حورية لاحت لنا تنثني

حورية لاحت لنا تنثنيكالغصن حياه الصبا حين هب
مرت فما في الحي إلا فتىفؤاده في إثرها قد ذهب
شعاع عينيها إذا ما رنتيوقع في الأنفس منها الرهب
والوجه كالجنة حسنا فإنظننت عدنا قد تراءت فهب
والشعر منضود على رأسهاكالعسجد الحر زها والتهب
يشبه فوارة نور لهاأشعة مواجة بالصهب
ورب راء راعه فيضهفأكبر الواهب فيما وهب
وصاح مذهولا ألا فانظروافي هذه الأزمة هذا الذهب
اعجب به كنزا على ذروةإذا سما الطرف إليه انتهب
من قصايد جبران خليل جبران

يا عيونا تسقي العيون الرحيقا

يَا عُيُونَاً تَسْقِي العُيُونَ الرَّحِيقَا – وَاصِلِي مُدْمِناً أَبى أَنْ يُفِيقَا
أَسْكِرِينِي عَلَى الدَّوَامِ وَأَفْنِي – مُهْجَتِي أَدْمُعاً وَعَزْمِي حَرِيقا
تِلْكَ خَمْرُ الحيَاةِ مَنْ لَمْ يَذَقْهَا – مَرَّةً لَيْس بِالحَياةِ خَلِيقَا
وَهْيَ حُسْنُ الحَيَاةِ سَعْداً وَبُؤْساً – وَاصْطِبَاحاً لِشَرْبِهَا وَغَبُوقَا
أَنْتِ يَا مَن سَقَتْ فؤَادِي مِنْهَا – حَرَّ وَجْدٍ وَلَوْعَةٍ وَخُفوقَا
إِظْلمِينِي مَا شَاءَ ظُلْمُكِ وَانْهِي – آمِر الحُسْنِ أَنْ يَكُونَ شَفِيقَا
عَذِّبِينِي فَقَدْ جَنَيْتُ عَلَى – نَفْسِي وَأَمْسَيْتُ بِالْعِقَابِ حَقِيقَا
فَلِهَذا العِقَابِ عَاوَدْتُ حُبِّي – وَلأَلْقَاهُ خُنْتُ عَهْداً وَثِيقَا
رُبَّ لَيْلٍ مُحَيَّرُ النَّجمِ غَضٍّ – فِيهِ لا يَهْتَدِي الضَّلولُ طَرِيقَا
ضَمَّني مُثْقَلاً بِهَمِّي كَبَحْرٍ – ضَمَّ فِي جَوْفِهِ الْبَعيدِ غَرِيقَا
أَحْسِبُ السُّرْجَ فِي حَشَاهُ قُرُوحاً – وَأَرى الشَّهبَ فِي سَمَاهُ حُرُوقا
فِيهِ نَامَتْ سُعَادُ نَوْماً هَنِيئاً – وَتَسَهَّدْتُ مُسْتهَاماً مَشُوقَا
حَيْثُمَا وَارَتْنِي دُجَاهُ غُرُوباً – أَبْصَرَتْنِي عَيْنُ الصَّباحِ شُرُوقَا
قَدْ تَلَقَّيتُهُ وَكَاَن كَثِيفاً – ثُمَّ وَدَعْتُهُ وَكَانَ رَقِيقَا
رَقَّ فَانْحَلَّ فَانْتَفَى غَيْرَ مُبْقٍ – لِيَ مِنْهُ إِلاّ خَيَالاً دَقِيقَا
ظَلَّ فِي جَانِبِي نَحِيلاً نُحُولِي – كَالشَّقيقِ الأَبَرَّ يَرْعَى شَقِيقا
أَيُّها النَّائِمُونَ يَهْنِيكُمُ النَّوْمَ – وَلاَ زَالَ حَظيَ التَّأرِيقَا
إِنْ يَكُ السَّاهِرُونَ مِثْلِي كَثِيراً – فَسُعَادٌ أَسَمَى وَأَسْنَى عَشِيقَا
فَاتِنِي مِنْ جَمَالَها الوجْهُ طَلْقاً – لاَ يُبَاهَى وَالْقَدُّ لَدْناً رَشِيقَا
فَاتِنِي عَقْلُهَا الَّذِي يُبْدِعُ الخَاطِرَ – رُوحاً وَهَيْكَلاً وَعُرُوقَا
فَاتِنِي نَظْمُهَا الْقَرِيضَ فَمَا – تَنْظِمُ عَقْداً فِي جِيدِهَا مَنْسُوقَا
فَاتِنِي لُطْفُهَا الَّذِي يُنْعِشُ الوَجْدَ – وَلَوْ شَاءَ أَنْعَشَ التَّوْفِيقَا
وَيُقِيمُ الآمَالَ فِي النَّفْسِ كَالنورِ – يُحِيلُ البُذُورَ زَهْراً أَنِيقَا
فِتَنٌ قَيَّدَتْ بِهِنَّ فُؤَادِي – وَأَرَانِي إِذَا شَكَوْتُ عَقُوقَا
كُلُّ مُسْتَأْسَرٍ يَوَدُّ انْطِلاَقاً – وَشَقَائِي بِأَنْ أَكُونَ طَلِيقَا
Khalil Gibran Poem

في هجرة لا أنس فيها

في هجرة لا أنس فيهالِلْغَرِيبِ وَلاَ صَفَاءْ
تَتَقَاذَفُ الآفَاقُ بيقَذْفَ العَوَاطِفِ لِلْهِبَاءْ
وتحيط بي لجج الصروففَمِنْ بَلاَءٍ فِي بَلاَءْ
Khalil Gibran Poem

إذا غزلتم حول يومي الظنون

إِذا غَزَلتُم حَولَ يَومي الظُّنونوَإِن حَبّكتم حَول لَيلي الملام
فَلَن تَدكُّوا بُرجَ صَبري الحَصينوَلَن تُزيلوا مِن كُؤوسي المدام
فَفي حَياتي مَنزِلٌ لِلسُّكونوَفي فُؤادي مَعبَدٌ لِلسَّلام
وَمَن تَغَذّى مِن طَعامِ المَنونلا يَختَشي مِن أَن يَذوق المَنام
قصيدة جبران خليل جبران

يا منى القلب ونور العين

يا منى القلب ونورالعين مذ كنت وكنت
لم أشأ أن يعلم الناسبما صنت وصنت
ولما حاذرت منفطنتهم فينا فطنت
إن ليلاي وهنديوسعادي من ظننت
تكثر الأسماءلكن المسمى هو أنت
Khalil Gibran Poem

أيها الفارس الشجاع ترجل

أيها الفارس الشجاع ترجلقَدْ كَبَا مُهْرُكَ الأَغَرُّ المُحَجَّلْ
شد ما خب موجفا كل يومفِي طِلاَبٍ مِنَ الفَخَارِ مُعَجَّلْ
دميت بالركاب شاكلتاهفَهَوَى رَازِحاً بِهِ مَا تَحَمَّل
هزلت سوقه غلى أن تثنتوَدنَا عُنْقُهُ إِلَى أَنْ تَسَفَّلْ
وخبا من جبينه نجم سعدطَالَمَا كَانَ ضَاحِكاً يَتَهلَّلْ
هكذا رحت ترهق العمر حثافَتَلاَشَى وَمَجْدُهُ بِكَ أَمْثَلْ
نادبي أدهم وناعي علاهكَانَ مِنْ خِيرَةِ الْعُلَى أَنْ تَرَحل
لم يبت في الثرى فتى اخيل لكنآثَرَ الأفْقَ صَهْوَةً فَتَحَوَّلْ
أشعار جبران خليل جبران