أَيّها الشَّحرُورُ غَرّد | فَالغِنا سرُّ الوُجود |
لَيتَني مِثلكَ حرٌ | مِن سُجونٍ وَقُيود |
لَيَتني مِثلكُ رُوحاً | في فَضا الوَادي أَطير |
أَشرَبُ النُّورَ مُداماً | في كُؤوس مِن أَثِير |
لَيتَني مِثلك طهراً | وَاِقتِناعاً وَرضى |
مُعرِضاً عَمّا سَيَأتي | غافِلاً عَمّا مَضى |
لَيتَني مِثلُكَ ظرفاً | وَجَمالاً وَبَها |
تبسطُ الرّيح جَناحي | كَي يُوشِّيهِ النَّدى |
لَيتَني مِثلُكَ فِكراً | سابِحاً فَوقَ الهِضاب |
أسكبُ الأَنغام عَفواً | بَينَ غابٍ وَسَحاب |
أَيُّها الشّحرورُ غَنِّ | وَاِصرف الأَشجان عَني |
إِنَّ في صَوتِكَ صَوتاً | نافِخاً في أُذن أُذني |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
وما الحياة سوى نوم تراوده
وَما الحَياة سِوى نَومٍ تُراوِدُهُ | أَحلامُ مَن بِمرادِ النَّفسِ يَأتَمرُ |
وَالسرّ في النَّفس حزن النَّفس يَسترُهُ | فَإِن تَوَلّى فَبِالأَفراحِ يَستَترُ |
وَالسرّ في العَيش رَغدُ العَيشِ يَحجبُه | فَإِن أُزيلَ تَوَلّى حَجبَهُ الكَدَرُ |
فَإِن تَرَفّعتَ عَن رَغدٍ وَعَن كَدَرٍ | جاوَرتَ ظلَّ الَّذي حارَت بِهِ الفِكَرُ |
والحب في الناس أشكال وأكثرها
وَالحُبُّ في الناسِ أَشكالٌ وَأَكثَرُها | كَالعُشبِ في الحَقلِ لا زَهرٌ وَلا ثَمَرُ |
وَأَكثَرُ الحُبّ مِثلُ الراحِ أَيسَرُهُ | يُرضي وَأَكثَرُهُ لِلمُدمن الخَطِرُ |
وَالحُبُّ إِن قادَتِ الأَجسامُ مَوكِبَهُ | إِلى فِراش مِنَ الأَغراضِ يَنتَحِرُ |
كَأَنّهُ ملكٌ في الأَسرِ مُعتَقَلٌ | يَأبى الحَياةَ وَأَعوانٌ لَهُ غَدَروا |
سكن الليل وفي ثوب السكون
سَكنَ اللَّيل وَفي ثَوب السُّكون | تَختَبي الأَحلام |
وَسَعى البَدرُ وَلِلبَدرِ عُيُون | تَرصُدُ الأَيّام |
عَلّنا نطفي بِذيّاك العَصِير | حرقَةَ الأَشواق |
فَتَعالي يا اِبنَة الحَقل نَزُور | كرمة العُشّاق |
اِسمَعي البُلبُل ما بَينَ الحُقُول | يَسكُبُ الأَلحان |
في فَضاء نَفَخَت فيهِ التّلول | نَسمَة الرّيحان |
لا تَخافي يا فَتاتي فَالنُّجوم | تَكتُمُ الأَخبار |
وَضَبابُ اللَّيل في تِلكَ الكُرُوم | يَحجُبُ الأَسرار |
لا تَخافي فَعَروسُ الجنّ في | كَهفِها المَسحور |
هَجَعَت سكرى وَكادَت تَختَفي | عَن عُيون الحُور |
وَمَليكُ الجنِّ إِن مَرَّ يَرُوح | وَالهَوى يَثنيه |
فَهوَ مِثلي عاشِقٌ كَيفَ يَبوح | بِالَّذي يضنيه |
والعدل في الأرض يبكي الجن لو سمعوا
وَالعَدل في الأَرض يُبكي الجنّ لَو سَمِعوا | بِهِ وَيستَضحكُ الأَموات لَو نَظَروا |
فَالسّجنُ وَالمَوتُ لِلجانينَ إِن صَغرُوا | وَالمَجدُ وَالفَخر وَالإِثراء إِن كبرُوا |
فَسارق الزَّهرِ مَذمومٌ وَمُحتَقَرٌ | وَسارِقُ الحَقل يُدعى الباسِلُ الخطرُ |
وَقاتلُ الجسمِ مَقتولٌ بِفعلَتِهِ | وَقاتلُ الرُّوحِ لا تَدري بِهِ البَشَرُ |
أعطني الناي وغن
أَعطِني النّايَ وَغَنِّ | وَانسَ ما قُلتُ وَقُلتا |
إِنَّما النّطقُ هَباءٌ | فَأَفِدني ما فَعَلتا |
هَل تخذتَ الغابَ مِثلي | مَنزِلاً دُونَ القُصُور |
فَتَتَبَّعتَ السّواقي | وَتَسَلّقتَ الصُّخور |
هَل تَحَمّمتَ بِعِطرٍ | وَتَنشّفتَ بِنُور |
وَشَربتَ الفَجرَ خَمراً | في كُؤوسٍ مِن أَثِير |
هَل جَلَستَ العَصرَ مِثلي | بَينَ جَفناتِ العِنَب |
وَالعَناقيدُ تَدَلّت | كَثرَيَّاتِ الذَّهَب |
فَهيَ لِلصّادي عُيُونٌ | وَلمن جاعَ الطّعام |
وَهيَ شَهدٌ وَهيَ عطرٌ | وَلمن شاءَ المدام |
هَل فَرَشتَ العُشبَ لَيلاً | وَتَلَحّفتَ الفَضا |
زاهِداً في ما سَيَأتي | ناسياً ما قَد مَضى |
وَسُكوتُ اللَّيلِ بَحرٌ | مَوجُهُ في مَسمَعك |
وَبِصَدرِ اللَّيلِ قَلبٌ | خافِقٌ في مَضجعك |
أَعطِني النّايَ وَغَنِّ | وَاِنسَ داءً وَدَواء |
إِنَّما النّاسُ سُطُورٌ | كُتِبَت لَكِن بِماء |
لَيتَ شِعري أَيّ نَفعٍ | في اِجتِماعٍ وَزحام |
وَجِدالٍ وَضَجيجٍ | وَاِحتِجاجٍ وَخِصام |
كُلُّها أَنفاقُ خُلدٍ | وَخُيوط العَنكَبوت |
فَالَّذي يَحيا بِعَجزٍ | فَهوَ في بُطءٍ يَموت |