| يا ساكناً قلبي طلبتك تعذرُ |
| و تُبيح زلّاتي تقلُّ عثاري |
| ماذنب من تاق الحديث بقربكم |
| ملّا من الأوزان والأشعارِ |
| والله لا أقوى خصاماً بيننا |
| يكفي ديارك قفرةٌ عن داري |
| يكفي محالٌ قربنا من بعضنا |
| أتريد قلبي جمرةً من نارِ ؟ |
| لو كان صبري في الهوى ذو رفعةٍ |
| أُدخلتُ منه منازلَ الأبرارِ |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
سر الهوى
| مُستَعْذِبَ الأنّاتِ في كبدي |
| مَهلًا فِداكَ القلبُ والألمُ |
| آثرْتُ طيَّ الوُدِّ في خَلَدي |
| كالطفلِ ينمو ضمَّهُ الرّحِمُ |
| وكتمتُ حُبًّا شفَّني كَمَدًا |
| بعضُ المعاني موْتُها الكَلِمُ |
| ما ضرَّ حُبّي بُعْدُ حيِّكُمُ |
| كالشمسِ تعشقُ ضوءَها الأممُ |
| آهاتُ صدري في الهوى طرَبٌ |
| بعضُ الأغاني لحنُها السّقَمُ |
| بيني وبينكَ في الهوى نسَبٌ |
| و دماؤُنا طيَّ الفؤادِ دمُ |
| لو خيَّروني في الهوى بدلا |
| فلأجلِ عينكَ فيه أعتَصمُ |
| تحْلو الحياةُ بصوتِكَ الطّرِبِ |
| وبغيرِ همسِكَ عيشُنا عدَمُ |
| إنْ كان عشقُ الحُسْنِ معصَيةً |
| فالنّاسِكُونَ منَ الجَزَا حُرِمُوا |
| والعاشقون بغيّهم خَلدُوا |
| في النارِ إيلامًا و ما رُحِمُوا |
| والأُذْنُ مِثلُ العينِ عاشِقَةٌ |
| في القلبِ أمْرُ العينِ يحتَكِمُ |
| لِلعِشقِ عينٌ غير ما أُلِفَتْ |
| لترى الجوانحَ دونها الشّيَمُ |
| لم يعصَ قلبي العينَ إن عشِقَتْ |
| نبضُ القلوبِ منَ الجوى حِمَمُ |
| كلُّ الجوارحِ في الضَّنى وَلِهَتْ |
| يا ويْحَ جُرحي كيفَ يلْتَئِمُ |
| أهلُ الهوى من سُهْدِهم فُطِرُوا |
| والدّمعُ سيلٌ خطّهُ القَلمُ |
| إنّ القلوبَ طباعُها عَجَبٌ |
| أهلُ النُّهى في عشقِهم رَغِمُوا |
| وترى المُلوكَ على العِدا قدَرُوا |
| وبِلَحْظِ طَرْفٍ في الهوى حُكِمُوا |
| كم مِن جحافِلَ كَرُّها ظَفَرٌ |
| وأتت عليها الكاعِبُ الرّئِمُ |
| كم مِن فَصيحٍ حائِكٍ فَطِنٍ |
| عَيُّ اللسانِ منَ الهوى عَجِمُ |
| العشقُ سِرٌّ ليس يعلمُهُ |
| إلّا الرّحيمُ البارئُ العلِمُ |
غريب مزون
| عَلَى “الأَفْلاجِ” مَنْ يَمْشِي وَحِيدا |
| وَ لَوْنُ القَهْرِ قَدْ غَطَّى |
| جَبِيناً ضَمَّ ألواحاً |
| رَعَاها التِّيهْ فِي زَمَنٍ |
| وَ كَسَّرَهَا عَلى غَضَبٍ |
| وَ يَبْكِي كُلَّ مَنْ عَبَدَ الحَدِيدَ |
| •••••• |
| غَرِيبٌ فِي “مُزُوْنَ” رًوَى قَصِيدَةْ |
| يُغَنِّي عِزَّةً بُتِرَتْ |
| كَغُصنٍ ضَاقَ بالثَّمَرِ |
| فَخَانُوهُ عَلى جَهْلٍ |
| وَ خَلُّوا النَّار تَحضُنُهُ |
| وَ تُردِيهِ كَمَا تُردِي جَرِيدا |
| •••••• |
| وَ يَرمِي نَظْرَةّ تُبْقِيهِ حَيْدا |
| بِحَارٌ ذَاقَتِ الحُلمَ |
| فَأدمَنَتِ الحِكاياتِ |
| وَ نَظْرَتُهُ تُسَلِّيهَا |
| وَ شَهْوَتُها تُغَذِّيهِ |
| لِأَنْ يَحيَا وَ يَنْتَظِرَ المَزِيدَ |
وكأنما نهاري بدون ضوء
| وكأنما نهاري بدون ضوءٍ قد طلا |
| وعشعشَ الليلُ برمتهِ في داخلي |
| واني رجوت ربي خلف الملا |
| صبراً فقد فاضت سيولاً ادمعي |
| ما كنتُ مرا وابيت حقي في العلا |
| وسرت بين نارين انا وكل كرامتي |
| واخذتُ اعطي كل ماعندي بلا |
| الا وكل ماعندي ب اللهِ لايكفي |
تبت يد الشعراء
| تَبَّتْ يَدُ الشُّعراءِ بَلْ أَفواهُهُمْ |
| أنَّى لَهُمْ أَسرَ الجَمَالِ بِقَافِيةْ |
| مَا أَخذَلَ الحَرفِ الّذي حَالَفتُهُ |
| وَ أَمَامَها هَا قَد بَدَى “لا” نَافِيَةْ |
| ضَاعَتْ حُرُوفِيَ مِنْ لِسانِيَ رَهْبَةً |
| و استَوحَشَتْ لُغَتِي وَ فَرَّتْ حَافِيَةْ |
| وَ لَجَأتُ لِلقَلْبِ الّذَي مَا عَادَ لِي |
| فَأحَالَنِي نَحوَ العُيُون الرَّافِيَةْ |
| فَأَعَادَ حَاءٌ وَصلَهُ مَع بَائِهِ |
| وَ بِرَايَةِ القَلبِ اِستَعَدتُ الجَافِيَةْ |
| فَنَظَرتُهَا مُتَجَلِّداً مُتَحَيِّزاً |
| لِلعَبقَرِيِّ وَ مَا أَتَى مِنْ خَافِيَةْ |
| وَ رَأيتُ فِيها مَا عَلِمتُ وَ هَزَّنِي |
| وَ نَهَرتُ صَمْتِي فَاستَحَالَ لِقَافِيَةْ |
| فَالشِّعر ليلٌ مِنْ هُمُومٍ حَالِكٌ |
| أَودَى بِقَلبِيَ وَ استَدَنتُ العَافِيَةَ |
| الصُّبحُ زَيفٌ دُونَ خَلْعِ نِقَابِهَا |
| و النَّارُ صَنْعَتُهَا لِتُقْبَسَ صَافِيَةْ |
| وَ الأَنْفُ عِزٌ و اِفتِخَار مَلِيكَةٍ |
| زُخِمَتْ حِمَاهَا بِالرُّفاتِ السَّافِيَةْ |
| و الكَونُ سِجْنٌ لِلأَسِيرِ لِلَحظِهَا |
| وَ الرِّمشُ سَوطٌ لا تَرُدُّه غَافِيَةْ |
| وَ الثَّغْرُ يَاقُوتٌ يُغَطِّي لُؤلُؤاً |
| تَكْفِي ابتِسَامَتُها وَ تُوصَفُ شَافِيَةْ |
| و النَّحرُ مِحرَابٌ بِجِيْدٍ قُدِّمَت |
| قُربانُه رُوحِي عَسَاهَا كَافِيَةَ |
نعي
| آهٍ عَـلَى نَـفْـسٍ رَمَـتْ آمَالَهَا | في قَفْـرِ شَـقْوَتِها وَ وَادِيها السَّحيقْ |
| قَوْلِي يَـكَادُ يَـخُوْنُـنِي رِفْقاً بِهَا | فَأَعُـودُ أَلْجُـمُهُ فَزَيْـفِيَ لَا يَلِيقْ |
| نَعْيِـي لِنَفْسِي مَا أردت بُلُوْغَهَا | مِنِّي فَطُفْتُ عَلَى القَوَافِـلِ وَ الفَرِيقْ |
| نَادَيْـتُهُم مَـنْ مُـنْشِدٌ عَنِّي لَهَا | قَالُوا لِـحَادِيْهم : أَلَا أَنْتَ الوَثِـيـقْ |
| يَا حَادِيَ الظَعْن المُيَمِّمُ أَرْضَها | أَوْقِدْ عَلَى الحُزْنِ القُلُوْبَ عَلَى الطَرِيق |
| أوْقِـدْ وَ لَا تَخْـشَ النَفَادَ فُحُبُّـهَا | يَجْنِي دُمُوعِـي خَازِنَاً دَنَّـاً عَتِيـقْ |
| حُـزْنِي كَنَارٍ لِلأَكَاسِـرِ صَانَهَا | بًعْـدُ الدِّيَـارِ وَ سَــادِنٌ قَلْـبٌ رَقِيـقْ |
| حُـزْنِي كَنارٍ لَا يَخِـفُّ أَوَارُهَـا | تكْفِيْكَ دَهْراً فِي المَـسِيْرِ وَ لَنْ تُطِيـقْ |
| كَيْـفَ الـسَّبِيْلُ لِمَـنْ يُـرَنِّمُ ذِكْرَهَا | أَنْ لَا يَقُـولَ الآهَ حُـزْناً يَا صَدِيـق |
| وَ إِذَا مررَتَ بِحَيِّهَا قِفْ قُلْ لَهَا | ضَاعَ المُتَيَّمُ فِي هَـوَاكِ بِلا رَفِيـقْ |
| ذَهَبَ الوقار بِكَأسِ هَجْرٍ ذَاقَهَا | وَ صَحَا جُنُونٌ يَنْزِفُ الشِّعْرَ الحَرِيقْ |
| قَالَ الدُّمُوعَ وَ قَالَ رُوْحاً مَا سَهَا | عَـنْ نَزْفِهَا ألماً و قهراً كالغريقْ |
| كَالرَّمْلِ يَهْجُرُ سَاعَةً هُوَ عُمْرُهَا | إِنَّ الأُفُولَ لِكَوْكَبٍ يَـرِثُ البَرِيقْ |