عندي

كان عندى عروسة محنيّة
قامطة عينيها و متغمية
تضحك غاوية التنطيط
تفحت بير مالح وغويط
تلبس شبشب وجلابية
كان عندى اراجوز هزاز
رقص بيرقص بالعكاز
قالى نصيحة خدها صريحة
طول ما في إيدك لمبة جاز
متحّدفش بيوت بإزاز
كان عندى تعلب مكار
غلباوى جايز فشّار
وئع بين الفار والديك
وفى مرة اتعلق فى بوتيك
لكن عمره ما كان سمسار
مروان سالم

ثياب العلم

يا من تزيَّا بثوب العلمِ مختالًاوفي طواياهُ جهلٌ دامسٌ سالا
تُباهي الناسَ، ظننتَ النفسَ أرفعهموفيك نَقصٌ بدا كالشمسِ إذ مالا
تتلو الحديثَ بلا فهمٍ ولا دركٍكأنما أنتَ من سَفْسافِها قالا
تُعلي الكلامَ، وزهرُ القولِ منطفئٌكأنما الجهلُ في أعماقكَ اشتعلا
ما كلُّ من قرأَ الأسفارَ قد عَلِمَتْولا كلُّ من نطقَ الألفاظَ قد مالا
العلمُ بحرٌ، وأنتَ في شواطئهِتلهو كصبيٍّ يرى الأمواجَ إذ جالا
أين الفصاحةُ؟ أين الحِلمُ؟ قد خَفَتَتْكأنَّ ما فيك من فكرٍ هوى زالا
يا مدَّعي الحكمةَ الكبرى بلا عملٍكأنَّما فيك جهلُ القومِ قد حَلا
أما رأيتَ أديبَ العصرِ في شغَفٍيُحيي المعاني ويرقى الفكرَ إذ عَلا؟
فكُن كعاقلِ قومٍ، لا كجاهلهمفالجهلُ عارٌ، ولُبُّ الجاهلِ ابتلى
عباس جاسم محمد

رؤية بأعين زرقاء

ماذَا رَأَيْتَ؟ كَوَاكِبَاً فِي الْمَاءِوَسَفِينَةً فِي شَاطِئِ الْجَوْزَاءِ
وَصَحَارِيًا نَبَتَتْ وَأَعْشَبَ رَمْلُهَاوَحَدَائِقاً تَخْضَرُّ فِي الْبَيْدَاءِ
وَأَرَى مُرُوجًا وَالْكَوَاثِرُ حَوْلُهَاتَجْرِي وَفَيءَ الظلِّ فِي الرَّمْضَاءِ
وَأَرَى خِيَامًا فِي السَّحَابِ غَمَائِمًاوَعَمَائِمَ الْبُنْيَانِ فِي الْعَلْيَاءِ
وَأَرَى كُنُوزًا دَلَّلْتْ أَقْتَابَهَاوَلَأَلِئُ الْمَرْجَانِ فِي الْأَحْشَاءِ
وَأَرَى نُجُومًا فِي النَّهَارِ مُضِيئَةًوَأَهِلَّةً وَالشَّمْسُ فِي الْأَرْجَاءِ
وَأَرَى ذُرَى الْمَجْدِ التَّلِيدِ تَذَلَّلْتْلِبَنِيْ سُعُودَ تَذَلَّلِ الْبَطْحَاءِ
وَتَفَتَّحَتْ زَهْرُ الْحِجَازِ وَازْهَرَتْرَوْضَاتُ نَجْدَ لِكَثْرَةِ الْإرْوَاءِ
هِيَ رُؤْيَةُ لِغَدٍ بِمُقْلَةٍ يَوْمِنَامِنْ ثَاقِبٍ النَّظَرَاتِ كَالزَّرْقَاءِ
هِيَ فِكْرَةٌ خَطَرَتْ لَهُ فَتَتَرْجَمَتْوَقْعَاً عَلَى الطُّرُقَاتِ وَالْأَحْيَاءِ
كَيْفَ اسْتَطَاعَ بِأَنْ يَرَى إِطْلَالَةًلِلْفَجْرِ فِي غَيْبُوبَةِ الظَلّمَاءِ
هِيَ خُطْوَةٌ أُولَى إِلَى هَرَمِ الْعُلَاوَقَفْزَةٌ طُولَى إِلَى الْعَلْيَاءِ
وَفِي تَحَقُّقِهَا حَدِيثُ نَبوةٍبِتَطَاوُلِ الْبُنْيَانِ فِي الصَّحْرَاءِ
وَتُزَينُ الْفَلَوَاتِ وَعْدٌ صَادِقٌمِنْ صَاحِبِ الْمِعْرَاجِ وَالْأُسَرَاءِ
وَلِمَنْ يَقُولُ نَرَى شَرَارَةَ شَرِّهَافَالْخَيْرُ لَا يَأْتِي. . بِغَيْرِ بَلَاءٍ
فِرَايَةُ التَّوْحِيدِ تُخْفِقُ عَالِيًاًعَلَى ذَرَى أُحُدٍ وَغَارِ حِراءِ
فِي دَوْلَةٍ لِبَنِي سُعُودٍ أُسٍّسَتْبِالْخَيْرو وَفْقَ مَنَاهِجِ الْعُلَمَاءِ
أَنْعَمَ بِهَا وَبِحُكْمِهَا وبشعبهاو مُلُوكِهِا الْعُظَمَاءِ والأُمراءِ
فِي خِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ مُنْذُ تَأَسَّسَتْلَبِسَتْ لِبَذْلِ الْخَيْرِ كُلَّ رِدَاءِ
فَأَتَوْنِ فِي هَذَا الزَّمَانِ بِمِثْلِهَاوَصَنَّفُونِ أَكذَبَ الشُّعَرَاءِ
سامي العياش الزكري

متاهة الذات

يا نفسُ، كيف السبيلُ إلى عُلاه؟وأين ينبتُ ضوءُ الحقِّ في مَداه؟
أأسأل الدربَ عن سرٍّ يلفُّ خطاي؟أم أكتفي بصدى الأحلامِ في سماه؟
أبحثُ عنّي، أيا أزليّةَ الرؤيافكيف تكتملُ الأسئلةُ في صَفاه؟
أسائلُ الوقتَ عن سِرٍّ يُزيحُ ظلاميلكنّه ينثرُ الألغازَ في خُطاه
يا ظلَّ قلبي، أجبني: هل أنا يقين؟أم أنّني ضائعٌ في وهجِ اشتباه؟
كلُّ الجواباتِ نارٌ، ما لها قراروكلُّ صوتٍ يُنادي سرَّه اشتكاه
يا نفسُ، مهلاً، فقد يُولدُ الضياءُحينَ التقتْ في حنايا الصمتِ نجواه
رزيڨ مريم

نبض الفكرة

أنا لستُ عابرًا في حياةٍ لا تعنيني
ولا أفتحُ أبوابًا لا تقودُ إلى حلمٍ سامٍ
قلبي مغمورٌ بالأهداف
وعقلي يفيضُ بالأفكارِ كالنهرِ الجاري
لا أبحثُ عن ظلالٍ باهتة
ولا أهوى علاقاتٍ بلا جذور
أنا هنا لأبني مجدًا
ليس للرياء، بل لأهداف تناديني
بين دفاترِ العلمِ أعيش
وفي أعماقِ المعرفةِ أجدني
كل فكرةٍ تُلامسُ عقلي
تصبحُ نبضًا يُحيي عالمي
أعيش بين البشر، لكنني مختلف
كشجرةٍ سامقةٍ تمتدُّ نحو السماء
لا أحتاجُ كثرةً حولي
فوجودي في دربِ الحقِّ يكفيني
أنا الحلمُ الذي لا يذبل
والطموحُ الذي لا ينطفئ
أمضي وفي داخلي عوالمٌ
تضيءُ الدربَ للأفقِ القادم.
رزيڨ مريم

العهد

انا كنت في عهد رومى
متقطعة هدومي
وبمشى فى كل حتة
بالعمة والجاكتة
وبمطرقتى وادومى
وكنت فى عهد كاسبر
بسكر وكمان بعفر
وامضغ لبان وقرفة
وحياتى لسة كارفة
زى موظف حكومى
وكنت واد جنان
ابيض واسود والوان
يمكن دكتور سنان
وبكماشة بقّرط
وبلملم المفّرط
بكمامى وبهدومى
شوفت عصور الملاحم
وعمال المناجم
الناس واقفة تزاحم
فى طوابير الرغيف
وفي شبرا وميونخ
الخلق بتنسلخ
دوري وبشكل يومي
ورأيت وما رأيت
زنج وهنود وسوط
متشعلقين فى حيط
متسلسلين في يخت
عرافة بتقرأ بخت
بالزهر أو بالكومى
عاصرت المصري يوميّ
ومخيّبش ظنوني
عاصرهم اجمعين
ما أكلش من لحومي
عاصرت بوش وباش
والماية اللى ببلاش
فى باريس وفى نيويورك
البورصة تنهشك
والسلطة مبدهاش
إلا الثروة وديت
بتشفط من العمومى
مروان سالم