المناديل

كمقابر الشهداء صمُتكِ
والطريق إلى امتداد
ويداك – أذكر طائرين
يحوّمان على فؤادي
فدعي مخاص البرق
للأفق المعبّأ بالسواد
و توقّعي قبلاً مُدمّاةً
و يوماً دون زادِ
و تعوِّدي ما دُمتِ لي
مَوتي – وَ أحزان البعادِ
كفنّ مناديل الوداع
وخَفَق ريح في الرمادِ
ما لوّحت إلاّ ودم سال
في أغوار وادِ
وبكى لصوتٍ ما، حنين
في شراع السندبادِ
رُدّي، سألتُكِ شهقة المنديل
مزمارا ينادي
فرحي بأن ألقاك وعدا
كان يكبر في بعادي
ما لي سوى عينيك لا تبكي
على موتٍ معادِ
لا تستعيري من مناديلي
أناشيد الودادِ
أرجوكِ! لفيها ضماداً
حول جرحٍ في بلادي
قصيدة محمود درويش

اللغة المستحيلة

الكاتبُ في وطني
يتكلَّمُ كلَّ لُغَاتِ العالمِ
إلا العَرَبِيَّة
فلدينا لغةٌ مُرْعِبَةٌ
قد سَدُّوا فيها كلَّ ثُقُوبِ الحُريَّة
اللغةُ المستحيلة
الكاتبُ في وطني
يتكلَّمُ كلَّ لُغَاتِ العالمِ
إلا العَرَبِيَّة
فلدينا لغةٌ مُرْعِبَةٌ
قد سَدُّوا فيها كلَّ ثُقُوبِ الحُريَّة
شعر نزار قباني

رفقا بأعصابي

شَرَّشْتِ
في لحمي و أعْصَابي
وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ
شَرَّشْتِ .. في صَوْتي و في لُغَتي
ودَفَاتري و خُيُوطِ أَثوابي
شَرَّشْتِ بي … شمساً و عافيةً
وكسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي
شَرَّشْتِ … حتّى في عروقِ يدي
وحوائجي .. و زجَاج أكوابي
شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً
وسنابلاً و كرومَ أعنابِ
شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي
مرعى فراشاتٍ … و أعشابِ
تَتَساقطُ الأمطارُ … من شَفَتِي
والقمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي
شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً
فَتَوَقَّفي … رِفْقاً بأعصابي
قصيدة نزار قباني

سعت لك صورتي وأتاك شخصي

سَعَت لَكَ صورَتي وَأَتاكَ شَخصيوَسارَ الظِلُّ نَحوَكَ وَالجِهاتُ
لِأَنَّ الروحَ عِندَكَ وَهيَ أَصلٌوَحَيثُ الأَصلُ تَسعى المُلحَقاتُ
وَهَبها صورَةً مِن غَيرِ روحأَلَيسَ مِنَ القَبولِ لَها حَياةُ
أمير الشعراء أحمد شوقي

إلهي أعدني

إلهي أعدني إلى وطني عندليب
على جنح غيمة
على ضوء نجمة
أعدني فلّة
ترف على صدري نبع وتلّة
إلهي أعدني إلى وطني عندليب
عندما كنت صغيراً وجميلاً
كانت الوردة داري والينابيع بحاري
صارت الوردة جرحاً والينابيع ضمأ
هل تغيرت كثيراً
ما تغيرت كثيراً
عندما نرجع كالريح الى منزلنا
حدّقي في جبهتي
تجدي الورد نخيلاً والينابيع عرق
تجديني مثلما كنت صغيراً وجميلا
قصيدة للشاعر محمود درويش

المستحيل

أموت اشتياقا
أموت احتراقا
وشنقا أموت
وذبحا أموت
ولكنني لا أقول
مضى حبنا و انقضى
حبنا لا يموت
قصيدة محمود درويش