوى | وَخَدَعتَ مَن قَطَعَت وَمَن تَتَوَدَّدُ |
| وَسَخِرتَ مِن واشٍ وَكِدتَ لِعاذِلٍ | وَاليَومَ تَنشُدُ مَن يَشي وَيُفَنِّدُ |
| أَإِذا وَجَدتَ الغيدَ أَلهاكَ الهَوى | وَإِذا وَجَدتَ الشِعرَ عَزَّ الأَغيَدُ |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
أهديها غزالا
| وشاح المغرب الوردي فوق ضفائر الحلوة |
| وحبة برتقال كانت الشمس |
| تحاول كفها البيضاء أن تصطادها عنوة |
| وتصرخ بي، و كل صراخها همس |
| أخي! يا سلمي العالي |
| أريد الشمس بالقوة |
| و في الليل رماديّ، رأينا الكوكب الفضي |
| ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت |
| وقالت، و هي حين تقول، تدفعني إلى الصمت |
| تعال غدا لنزرعه.. مكان الشوك في الأرض |
| أبي من أجلها صلّى و صام |
| وجاب أرض الهند و الإغريق |
| إلها راكعا لغبار رجليها |
| وجاع لأجلها في البيد.. أجيالا يشدّ النوق |
| وأقسم تحت عينيها |
| يمين قناعة الخالق بالمخلوق |
| تنام، فتحلم اليقظة في عيني مع السّهر |
| فدائيّ الربيع أنا، و عبد نعاس عينيها |
| وصوفي الحصى، و الرمل، و الحجر |
| سأعبدهم، لتلعب كالملاك، و ظل رجليها |
| على الدنيا، صلاة الأرض للمطر |
| حرير شوك أيّامي،على دربي إلى غدها |
| حرير شوك أيّامي |
| وأشهى من عصير المجد ما ألقى.. لأسعدها |
| وأنسى في طفولتها عذاب طفولتي الدامي |
| وأشرب، كالعصافير، الرضا و الحبّ من يدها |
| سأهديها غزالا ناعما كجناح أغنية |
| له أنف ككرملنا |
| وأقدام كأنفاس الرياح، كخطو حريّة |
| وعنق طالع كطلوع سنبلنا |
| من الوادي ..إلى القمم السماويّة |
| سلاما يا وشاح الشمس، يا منديل جنتنا |
| ويا قسم المحبة في أغانينا |
| سلاما يا ربيعا راحلا في الجفن! يا عسلا بغصتنا |
| ويا سهر التفاؤل في أمانينا |
| لخضرة أعين الأطفال.. ننسج ضوء رايتنا |
أعجمي كاد يعلو نجمه
| أَعجَمِيٌّ كادَ يَعلو نَجمُهُ – في سَماءِ الشِعرِ نَجمَ العَرَبي |
| صافَحَ العَلياءَ فيها وَاِلتَقى – بِالمَعَرّي فَوقَ هامِ الشُهُبِ |
| ما ثُغورُ الزَهرِ في أَكمامِها – ضاحِكاتٍ مِن بُكاءِ السُحُبِ |
| نَظَمَ الوَسمِيُّ فيها لُؤلُؤاً – كَثَنايا الغيدِ أَو كَالحَبَبِ |
| عِندَ مَن يَقضي بِأَبهى مَنظَراً – مِن مَعانيهِ الَّتي تَلعَبُ بي |
| وَجَلَتها حِكمَةً بالِغَةً – أَعجَزَت أَطواقَ أَهلِ المَغرِبِ |
| سائِلوا الطَيرَ إِذا ما هاجَكُم – شَدوُها بَينَ الهَوى وَالطَرَبِ |
| هَل تَغَنَّت أَو أَرَنَّت بِسِوى – شِعرِ هوغو بَعدَ عَهدِ العَرَبِ |
| كانَ مُرَّ النَفسِ أَو تَرضى العُلا – تَظمَأُ الأَفلاكُ إِن لَم يَشرَبِ |
| عافَ في مَنفاهُ أَن يَدنو بِهِ – عَفوُ ذاكَ القاهِرِ المُغتَصِبِ |
| بَشَّروهُ بِالتَداني وَنَسوا – أَنَّهُ ذاكَ العِصامِيُّ الأَبي |
| كَتَبَ المَنفِيُّ سَطراً لِلَّذي – جاءَهُ بِالعَفوِ فَاِقرَأ وَاِعجَبِ |
| أَبَريءٌ عَنهُ يَعفو مُذنِبٌ – كَيفَ تُسدي العَفوَ كَفُّ المُذنِبِ |
| جاءَ وَالأَحلامُ في أَصفادِها – ما لَها في سِجنِها مِن مَذهَبِ |
| طَبَعَ الظُلمُ عَلى أَقفالِها – بِلَظاهُ خاتَماً مِن رَهَبِ |
| أَمعَنَ التَقليدُ فيها فَغَدَت – لا تَرى إِلّا بِعَينِ الكُتُبِ |
| أَمَرَ التَقليدُ فيها وَنَهى – بِجُيوشٍ مِن ظَلامِ الحُجُبِ |
| جاءَها هوغو بِعَزمٍ دونَهُ – عِزَّةُ التاجِ وَزَهوُ المَوكِبِ |
| وَاِنبَرى يَصدَعُ مِن أَغلالِها – بِاليَراعِ الحُرِّ لا بِالقُضُبِ |
| هالَهُ أَلّا يَراها حُرَّةً – تَمتَطي في البَحثِ مَتنَ الكَوكَبِ |
| ساءَهُ أَلّا يَرى في قَومِهِ – سيرَةَ الإِسلامِ في عَهدِ النَبي |
| قُلتَ عَن نَفسِكَ قَولاً صادِقاً – لَم تَشُبهُ شائِباتُ الكَذِبِ |
| أَنا كَالمَنجَمِ تِبرٌ وَثَرىً – فَاِطرَحوا تُربي وَصونوا ذَهَبي |
أنا العاشق العاني وإن كنت لا تدري
| أَنا العاشِقُ العاني وَإِن كُنتَ لا تَدري – أُعيذُكَ مِن وَجدٍ تَغَلغَلَ في صَدري |
| خَليلَيَ هَذا اللَيلُ في زَيِّهِ أَتى – فَقُم نَلتَمِس لِلسُهدِ دِرعاً مِنَ الصَبرِ |
| وَهَذا السُرى نَحوَ الحِمى يَستَفِزُّنا – فَهَيّا وَإِن كُنّا عَلى مَركَبٍ وَعرِ |
| خَليلَيَ هَذا اللَيلُ قَد طالَ عُمرُهُ – وَلَيسَ لَهُ غَيرُ الأَحاديثِ وَالذِكرِ |
| فَهاتِ لَنا أَذكى حَديثٍ وَعَيتَهُ – أَلَذُّ بِهِ إِنَّ الأَحاديثَ كَالخَمرِ |
أيدري المسلمون بمن أصيبوا
| أَيَدري المُسلِمونَ بِمَن أُصيبوا – وَقَد وارَوا سَليماً في التُرابِ |
| هَوى رُكنُ الحَديثِ فَأَيُّ قُطبٍ – لِطُلّابِ الحَقيقَةِ وَالصَوابِ |
| مُوَطَّأَ مالِكٍ عَزِّ البُخاري – وَدَع لِلَّهِ تَعزِيَةَ الكِتابِ |
| فَما في الناطِقينِ فَمٌ يُوَفّي – عَزاءَ الدينِ في هَذا المُصابِ |
| قَضى الشَيخُ المُحَدِّثُ وَهوَ يُملي – عَلى طُلّابِهِ فَصلَ الخِطابِ |
| وَلَم تَنقُص لَهُ التِسعونَ عَزماً – وَلا صَدَّتهُ عَن دَركِ الطِلابِ |
| وَما غالَت قَريحَتَهُ اللَيالي – وَلا خانَتهُ ذاكِرَةُ الشَبابِ |
| أَشَيخَ المُسلِمينَ نَأَيتَ عَنّا – عَظيمَ الأَجرِ مَوفورَ الثَوابِ |
| لَقَد سَبَقَت لَكَ الحُسنى فَطوبى – لِمَوقِفِ شَيخِنا يَومَ الحِسابِ |
| إِذا أَلقى السُؤالَ عَلَيكَ مُلقٍ – تَصَدّى عَنكَ بِرُّكِ لِلجَوابِ |
| وَنادى العَدلُ وَالإِحسانُ إِنّا – نُزَكّي ما يَقولُ وَلا نُحابي |
| قِفوا يا أَيُّها العُلَماءُ وَاِبكوا – وَرَوّوا لَحدَهُ قَبلَ الحِسابِ |
| فَهَذا يَومُنا وَلَنَحنُ أَولى – بِبَذلِ الدَمعِ مِن ذاتِ الخِضابِ |
| عَلَيكَ تَحِيَّةُ الإِسلامِ وَقفاً – وَأَهليهِ إِلى يَومِ المَآبِ |
نمى يا بابلي إليك شوقي
| نَمى يا بابِلِيُّ إِلَيكَ شَوقي – وَعَيني لازَمَت سَكبَ الدُموعِ |
| وَلَو أَنّي تَرَكتُ سَراحَ قَلبي – لَطارَ إِلَيكَ مِن قَفَصِ الضُلوعِ |