ولي مِنّة ٌ في رِقَابِ الضبَاب

ولي مِنّة ٌ في رِقَابِ الضبَاب، وأُخْرى تَخص بَني جَعْفَرِ
عشية َ روَّحنَ من ” عرقة ٍ “ وَأصْبَحْنَ فَوْضَى ، عَلى شَيْزَرِ
وقد طالَ ما وردتْ ” بالجباة “ وَعَاوَدَتِ المَاءَ في تَدْمُرِ
قَدَدْنَ البَقِيعَة َ، قَدّ الأدِيـ ـمِ، وَالغَرْبُ في شَبَهِ الأشْقَرِ
و جاوزنَ ” حمصَ ” ؛ فلمْ ينتظرْ نَ على موردٍ أو على مصدرِ
وَبِالرَّسْتَنِ اسْتَلَبَتْ مَوْرِداً، كَوِرْدِ الحَمَامَة ِ أوْ أنْزَرِ
وَجُزْنَ المُرُوجَ، وَقَرْنَيْ حَمَاة َ و “شيزرَ ” ، والفجرُ لمْ يسفرِ
و غامضتِ الشمسً إشراقها فَلَفّتْ كَفَرْطَابَ بِالعَسْكَرِ
ولاقتْ بها عصبَ الدارعيــ ـنَ بكلِّ منيعِ الحمى مسعرِ
عَلى كُلّ سَابِقَة ٍ بِالرّدِيفِ، وكلِّ شبيهٍ بها مجفرِ
و لما اعتفرنَ ولما عرقنَ خَرَجْنَ، سِرَاعاً، مِنَ العِثْيَرِ
نُنَكِّبُ عَنْهُنّ فُرْسَانَهُنّ، ونبدأُ بالأخيرِ الأخيَرِ
فلما سمعتُ ضجيجَ النسا ءِ ناديتُ : ” حارِ” ، ألا فاقصر !
أ “حارثُ ” منْ صافحَ ، غافرٌ لهنَّ ، إذا أنتَ لمْ تغفرِ ؟ !
رَأى ابنُ عُلَيّانَ مَا سَرّهُ فَقُلْتَ: رُوَيْدَكَ لا تُسْرَرِ!
فإني أقومُ بحقِِّ الجوا رِ ثُمّ أعُودُ إلى العُنْصُرِ