| وَالحُبُّ في الناسِ أَشكالٌ وَأَكثَرُها | كَالعُشبِ في الحَقلِ لا زَهرٌ وَلا ثَمَرُ |
| وَأَكثَرُ الحُبّ مِثلُ الراحِ أَيسَرُهُ | يُرضي وَأَكثَرُهُ لِلمُدمن الخَطِرُ |
| وَالحُبُّ إِن قادَتِ الأَجسامُ مَوكِبَهُ | إِلى فِراش مِنَ الأَغراضِ يَنتَحِرُ |
| كَأَنّهُ ملكٌ في الأَسرِ مُعتَقَلٌ | يَأبى الحَياةَ وَأَعوانٌ لَهُ غَدَروا |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
سكن الليل وفي ثوب السكون
| سَكنَ اللَّيل وَفي ثَوب السُّكون | تَختَبي الأَحلام |
| وَسَعى البَدرُ وَلِلبَدرِ عُيُون | تَرصُدُ الأَيّام |
| عَلّنا نطفي بِذيّاك العَصِير | حرقَةَ الأَشواق |
| فَتَعالي يا اِبنَة الحَقل نَزُور | كرمة العُشّاق |
| اِسمَعي البُلبُل ما بَينَ الحُقُول | يَسكُبُ الأَلحان |
| في فَضاء نَفَخَت فيهِ التّلول | نَسمَة الرّيحان |
| لا تَخافي يا فَتاتي فَالنُّجوم | تَكتُمُ الأَخبار |
| وَضَبابُ اللَّيل في تِلكَ الكُرُوم | يَحجُبُ الأَسرار |
| لا تَخافي فَعَروسُ الجنّ في | كَهفِها المَسحور |
| هَجَعَت سكرى وَكادَت تَختَفي | عَن عُيون الحُور |
| وَمَليكُ الجنِّ إِن مَرَّ يَرُوح | وَالهَوى يَثنيه |
| فَهوَ مِثلي عاشِقٌ كَيفَ يَبوح | بِالَّذي يضنيه |
والعدل في الأرض يبكي الجن لو سمعوا
| وَالعَدل في الأَرض يُبكي الجنّ لَو سَمِعوا | بِهِ وَيستَضحكُ الأَموات لَو نَظَروا |
| فَالسّجنُ وَالمَوتُ لِلجانينَ إِن صَغرُوا | وَالمَجدُ وَالفَخر وَالإِثراء إِن كبرُوا |
| فَسارق الزَّهرِ مَذمومٌ وَمُحتَقَرٌ | وَسارِقُ الحَقل يُدعى الباسِلُ الخطرُ |
| وَقاتلُ الجسمِ مَقتولٌ بِفعلَتِهِ | وَقاتلُ الرُّوحِ لا تَدري بِهِ البَشَرُ |
أعطني الناي وغن
| أَعطِني النّايَ وَغَنِّ | وَانسَ ما قُلتُ وَقُلتا |
| إِنَّما النّطقُ هَباءٌ | فَأَفِدني ما فَعَلتا |
| هَل تخذتَ الغابَ مِثلي | مَنزِلاً دُونَ القُصُور |
| فَتَتَبَّعتَ السّواقي | وَتَسَلّقتَ الصُّخور |
| هَل تَحَمّمتَ بِعِطرٍ | وَتَنشّفتَ بِنُور |
| وَشَربتَ الفَجرَ خَمراً | في كُؤوسٍ مِن أَثِير |
| هَل جَلَستَ العَصرَ مِثلي | بَينَ جَفناتِ العِنَب |
| وَالعَناقيدُ تَدَلّت | كَثرَيَّاتِ الذَّهَب |
| فَهيَ لِلصّادي عُيُونٌ | وَلمن جاعَ الطّعام |
| وَهيَ شَهدٌ وَهيَ عطرٌ | وَلمن شاءَ المدام |
| هَل فَرَشتَ العُشبَ لَيلاً | وَتَلَحّفتَ الفَضا |
| زاهِداً في ما سَيَأتي | ناسياً ما قَد مَضى |
| وَسُكوتُ اللَّيلِ بَحرٌ | مَوجُهُ في مَسمَعك |
| وَبِصَدرِ اللَّيلِ قَلبٌ | خافِقٌ في مَضجعك |
| أَعطِني النّايَ وَغَنِّ | وَاِنسَ داءً وَدَواء |
| إِنَّما النّاسُ سُطُورٌ | كُتِبَت لَكِن بِماء |
| لَيتَ شِعري أَيّ نَفعٍ | في اِجتِماعٍ وَزحام |
| وَجِدالٍ وَضَجيجٍ | وَاِحتِجاجٍ وَخِصام |
| كُلُّها أَنفاقُ خُلدٍ | وَخُيوط العَنكَبوت |
| فَالَّذي يَحيا بِعَجزٍ | فَهوَ في بُطءٍ يَموت |
هوذا الفجر فقومي ننصرف
| هوَذا الفَجرُ فَقُومي نَنصَرِف | عَن دِيارٍ ما لَنا فيها صَديق |
| ما عَسى يَرجو نَباتٌ يختلف | زَهرُه عَن كُلِّ وردٍ وَشَقيق |
| وَجَديدُ القَلبِ أَنّى يَأتَلف | مع قُلوب كُلُّ ما فيها عَتيق |
| هوَذا الصُّبحُ يُنادي فَاِسمَعي | وَهَلمّي نَقتَفي خُطواته |
| قَد كَفانا مِن مَساء يَدّعي | أَنّ نُورَ الصُّبحِ مِن آياتِهِ |
| قَد أَقَمنا العُمرَ في وادٍ تَسير | بَينَ ضلعَيهِ خَيالات الهُموم |
| وَشهِدنا اليأسَ أَسراباً تَطير | فَوقَ مَتنَيهِ كَعقبانٍ وَبُوم |
| وَشَربنا السّقمَ مِن ماء الغَدير | وَأَكَلنا السُمّ مِن فَجّ الكُرُوم |
| وَلَبِسنا الصَبر ثَوباً فالتَهَب | فَغَدَونا نَتَرَدّى بِالرّماد |
| وَاِفتَرَشناهُ وِساداً فَاِنقَلَب | عِندَما نِمنا هَشيماً وَقتاد |
| يا بِلاداً حُجِبَت مُنذُ الأَزَل | كَيفَ نَرجوكِ وَمِن أَيّ سَبيل |
| أَيّ قَفرٍ دونَها أَيّ جَبَل | سُورها العالي وَمَن مِنّا الدَّليل |
| أَسرابٌ أَنتَ أَم أَنتَ الأَمَل | في نُفوسٍ تَتَمنّى المُستَحيل |
| أَمَنامٌ يَتَهادى في القُلوب | فَإِذا ما اِستَيقَظَت وَلّى المَنام |
| أَم غُيومٌ طُفنَ في شَمس الغُروب | قَبلَ أَن يَغرَقنَ في بَحر الظَّلام |
| يا بِلاد الفِكر يا مَهدَ الأُلى | عَبدوا الحَقَّ وَصَلّوا لِلجَمال |
| ما طَلَبناكَ بِرَكبٍ أَو عَلى | مَتنِ سُفنٍ أَو بِخَيلٍ وَرحال |
| لَستُ في الشَّرقِ وَلا الغَربِ وَلا | في جنوبِ الأَرض أَو نَحوَ الشّمال |
| لَستُ في الجَوّ وَلا تَحتَ البِحار | لَستُ في السَّهلِ وَلا الوَعرِ الحَرج |
| أَنتَ في الأَرواحِ أَنوارٌ وَنار | أَنتَ في صَدري فُؤادي يَختَلج |
الخير في الناس مصنوع إذا جبروا
| الخَيرُ في الناسِ مَصنوعٌ إِذا جُبرُوا | وَالشرُّ في الناسِ لا يَفنى وَإِن قُبرُوا |
| وَأَكثَرُ الناسِ آلاتٌ تُحرّكُها | أَصابِعُ الدَّهرِ يَوماً ثُمَّ تَنكَسِرُ |
| فَلا تَقولَنّ هَذا عالمٌ عَلمٌ | وَلا تَقولَنّ ذاكَ السَّيدُ الوَقرُ |
| فَأَفضَلُ الناسِ قطعانٌ يَسيرُ بِها | صَوتُ الرُّعاةِ وَمَن لَم يَمشِ يَندَثِرُ |