وافي الكتاب فأحيا

وافي الكتاب فأحياقلب المشوق الكئيب
بنظرة من صديقعن أعيني محجوب
ورجع صوت رقيقحرمته في المغيب
كأنما أنت فيهمخاطبي عن قريب
أذكرتني غير ناسيوم الفتاة اللعوب
بين الأوانس والتربحب القلوب
في مسرح ضاق رحبابكل غاو أديب
توحي المحاسن فيهمقدمات الذنوب
أدماء كالشمس تبدووالوقت بعد الغروب
مليكة ذات وجهسمح وطرف مذيب
بالنور تنزل آياتحكمها المرهوب
مثالها من ضميريفي مقدس محجوب
مسيج من غراميوغيرتي بلهيب
يجثو فؤادي فيهبين اللظى المشبوب
ويعبد الطيف منهفي مأمن من رقيب
لكن أغار عليهامن ذي دهاء أريب
أخي مزاح ورفقمستلطف التشبيب
وما عنيت حبيباحاشا وفاء حبيب
Khalil Gibran Poem

صوت من الغابة

من غابة الزيتون
جاء الصدى
وكنت مصلوبا على النار
أقول للغربان لا تنهشي
فربما أرجع للدار
وربما تشتي السما
ربما
تطفيء هذا الخشب الضاري
أنزل يوما عن صليبي
ترى
كيف أعود حافيا.. عاري
شعر محمود درويش

صفاء العيش في شمل جميع

صفاء العيش في شمل جميعله الجنات والصرح المهيا
طروب حسه غرد هواهطهور ماؤه عف الحميا
جميل ضم كل جميل فعلنقي القلب وضاح المحيا
بدا سعد السعود به يرينابأوج العز مجتمع الثريا
شعر جبران خليل جبران

أبهج بحسنك يا سماء وحبذا

أبهج بحسنك يا سماء وحبذاهذي النجوم وهذه الأقمار
أنضر بنبتك يا جنان وحبذاهذي الغصون وهذه الأزهار
اليوم باهرة المعاني والحلىتجلى وقد قرت بها الأبصار
إفلين في ثوب العروس شبيهةبمليكة إكليلها النوار
ودثارها الوضاح فوق بياضهاغزل الأشعة صيغ فهو دثار
تهفو القلوب إلى مواقع لحظهافتصيب منه وإنه لنثار
هيفاء إن خطرت فربت قامةراعت وما راع القنا الخطار
لجبينها صبح يطل ذكاؤهافتهل من إصباحها أنوار
فإذا انجلت بعد التقنع شمسهتمت إضاءته وكان نهار
في لفظها الشهد الذي تشتارهأسماعنا والسمع قد يشتار
هي بالكمال فريدة يزهى بهاعقد اللدات ودره مختار
زفت إلى شهم لبيب فاضلينميه من خير الأصول نجار
هو نعمة الله الذي آدابهوعلومه شهدت بها الأسفار
عالي المقام على حداثة سنهوالقيمة الأعمال لا الأعمار
عاش العروسان اللذان تعاهداعهدا ستذكر يومه الأزها
Khalil Gibran Poem

قاع المدينة

عشرون أغنية عن الموت المفاجيء
كل أغنية قبيلة
ونحب أسباب السقوط
على الشوارع
كل نافذة خميلة
والموت مكتمل
قفي ملء الهزيمة يا مدينتنا النبيلة
في كلّ موت كان موتي
حالة أخرى
بديلا كان للغة الهزيلة
والعائدون من الجنازة عانقوني
كسّروا ضلعين
وانصرفوا
ومن عاداتهم أن يكذبوا
لكنّني صدقّتهم
وخرجت من جلدي
لأغرق في شوارعك القتيلة
تتفجرين الآن برقوقا
وأنفجر اعترافا جارحا بالحبّ
لولا الموت
كنت حجارة سوداء
كنت يدا محنّطة نحيلة
لا لون للجدران
لولا قطرة الدم
لا ملامح للدروب المستطيلة
والعائدون من الجنازة عانقوني
كسّروا ضلعين
وانصرفوا
ومن عاداتهم أن يسأموا
لكنهم كانوا يريدون البقاء
خرجت من جلدي
وقابلت الطفولة
قد صار للإسمنت نبض فيك
صار لكل قنطرة جديلة
شكرا صليب مدينتي
شكرا
لقد علّمتنا لون القرنفل و البطولة
يا جسرنا الممتدّ من فرح الطفولة
يا صليب إلى الكهولة
الآن
نكتشف المدينة فيك
آه.. يا مدينتنا الجميلة
شعر محمود درويش

على قدر الهوى يأتي العتاب

على قدر الهوى يأتي العتابومن عاتبت تفديه الصحاب
أَلومُ مُعَذِبي فَأَلومُ نَفسيفَأُغضِبُها وَيُرضيها العَذابُ
وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ لَتُبتُ عَنهُوَلَكِن كَيفَ عَن روحي المَتابُ
وَلي قَلبٌ بِأَن يَهوى يُجازىوَمالِكُهُ بِأَن يَجني يُثابُ
وَلَو وُجِدَ العِقابُ فَعَلتُ لَكِننِفارُ الظَبيِ لَيسَ لَهُ عِقابُ
يَلومُ اللائِمونَ وَما رَأَوهُوَقِدماً ضاعَ في الناسِ الصَوابُ
صَحَوتُ فَأَنكَرَ السُلوانَ قَلبيعَلَيَّ وَراجَعَ الطَرَبَ الشَبابُ
كَأَنَّ يَدَ الغَرامِ زِمامُ قَلبيفَلَيسَ عَلَيهِ دونَ هَوىً حِجابُ
كَأَنَّ رِوايَةَ الأَشواقِ عَودٌعَلى بَدءٍ وَما كَمُلَ الكِتابُ
كَأَنِّيَ وَالهَوى أَخَوا مُدامٍلَنا عَهدٌ بِها وَلَنا اِصطِحابُ
إِذا ما اِعتَضتُ عَن عِشقٍ بِعِشقِأُعيدَ العَهدُ وَاِمتَدَّ الشَرابُ
قصيدة احمد شوقي