أَقُوْلُ وَ قَد هَامَ الفُؤَادُ بِحُبِّهَا | أَيَا قَلْبُ أَقصِر قَد تَعَاظَمَ دَائِيَا |
تَعَاظَمَ بُعْدٌ لِلدِّيَارِ وَإِنَّمَا | لِقَاءُ الَّذِي أَهوَى شِفَاءٌ لِمَا بِيَا |
لَأَرجُو تَدَانٍ لِلدِّيَارَ أَقُلْ لَهَا | أَيَا دَارَ مَن أَهْوَى عَلَيكِ سَلَامِيَا |
سَلَامٌ لِمِسْكِ الرُّوحِ مِنْ قَلبِ عَاشِقٍ | تَقَطَّعَ شَوقًا مِن هَوَاكُم مَثَانِيَا |
أَشَاقَكَ قَلبِى لَحْظُهَا وَضِيَائُهُ | لِيُسلِيكَ مَا يُردِي وَ يُودِيكَ تَالِيَا |
عُيُونٌ لِوَرْدٍ مُسكِرَاتٌ وَ إِنَّهَا | لَحَورَاءُ كَحلَا ثَاقِبَاتٌ فُؤَادِيَا |
تُغِيرُ سِهَامٌ قَاتِلَاتٌ لِلَحظِهَا | فُؤَادًا وَ فِكْرًا، هَل تَسَاقَطَ رُكنِيَا؟! |
وَشَعرٍ كَمَوجٍ لِلفَضَاءِ عِنَانُهُ | أَسِيرُ حَيَاءٍ أَن يَثُورَ فَيُرْدِيَا |
وَ كَانَ قَضَاءُ اللَّهِ بِالبُعدِ بُكْرَةً | فَأَرجُوا مِنَ الرَّحمَانِ يُمْسِي تَلَاقيَا |
طيف ذكراك
طيف ذِكاركَ يطاردُنِي قد مزَّق ذِكراك جَنَان |
يا من كنتَ أنيسًا يوما لِلُّبِ الصَّب الولهان |
كانت لُقياكَ تُعَلِّلُهُ كَي ينسى غَمرة أشجان |
أحزانٌ باتت تُزهِقُه هَام على إِثرك صديان |
يرجو خبرًا يَقْفُوا أثرا يَمشي حتى بلادِ الجان |
في عشْقِكَ قد هام القلبُ عَظُمَ الكَرْبُ على النسيان |
قد أَزْرَى الدَّهر له جسدًا قد أَوْدَى باللُّبِ الولهان |
لكن أن يَنْسى يا وَيْلِي أنت الرُّوح مِن الأَبدان |
إن تُنسى أنت فما يبقى لي في الدنيا سُلوان |
أنت القلبُ وما يصبوا عِشقُكَ أنت الخَفَقَان |
تَهْجُرنِي أَنْتَ أَيَا عُمْري مِن وَشيِ كذوبٍ نمَّام |
إن كان الوشي هو الكفر فالحبُّ نًبْع الإيمان |
ما غَلب البُعْدُ الحُبَّ ما فَاقَ الكُفْرُ الإيمانَ |
أحلام الوصال
حلمٌ تناثر في الأفق البعيد، ينتشي بالحب رسول |
في كل قلب قصيدة، نبضها صادق الوصال |
غنت الطيور بعذب الألحان، لحنٌ يخفق بالجمال |
في الروح شوق، وفي النظرات لغة، تنطق بالآمال |
رسمت على جدار الزمن قصة، لونها مزيج الأطياف والميل |
كلماتها من نسج الخيال، عنوانها أمل يتجدد ويشع بالجلال |
على وتر الأحلام أعزف نغمة، غزلت من خيوط الخيال |
فيها القصائد تنبض حياة، والأبيات تغني بلسان الحال |
سير الليالي شاهد على الوفاء، في كل مساء يحكي قصة وصال |
وفي القلوب نارٌ توقد شوقاً، للقاء يطفئ لهيب السؤال |
ترحل الأيام مخلفةً وراءها، ذكريات تحكي عن العشق الأصيل |
وفي القلوب حلم يتجدد، بلقاء يجمع الشتات ويهزم الرحيل |
غريق
أراها تضحك في الصباح وتبتسم |
وقلبي هنا بالابتسامة يرتسم |
أقول بأني لن أغادر قبل أن |
أقول لها عن ما بقلبي من الكلم |
فيحدث لي شيء من الخوف والخجل |
وتذهب أقدامي ويملؤني السقم |
فأبعد عنها وأعلم أني قد أجن |
أراها تذهب ثم يقتلني الندم |
ويبكي قلبي قبل عيني كالمطر |
كأن قلبي غريق في بحر الحمم |
فيهدأ قلبي بالصديق وقربها |
ولا يهدأْ قلبي بناس تختصم |
أحب الناس ورغم أني قد طعنت |
يراني الناس كالذباب منعدم |
يحاربني كل العوام بسيفهم |
أراوغ منهم ما استطعت وأنتقم |
فأقع جريحا بالأحقاد وبعدها |
يعالج جرحي بالصديق ويلتأم |
يعالج أيضا بالحبيب وقربه |
يعالج قلبي إن رآها تبتسم |
رقيقة هي ذات حسن دائم |
جميلة هي بالحجاب تعتصم |
إذا نطقت بالحسن تنطق دائما |
إذا قدمت فالنور جاء لكي يعم |
أصابتني بالسهم فور قدومها |
إصابتها قد عذبتني فلم أنم |
أفكر فيها كل يوم بكثرة |
أفكر فيها إن أصابني الألم |
أفكر فيها كي أكون محسنا |
فتأتيني هي كالدواء وكالنعم |
تعالجني بأريجها وجمالها |
تخيط قلبي بالمحاسن والكرم |
أردت دوما أن تكون بقربي |
أقول لها عن ما بقلبي من الكلم |
حفظ الله مليك المغرب
قدم السبط إلينا | جاء من خير البقاع |
بسجلماسة أضحى | صاحب الأمر المطاع |
له في المغرب ملك | هاشمي في اتساع |
وله الشمس شعار | قد أحيطت بالسباع |
حفظ الله مليكَ الـ | مغرب الصلبَ الشجاع |
أنت الفؤاد
وَيَغِيبُ عَن جَفنِي الكَرَى | وَيَظُلُّ حُبُّكَ مُقْمِرَا |
وَيَكُونُ يَومِي هَانِئًا | وَيَطُولُ لَيلِيَ أَدْهُرَا |
وَتَظَلُّ عُمرِيَ بَلْسَمًا | رَغمَ الزَّمَانِ وَمَا جَرَى |
وَيَظَلُّ ذِكرُكَ شَافِيًا | لِلرُّوحِ سُقْمًا كَاسِرَا |
وَأَبِيتُ أُهدِيكَ الهَوَى | وَ تَهِيمُ رُوحِي طَائِرَا |
وَأَظَلُّ أَقسُو فِي هَوَاك | وَتَبِيتُ تَصفَحُ سَائِرَا |
رُوحِي أُحِبُّكَ مُهجَتِي | أَنتَ الفُؤَادُ وَمَا أَرَى |