حورية لاحت لنا تنثني | كالغصن حياه الصبا حين هب |
مرت فما في الحي إلا فتى | فؤاده في إثرها قد ذهب |
شعاع عينيها إذا ما رنت | يوقع في الأنفس منها الرهب |
والوجه كالجنة حسنا فإن | ظننت عدنا قد تراءت فهب |
والشعر منضود على رأسها | كالعسجد الحر زها والتهب |
يشبه فوارة نور لها | أشعة مواجة بالصهب |
ورب راء راعه فيضه | فأكبر الواهب فيما وهب |
وصاح مذهولا ألا فانظروا | في هذه الأزمة هذا الذهب |
اعجب به كنزا على ذروة | إذا سما الطرف إليه انتهب |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
يا عيونا تسقي العيون الرحيقا
يَا عُيُونَاً تَسْقِي العُيُونَ الرَّحِيقَا – وَاصِلِي مُدْمِناً أَبى أَنْ يُفِيقَا أَسْكِرِينِي عَلَى الدَّوَامِ وَأَفْنِي – مُهْجَتِي أَدْمُعاً وَعَزْمِي حَرِيقا تِلْكَ خَمْرُ الحيَاةِ مَنْ لَمْ يَذَقْهَا – مَرَّةً لَيْس بِالحَياةِ خَلِيقَا وَهْيَ حُسْنُ الحَيَاةِ سَعْداً وَبُؤْساً – وَاصْطِبَاحاً لِشَرْبِهَا وَغَبُوقَا أَنْتِ يَا مَن سَقَتْ فؤَادِي مِنْهَا – حَرَّ وَجْدٍ وَلَوْعَةٍ وَخُفوقَا إِظْلمِينِي مَا شَاءَ ظُلْمُكِ وَانْهِي – آمِر الحُسْنِ أَنْ يَكُونَ شَفِيقَا عَذِّبِينِي فَقَدْ جَنَيْتُ عَلَى – نَفْسِي وَأَمْسَيْتُ بِالْعِقَابِ حَقِيقَا فَلِهَذا العِقَابِ عَاوَدْتُ حُبِّي – وَلأَلْقَاهُ خُنْتُ عَهْداً وَثِيقَا رُبَّ لَيْلٍ مُحَيَّرُ النَّجمِ غَضٍّ – فِيهِ لا يَهْتَدِي الضَّلولُ طَرِيقَا ضَمَّني مُثْقَلاً بِهَمِّي كَبَحْرٍ – ضَمَّ فِي جَوْفِهِ الْبَعيدِ غَرِيقَا أَحْسِبُ السُّرْجَ فِي حَشَاهُ قُرُوحاً – وَأَرى الشَّهبَ فِي سَمَاهُ حُرُوقا فِيهِ نَامَتْ سُعَادُ نَوْماً هَنِيئاً – وَتَسَهَّدْتُ مُسْتهَاماً مَشُوقَا حَيْثُمَا وَارَتْنِي دُجَاهُ غُرُوباً – أَبْصَرَتْنِي عَيْنُ الصَّباحِ شُرُوقَا قَدْ تَلَقَّيتُهُ وَكَاَن كَثِيفاً – ثُمَّ وَدَعْتُهُ وَكَانَ رَقِيقَا رَقَّ فَانْحَلَّ فَانْتَفَى غَيْرَ مُبْقٍ – لِيَ مِنْهُ إِلاّ خَيَالاً دَقِيقَا ظَلَّ فِي جَانِبِي نَحِيلاً نُحُولِي – كَالشَّقيقِ الأَبَرَّ يَرْعَى شَقِيقا أَيُّها النَّائِمُونَ يَهْنِيكُمُ النَّوْمَ – وَلاَ زَالَ حَظيَ التَّأرِيقَا إِنْ يَكُ السَّاهِرُونَ مِثْلِي كَثِيراً – فَسُعَادٌ أَسَمَى وَأَسْنَى عَشِيقَا فَاتِنِي مِنْ جَمَالَها الوجْهُ طَلْقاً – لاَ يُبَاهَى وَالْقَدُّ لَدْناً رَشِيقَا فَاتِنِي عَقْلُهَا الَّذِي يُبْدِعُ الخَاطِرَ – رُوحاً وَهَيْكَلاً وَعُرُوقَا فَاتِنِي نَظْمُهَا الْقَرِيضَ فَمَا – تَنْظِمُ عَقْداً فِي جِيدِهَا مَنْسُوقَا فَاتِنِي لُطْفُهَا الَّذِي يُنْعِشُ الوَجْدَ – وَلَوْ شَاءَ أَنْعَشَ التَّوْفِيقَا وَيُقِيمُ الآمَالَ فِي النَّفْسِ كَالنورِ – يُحِيلُ البُذُورَ زَهْراً أَنِيقَا فِتَنٌ قَيَّدَتْ بِهِنَّ فُؤَادِي – وَأَرَانِي إِذَا شَكَوْتُ عَقُوقَا كُلُّ مُسْتَأْسَرٍ يَوَدُّ انْطِلاَقاً – وَشَقَائِي بِأَنْ أَكُونَ طَلِيقَا |
في هجرة لا أنس فيها
في هجرة لا أنس فيها | لِلْغَرِيبِ وَلاَ صَفَاءْ |
تَتَقَاذَفُ الآفَاقُ بي | قَذْفَ العَوَاطِفِ لِلْهِبَاءْ |
وتحيط بي لجج الصروف | فَمِنْ بَلاَءٍ فِي بَلاَءْ |
إذا غزلتم حول يومي الظنون
إِذا غَزَلتُم حَولَ يَومي الظُّنون | وَإِن حَبّكتم حَول لَيلي الملام |
فَلَن تَدكُّوا بُرجَ صَبري الحَصين | وَلَن تُزيلوا مِن كُؤوسي المدام |
فَفي حَياتي مَنزِلٌ لِلسُّكون | وَفي فُؤادي مَعبَدٌ لِلسَّلام |
وَمَن تَغَذّى مِن طَعامِ المَنون | لا يَختَشي مِن أَن يَذوق المَنام |
يا منى القلب ونور العين
يا منى القلب ونور | العين مذ كنت وكنت |
لم أشأ أن يعلم الناس | بما صنت وصنت |
ولما حاذرت من | فطنتهم فينا فطنت |
إن ليلاي وهندي | وسعادي من ظننت |
تكثر الأسماء | لكن المسمى هو أنت |
أيها الفارس الشجاع ترجل
أيها الفارس الشجاع ترجل | قَدْ كَبَا مُهْرُكَ الأَغَرُّ المُحَجَّلْ |
شد ما خب موجفا كل يوم | فِي طِلاَبٍ مِنَ الفَخَارِ مُعَجَّلْ |
دميت بالركاب شاكلتاه | فَهَوَى رَازِحاً بِهِ مَا تَحَمَّل |
هزلت سوقه غلى أن تثنت | وَدنَا عُنْقُهُ إِلَى أَنْ تَسَفَّلْ |
وخبا من جبينه نجم سعد | طَالَمَا كَانَ ضَاحِكاً يَتَهلَّلْ |
هكذا رحت ترهق العمر حثا | فَتَلاَشَى وَمَجْدُهُ بِكَ أَمْثَلْ |
نادبي أدهم وناعي علاه | كَانَ مِنْ خِيرَةِ الْعُلَى أَنْ تَرَحل |
لم يبت في الثرى فتى اخيل لكن | آثَرَ الأفْقَ صَهْوَةً فَتَحَوَّلْ |