وافي الكتاب فأحيا | قلب المشوق الكئيب |
بنظرة من صديق | عن أعيني محجوب |
ورجع صوت رقيق | حرمته في المغيب |
كأنما أنت فيه | مخاطبي عن قريب |
أذكرتني غير ناس | يوم الفتاة اللعوب |
بين الأوانس والترب | حب القلوب |
في مسرح ضاق رحبا | بكل غاو أديب |
توحي المحاسن فيه | مقدمات الذنوب |
أدماء كالشمس تبدو | والوقت بعد الغروب |
مليكة ذات وجه | سمح وطرف مذيب |
بالنور تنزل آيات | حكمها المرهوب |
مثالها من ضميري | في مقدس محجوب |
مسيج من غرامي | وغيرتي بلهيب |
يجثو فؤادي فيه | بين اللظى المشبوب |
ويعبد الطيف منه | في مأمن من رقيب |
لكن أغار عليها | من ذي دهاء أريب |
أخي مزاح ورفق | مستلطف التشبيب |
وما عنيت حبيبا | حاشا وفاء حبيب |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
صوت من الغابة
من غابة الزيتون |
جاء الصدى |
وكنت مصلوبا على النار |
أقول للغربان لا تنهشي |
فربما أرجع للدار |
وربما تشتي السما |
ربما |
تطفيء هذا الخشب الضاري |
أنزل يوما عن صليبي |
ترى |
كيف أعود حافيا.. عاري |
صفاء العيش في شمل جميع
صفاء العيش في شمل جميع | له الجنات والصرح المهيا |
طروب حسه غرد هواه | طهور ماؤه عف الحميا |
جميل ضم كل جميل فعل | نقي القلب وضاح المحيا |
بدا سعد السعود به يرينا | بأوج العز مجتمع الثريا |
أبهج بحسنك يا سماء وحبذا
أبهج بحسنك يا سماء وحبذا | هذي النجوم وهذه الأقمار |
أنضر بنبتك يا جنان وحبذا | هذي الغصون وهذه الأزهار |
اليوم باهرة المعاني والحلى | تجلى وقد قرت بها الأبصار |
إفلين في ثوب العروس شبيهة | بمليكة إكليلها النوار |
ودثارها الوضاح فوق بياضها | غزل الأشعة صيغ فهو دثار |
تهفو القلوب إلى مواقع لحظها | فتصيب منه وإنه لنثار |
هيفاء إن خطرت فربت قامة | راعت وما راع القنا الخطار |
لجبينها صبح يطل ذكاؤها | فتهل من إصباحها أنوار |
فإذا انجلت بعد التقنع شمسه | تمت إضاءته وكان نهار |
في لفظها الشهد الذي تشتاره | أسماعنا والسمع قد يشتار |
هي بالكمال فريدة يزهى بها | عقد اللدات ودره مختار |
زفت إلى شهم لبيب فاضل | ينميه من خير الأصول نجار |
هو نعمة الله الذي آدابه | وعلومه شهدت بها الأسفار |
عالي المقام على حداثة سنه | والقيمة الأعمال لا الأعمار |
عاش العروسان اللذان تعاهدا | عهدا ستذكر يومه الأزها |
قاع المدينة
عشرون أغنية عن الموت المفاجيء |
كل أغنية قبيلة |
ونحب أسباب السقوط |
على الشوارع |
كل نافذة خميلة |
والموت مكتمل |
قفي ملء الهزيمة يا مدينتنا النبيلة |
في كلّ موت كان موتي |
حالة أخرى |
بديلا كان للغة الهزيلة |
والعائدون من الجنازة عانقوني |
كسّروا ضلعين |
وانصرفوا |
ومن عاداتهم أن يكذبوا |
لكنّني صدقّتهم |
وخرجت من جلدي |
لأغرق في شوارعك القتيلة |
تتفجرين الآن برقوقا |
وأنفجر اعترافا جارحا بالحبّ |
لولا الموت |
كنت حجارة سوداء |
كنت يدا محنّطة نحيلة |
لا لون للجدران |
لولا قطرة الدم |
لا ملامح للدروب المستطيلة |
والعائدون من الجنازة عانقوني |
كسّروا ضلعين |
وانصرفوا |
ومن عاداتهم أن يسأموا |
لكنهم كانوا يريدون البقاء |
خرجت من جلدي |
وقابلت الطفولة |
قد صار للإسمنت نبض فيك |
صار لكل قنطرة جديلة |
شكرا صليب مدينتي |
شكرا |
لقد علّمتنا لون القرنفل و البطولة |
يا جسرنا الممتدّ من فرح الطفولة |
يا صليب إلى الكهولة |
الآن |
نكتشف المدينة فيك |
آه.. يا مدينتنا الجميلة |
على قدر الهوى يأتي العتاب
على قدر الهوى يأتي العتاب | ومن عاتبت تفديه الصحاب |
أَلومُ مُعَذِبي فَأَلومُ نَفسي | فَأُغضِبُها وَيُرضيها العَذابُ |
وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ لَتُبتُ عَنهُ | وَلَكِن كَيفَ عَن روحي المَتابُ |
وَلي قَلبٌ بِأَن يَهوى يُجازى | وَمالِكُهُ بِأَن يَجني يُثابُ |
وَلَو وُجِدَ العِقابُ فَعَلتُ لَكِن | نِفارُ الظَبيِ لَيسَ لَهُ عِقابُ |
يَلومُ اللائِمونَ وَما رَأَوهُ | وَقِدماً ضاعَ في الناسِ الصَوابُ |
صَحَوتُ فَأَنكَرَ السُلوانَ قَلبي | عَلَيَّ وَراجَعَ الطَرَبَ الشَبابُ |
كَأَنَّ يَدَ الغَرامِ زِمامُ قَلبي | فَلَيسَ عَلَيهِ دونَ هَوىً حِجابُ |
كَأَنَّ رِوايَةَ الأَشواقِ عَودٌ | عَلى بَدءٍ وَما كَمُلَ الكِتابُ |
كَأَنِّيَ وَالهَوى أَخَوا مُدامٍ | لَنا عَهدٌ بِها وَلَنا اِصطِحابُ |
إِذا ما اِعتَضتُ عَن عِشقٍ بِعِشقِ | أُعيدَ العَهدُ وَاِمتَدَّ الشَرابُ |