ما آنَ أنْ أرتاعَ للشيْبِ

ما آنَ أنْ أرتاعَ للشــ ـيْبِ، المُفَوَّفِ في عِذَارِي؟
وَأكُفَّ عَنْ سُبُلِ الضّلا لِ، وَأكْتَسِي ثَوْبَ الوَقَارِ
أمْ قَدْ أمِنْتُ الحَادِثَا تِ من الغوادي والسواري
إني أعوذُ ، بحسنِ عفــ ــوِ اللهِ ، منْ سوءِ اختياري

هَل تَرَى النّعْمَة َ دَامَتْ

هَل تَرَى النّعْمَة َ دَامَتْ لصغيرِ أوْ كبيرِ ؟
أوْ تَرَى أمْرَيْنِ جَاءَا أوّلاً مِثْلَ أخِيرِ
إنما تجري التصاريــ ــفُ بتقليبِ الدهورِ
ففقيرٌ منْ غنيٍّ ؛ وَغَنيّ مِنْ فَقِيرِ!

منْ أينَ للرشإِ ، الغريرِ ، الأحورِ

منْ أينَ للرشإِ ، الغريرِ ، الأحورِ ، في الخدِّ ، مثلُ عذارهِ المتحدرِ ؟!
قَمَرٌ، كَأنّ بِعَارِضَيْهِ كِلَيْهِمَا مِسْكاً، تَسَاقَطَ فَوْقَ وَرْدٍ أحمَرِ

وَوَارِدٍ مُورِدٍ أُنْساً، يُؤكّدُهُ

وَوَارِدٍ مُورِدٍ أُنْساً، يُؤكّدُهُ صُدُوره عَنْ سَلِيمِ الوِرْدِ وَالصَّدَرِ
شدتْ سحائبهُ منهُ على نزهٍ تقسّمَ الحُسنُ بَينَ السّمعِ وَالَبَصَرِ
عذوبة ٌ ، صدرتْ عنْ منطقٍ جددٍ ؛ كالماءِ يخرجُ ينبوعاً منَ الحجرِ
وروضة ٌ منَ رياضِ الفكرِ ، دبَّجها صوبُ القرائحِ لا صوبٌ من المطرِ
كَأنّمَا نَشَرَتْ أيْدِي الرّبِيعِ بهَا برداً من الوشيِ أو ثوباً من الحبرِ

ولي مِنّة ٌ في رِقَابِ الضبَاب

ولي مِنّة ٌ في رِقَابِ الضبَاب، وأُخْرى تَخص بَني جَعْفَرِ
عشية َ روَّحنَ من ” عرقة ٍ “ وَأصْبَحْنَ فَوْضَى ، عَلى شَيْزَرِ
وقد طالَ ما وردتْ ” بالجباة “ وَعَاوَدَتِ المَاءَ في تَدْمُرِ
قَدَدْنَ البَقِيعَة َ، قَدّ الأدِيـ ـمِ، وَالغَرْبُ في شَبَهِ الأشْقَرِ
و جاوزنَ ” حمصَ ” ؛ فلمْ ينتظرْ نَ على موردٍ أو على مصدرِ
وَبِالرَّسْتَنِ اسْتَلَبَتْ مَوْرِداً، كَوِرْدِ الحَمَامَة ِ أوْ أنْزَرِ
وَجُزْنَ المُرُوجَ، وَقَرْنَيْ حَمَاة َ و “شيزرَ ” ، والفجرُ لمْ يسفرِ
و غامضتِ الشمسً إشراقها فَلَفّتْ كَفَرْطَابَ بِالعَسْكَرِ
ولاقتْ بها عصبَ الدارعيــ ـنَ بكلِّ منيعِ الحمى مسعرِ
عَلى كُلّ سَابِقَة ٍ بِالرّدِيفِ، وكلِّ شبيهٍ بها مجفرِ
و لما اعتفرنَ ولما عرقنَ خَرَجْنَ، سِرَاعاً، مِنَ العِثْيَرِ
نُنَكِّبُ عَنْهُنّ فُرْسَانَهُنّ، ونبدأُ بالأخيرِ الأخيَرِ
فلما سمعتُ ضجيجَ النسا ءِ ناديتُ : ” حارِ” ، ألا فاقصر !
أ “حارثُ ” منْ صافحَ ، غافرٌ لهنَّ ، إذا أنتَ لمْ تغفرِ ؟ !
رَأى ابنُ عُلَيّانَ مَا سَرّهُ فَقُلْتَ: رُوَيْدَكَ لا تُسْرَرِ!
فإني أقومُ بحقِِّ الجوا رِ ثُمّ أعُودُ إلى العُنْصُرِ

و يوم جلا فيه الربيع بياضه

و يومٍ جلا فيهِ الربيعُ بياضهُبِأنْوَاعِ حَليٍ فَوْقَ أثوَابِهِ الخُضْرِ
كأنَّ ذيولَ الجلنارِ مطلة ً فُضُولُ ذُيولِ الغانِياتِ من الأُزْرِ
شعر أبو فراس الحمداني