رباعيات

وطني لم يعطني حبي لك
غير أخشاب صليبي
وطني يا وطني ما أجملك
خذ عيوني خذ فؤادي خذ حبيبي
في توابيت أحبائي أغني
لأراجيح أحبائي الصغار
دم جدي عائد لي فانتظرني
آخر الليل نهار
شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق
وحبيبي لا ينام
سأغني و ليكن منبر أشعاري مشانق
وعلى الناس سلام
أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب
كل قاريء
فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شرب
قل أنا وحدي خاطيء
ربما أذكر فرسانا و ليلى بدوية
ورعاة يحلبون النوق في مغرب شمس
يا بلادي ما تمنيت العصور الجاهلية
فغدي أفضل من يومي و أمسي
الممر الشائك المنسي ما زال ممرا
وستأتيه الخطى في ذات عام
عندما يكبر أحفاد الذي عمر دهرا
يقلع الصخر و أنياب الظلام
من ثقوب السجن لاقيت عيون البرتقال
وعناق البحر و الأفق الرحيب
فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي
أتعزى بجمال الليل في شعر حبيبي
حبنا أن يضغط الكف على الكف و نمشي
وإذا جعنا تقاسمنا الرغيف
في ليالي البرد أحميك برمشي
وبأشعار على الشمس تطوف
أجمل الأشياء أن نشرب شايا في المساء
وعن الأطفال نحكي
وغد لا نلتقي فيه خفاء
ومن الأفراح نبكي
لا أريد الموت ما دامت على الأرض قصائد
وعيون لا تنام
فإذا جاء و لن يأتي بإذن لن أعاند
بل سأرجوه لكي أرثي الختام
لم أجد أين أنام
لا سرير أرتمي في ضفتيه
مومس مرت و قالت دون أن تلقي السلام
سيدي إن شئت عشرين جنيه
شعر محمود درويش

كم غادة مثل الثريا في العلا

كمْ غادةٍ مثل الثّريّا في العلاوالحُسن قد أضحى الثرى من حُجبِها
ولِعُجْبِها ما قرّبتْ مِرآتَهانزّهْتُ خِلّي عنْ مقالي عُجْ بها
شعر ابو العلاء المعري

أنت يا سيدي على ما علمنا

أنت يا سيدي على ما علمناأنت تأبى كل الإباء المديحا
وصواب أن المديح إذا ماجاوز الحد جاور التجريحا
غير أن الحق الذي ينفع الناسجدير بأن يقال صريحا
فتفضل وادن بتهنئةادمج فيها ما عن لي تلميحا
أنا يا سيدي وشانك شأنيأوثر الفعل لا الكلام مليحا
أنا أهوى الرئيس حلو التعاطيوأرى الزهو بالرئيس قبيحا
أنا أهوى المقدام والعالم العاملوالواعظ التقي الفصيحا
أنا أهوى المدبر الطاهر السيرةوالقادر الحليم الصفوحا
أنا أهوى فيمن يسوس الرعايانظرا ثاقبا ورأيا رجيحا
ذاك شيء مما منحت فأرضاكوأرضى الورى وأرضى المسيحا
من يسبح على المواهب مولاهفزده يا سيدي تسبيحا
قصيدة جبران خليل جبران

يا بالغ الستين من عمره

يَا بَالِغَ السِّتِّينَ مِنْ عُمْرِهِنَوَدُّ لَوْ بُلِّغْتَ فِيهِ المِئِينْ
دُمْ رَافِعاً بَيْنَ مَنَارِ الهُدَىمَنَارَةَ المَشْرِقِ فِي العَالَمِينْ
مِنْ فَحَمَاتِ اللَّيْلِ تَجْلُو الضُّحَىوَظُلُمَاتِ الرَّيْبِ تَجْلُو اليَقِينْ
وَمِنْ طَوَايَا النَّاسِ تُبْدِي بِمَاخَبْرْتَ مِنْهُمْ كُلَّ كَنْزٍ دَفِينْ
Khalil Gibran Poem

يا بنت بيروت ويا نفحة

يا بنت بيروت ويا نفحةمن روح لبنان القديم الوقور
إليك من أنبائه آيةعصرية أزرت بآي العصور
مرت بذاك الشيخ في ليلةذكرى جمال وعبير ونور
ذكرى صبا طابت لها نفسهوافتر عنها رأسه من حبور
أسر نجواها إلى أرزهفلم يطقها في حجاب الضمير
وبثها في زفرة فانبرتبخفة البشرى ولطف السرور
دارجة في السفح مرتادةكل مكان فيه نبت نضير
فضحك النبت ابتهاجا بهاعن زهر رطب ذكي قرير
عن زهر حمل ريح الصباتبسما مستترا في عبير
سرى لبيروت ولاقى شذامن بحرها رأد الصباح المنير
فعقدا في ثغرها درةأجمل شيء بين در الثغور
أسماء هل أبصرتها مرةتزين مرآتك وقت البكور
Khalil Gibran Poem

هذي رؤوس القمم الشماء

هذي رؤوس القمم الشماءنواهضا بالقبة الزرقاء
نواصع العمائم البيضاءروائع المناطق الخضراء
يا حسن هذي الرملة الوعساءوهذه الأودية الغناء
وهذه المنازل الحمراءراقية معارج العلاء
وهذه الخطوط في البيداءكأنها أسرة العذراء
وذلك التدبيج في الصحراءمن كل رسم باهر للرائي
وهذه المياه في الصفاءآنا وفي الإزباد والإرغاء
تنساب في الروض على التواءخفية ظاهرة اللألاء
ونسم قواتل للداءيشفين كل فاقد الشفاء
ومعشر كأنجم الجوزاءيلتمسون سترة المساء
في ملعب للطيب والهواءومرتع للنفس والأهواء
ومبعث للفكر والذكاءومنتدى للشعر والغناء
يا وطنا نفديه بالدماءوالأنفس الصادقة الولاء
ما أسعد الظافر باللقاءوالقرب بعد الهجر والجلاء
إن أك باكيا من السراءفإن طول الشوق في التنائي
شعر جبران خليل جبران