أَبوسُ تُرابَ رِجلَكِ يا لِوَيلي ~ وَلَولا ذاكَ لا أُدعى مُصابا |
وَما بَوسِ التُرابِ لِحُبِّ أَرضِ ~ وَلَكِن حُبُّ مَن وَطِئَ التراب |
جُنِنتُ بِها وَقَد أَصبَحتُ فيها ~ مُحِبّاً أَستَطيبُ بِها العَذابا |
وَلازَمتُ القِفارَ بِكُلِّ أَرضٍ ~ وَعَيشي بِالوُحوشِ نَما وَطابا |
قصائد غزل
لقد نادى الغراب ببين لبنى
لقد نادى الغراب ببين لبنى ~ فطار القلب من حذر الغراب |
وقال: غدا تباعد دار لبنى ~ وتنأَى بعد ود وأقتراب |
فقلت: تعست ويحك من غراب ~ وَكان الدَهر سعيك في تباب |
لقد أولعت لا لاقَيت خيراً ~ بتفريق المحب عن الحباب |
وما أحببت أرضكم ولكن
وما أحببت أرضكم وَلكن ~ أقبِل إثر من وطىء الترابا |
لقد لاقَيت من كلفي بلبنى ~ بلاء ما أسيغ به الشرابا |
إذا نادى المنادي باسم لبنى ~ عييت فما أطيق له جوابا |
فهذا فعلُ شيخينا جميعاً ~ أرَادا لي البلية والعذابا |
أمزمعة للبين ليلى ولم تمت
أمزمعة للبين ليلى ولم تمت ~ كأَنك عما قد أظلك غافل |
ستعلم إن شطت بهم غربة النوى ~ وزالوا بليلى أن لبك زائل |
وأنك ممنوع التصبر والعزا ~ إذا بعدت ممن تحب المنازل |
إن الغواني قتلت عشاقها
إِن الغواني قتلت عشاقها ~ يا ليت من جهل الصبابة ذاقها |
في صدغهن عقارب يلسعننا ~ ما من لسعن بواجد ترياقها |
إِن الشفاء عناق كل خريدة ~ كالخيزرانة لا نمل عناقها |
بيض تشبه بالحقاق ثديها ~ من عاجة حكت الثدي حقاقها |
يدمي الحرير جلودهن وإنما ~ يكسين من حلل الحرير رقاقها |
زانت روادفها دقاق خصورها ~ إِني أحب من الخصور دقاقها |
إن التي طرق الرجال خيالها ~ ما كنت زائرها ولا طراقها |
قمر نم عليه نوره
قمر نم عليه نوره ~ كيف يخفي الليل بدراً طلعا |
رصد الخلوة حتى أمكنت ~ ورعى الساهر حتى هجعا |
ركب الأَخطار في زورته ~ ثم ما سلم حتى ودعا |