| أَيا قَبرَ لَيلى لَو شَهِدناكَ أَعوَلَت | عَلَيكَ نِساءٌ مِن فَصيحٍ وَمِن عَجَم |
| وَيا قَبرَ لَيلى أَكرِمَنَّ مَحَلَّها | يَكُن لَكَ ما عِشنا عَلَينا بِها نِعَم |
| وَيا قَبرَ لَيلى إِنَّ لَيلى غَريبَةٌ | بِأَرضِكَ لا خالٌ لَدَيها وَلا اِبنُ عَم |
| وَيا قَبرَ لَيلى ما تَضَمَّنتَ قَبلَها | شَبيهاً لِلَيلى ذا عَفافٍ وَذا كَرَم |
| وَيا قَبرَ لَيلى غابَتِ اليَومَ أُمُّها | وَخالَتُها وَالحافِظونَ لَها الذِمَم |
شعر قيس بن الملوح
أبيات شعر و قصائد رائعة لمجنون ليلى شاعر العصر الاموي قيس بن الملوح.
بي اليوم ما بي من هيام أصابني
| بِيَ اليَومَ ما بي مِن هَيامٍ أَصابَني | فَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا |
| كَأَنَّ دُموعَ العَينِ تَسقي جُفونَها | غَداةَ رَأَت أَظعانَ لَيلى غَوادِيا |
| غُروبٌ أَثَرَّتها نَواضِحُ مُغرَبٍ | مُعَلَّقَةٌ تُروي نَخيلاً صَوادِيا |
| أُمِرَّت فَفاضَت مِن فُروعٍ حَثيثَةٍ | عَلى جَدوَلٍ يَعلو فِناً مُتَعادِيا |
| وَقَد بَعُدوا وَاِستَطرَدوا الآلَ دونَهُم | بِدَيمومَةٍ قَفرٍ وَأَنزَلتُ جادِيا |
أيا جبل الدوم الذي في ظلاله
| أَيا جَبَلَ الدومِ الَّذي في ظِلالِهِ | غَزالانِ مَكحولانِ مُؤتَلِفانِ |
| غَزالانِ شَبّا في نَعيمٍ وَغِبطَةٍ | مِنَ الناسِ مَذعورانِ مُحتَبِسانِ |
| خَليلَيَّ أَمّا أُمُّ عَمروٍ فَمِنهُما | وَأَمّا عَنِ الأُخرى فَلا تَسَلاني |
| أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ آتٍ دِيارَها | بِعَينَينِ إِنساناهُما غَرِقانِ |
| إِذا اِغرَورَقَت عَينايَ قالَ صَحابَتي | لَقَد أولِعَت عَيناكَ بِالهَمَلانِ |
| نَأَت دارُهُم عَنّي وَفَرَّقَ بَينَنا | جَرائِرُ جَرَّتها يَدي وَلِساني |
| فَأَصبَحتُ عَنهُم أَجنَبِيّاً وَلَم أَكُن | كَذاكَ عَلى بُعدٍ وَنَحنُ دَواني |
| وَكَم مِن هَوىً لا يُستَطاعُ طِلابُهُ | أَتى دونَهُ مَرٌّ مِنَ الحَدَثانِ |
| وَعَزَّيتُ نَفسي وَهيَ بَينَ صَبابَةٍ | تَجودُ وَهَل لي بِالفُراقِ يَدانِ |
| طَوى السِرَّ في نَفسي عَنِ الناسِ كُلِّهِم | ضُلوعٌ عَلى ما يَحتَوينَ حَواني |
| إِذا أَنتَ لَم تَجعَل لِنَفسِكَ شُعبَةً | مِنَ السِرِّ ذاعَ السِرُّ كُلَّ مَكانِ |
وأشرفت من بتران أنظر هل أرى
| وَأَشرَفتُ مِن بُترانَ أَنظُرُ هَل أَرى | خَيالاً لِلَيلى رايَةً وَتَرانِيا |
| فَلَم يَترُكِ الإِشرافُ في كُلِّ مَرقَبٍ | وَلا الدَمعُ مِن عَينَيكِ إِلّا المَواقِيا |
سلبت عظامي لحمها فتركتها
| سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها | مُعَرَّقَةٌ تَضحى إِلَيهِ وَتَخصَرُ |
| وَأَخلَيتِها مِن مُخِّها وَكَأَنَّها | قَواريرُ في أَجوافِها الريحُ تَصفِرُ |
| إِذا سَمِعَت ذِكرَ الحَبيبِ تَقَطَّعَت | عَلائِقُها مِمّا تَخافُ وَتَحذَرُ |
| خُذي بِيَدي ثُمَّ اِنهَضي بي تَبَيَّني | بِيَ الضَرَّ إِلّا أَنَّني أَتَسَتَّرُ |
| فَما حيلَتي إِن لَم تَكُن لَكِ رَحمَةٌ | عَلَيَّ وَلا لي عَنكِ صَبرٌ فَأَصبِرُ |
| فَوَاللَهِ ما قَصَّرتُ فيما أَظُنُّهُ | رِضاكِ وَلَكِنّي مُحِبُّ مُكَفَّرُ |
| وَلَيسَ الَّذي يَجري مِنَ العَينِ ماؤُها | وَلَكِنَّها نَفسٌ تَذوبُ فَتَقطُرُ |
كفى حزنا أن الغنى متعذر
| كَفى حَزَناً أَنَّ الغِنى مُتَعَذِّرٌ | عَلَيَّ وَأَنّي بِالمَكارِمِ مُغرَمُ |
| فَما قَصَّرَت بي في المَطالِبِ هِمَّةٌ | وَلَكِنَّني أَسعى إِلَيها وَأُحرَمُ |