| طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرْتُ في الطَلَب | فَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب |
| فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلاً | إِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضْعافِها تَعَب |
| وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتي | هَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب |
| تَخَلَّيتُ مِمّا فيكِ جُهدي وَطاقَتي | كَما يَتَخَلّى القَومُ مِن عَرَّةِ الجَرَب |
| فَما تَمَّ لي يَوماً إِلى اللَيلِ مَنظَرٌ | أُسَرُّ بِهِ لَم يَعتَرِض دونَهُ شَغَب |
| وَإِنّي لَمِمَّن خَيَّبَ اللَهُ سَعيَهُ | إِذا كُنتُ أَرعى لَقحَةً مُرَّةَ الحَلَب |
| أَرى لَكَ أَن لا تَستَطيبَ لِخِلَّةٍ | كَأَنَّكَ فيها قَد أَمِنتَ مِنَ العَطَب |
| أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍ | إِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب |
| أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ | لِأَعلَمَ ما في النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب |
| وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةً | فَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب |
| فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِ | وَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ما عاشَ في الطَلَب |
| وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍ | وَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب |
| وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُم | عَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب |
| وَلَم أَرَ بَينَ اليُسرِ وَالعُسرِ خُلطَةً | وَلَم أَرَ بَينَ الحَيِّ وَالمَيتِ مِن سَبَب |
الشيب كره وكره أن يفارقني
| الشَيبُ كُرهٌ وَكُرهٌ أَن يُفارِقَني | أَعجب بِشَيءِ عَلى البَغضاءِ مَودودُ |
| يَمضي الشَبابُ وَقَد يَأتي لَهُ خَلَفٌ | وَ الشَيبُ يَذهَبُ مَفقوداً بِمَفقودِ |
يا ساكناً قلبي
| يا ساكناً قلبي طلبتك تعذرُ |
| و تُبيح زلّاتي تقلُّ عثاري |
| ماذنب من تاق الحديث بقربكم |
| ملّا من الأوزان والأشعارِ |
| والله لا أقوى خصاماً بيننا |
| يكفي ديارك قفرةٌ عن داري |
| يكفي محالٌ قربنا من بعضنا |
| أتريد قلبي جمرةً من نارِ ؟ |
| لو كان صبري في الهوى ذو رفعةٍ |
| أُدخلتُ منه منازلَ الأبرارِ |
سر الهوى
| مُستَعْذِبَ الأنّاتِ في كبدي |
| مَهلًا فِداكَ القلبُ والألمُ |
| آثرْتُ طيَّ الوُدِّ في خَلَدي |
| كالطفلِ ينمو ضمَّهُ الرّحِمُ |
| وكتمتُ حُبًّا شفَّني كَمَدًا |
| بعضُ المعاني موْتُها الكَلِمُ |
| ما ضرَّ حُبّي بُعْدُ حيِّكُمُ |
| كالشمسِ تعشقُ ضوءَها الأممُ |
| آهاتُ صدري في الهوى طرَبٌ |
| بعضُ الأغاني لحنُها السّقَمُ |
| بيني وبينكَ في الهوى نسَبٌ |
| و دماؤُنا طيَّ الفؤادِ دمُ |
| لو خيَّروني في الهوى بدلا |
| فلأجلِ عينكَ فيه أعتَصمُ |
| تحْلو الحياةُ بصوتِكَ الطّرِبِ |
| وبغيرِ همسِكَ عيشُنا عدَمُ |
| إنْ كان عشقُ الحُسْنِ معصَيةً |
| فالنّاسِكُونَ منَ الجَزَا حُرِمُوا |
| والعاشقون بغيّهم خَلدُوا |
| في النارِ إيلامًا و ما رُحِمُوا |
| والأُذْنُ مِثلُ العينِ عاشِقَةٌ |
| في القلبِ أمْرُ العينِ يحتَكِمُ |
| لِلعِشقِ عينٌ غير ما أُلِفَتْ |
| لترى الجوانحَ دونها الشّيَمُ |
| لم يعصَ قلبي العينَ إن عشِقَتْ |
| نبضُ القلوبِ منَ الجوى حِمَمُ |
| كلُّ الجوارحِ في الضَّنى وَلِهَتْ |
| يا ويْحَ جُرحي كيفَ يلْتَئِمُ |
| أهلُ الهوى من سُهْدِهم فُطِرُوا |
| والدّمعُ سيلٌ خطّهُ القَلمُ |
| إنّ القلوبَ طباعُها عَجَبٌ |
| أهلُ النُّهى في عشقِهم رَغِمُوا |
| وترى المُلوكَ على العِدا قدَرُوا |
| وبِلَحْظِ طَرْفٍ في الهوى حُكِمُوا |
| كم مِن جحافِلَ كَرُّها ظَفَرٌ |
| وأتت عليها الكاعِبُ الرّئِمُ |
| كم مِن فَصيحٍ حائِكٍ فَطِنٍ |
| عَيُّ اللسانِ منَ الهوى عَجِمُ |
| العشقُ سِرٌّ ليس يعلمُهُ |
| إلّا الرّحيمُ البارئُ العلِمُ |
غريب مزون
| عَلَى “الأَفْلاجِ” مَنْ يَمْشِي وَحِيدا |
| وَ لَوْنُ القَهْرِ قَدْ غَطَّى |
| جَبِيناً ضَمَّ ألواحاً |
| رَعَاها التِّيهْ فِي زَمَنٍ |
| وَ كَسَّرَهَا عَلى غَضَبٍ |
| وَ يَبْكِي كُلَّ مَنْ عَبَدَ الحَدِيدَ |
| •••••• |
| غَرِيبٌ فِي “مُزُوْنَ” رًوَى قَصِيدَةْ |
| يُغَنِّي عِزَّةً بُتِرَتْ |
| كَغُصنٍ ضَاقَ بالثَّمَرِ |
| فَخَانُوهُ عَلى جَهْلٍ |
| وَ خَلُّوا النَّار تَحضُنُهُ |
| وَ تُردِيهِ كَمَا تُردِي جَرِيدا |
| •••••• |
| وَ يَرمِي نَظْرَةّ تُبْقِيهِ حَيْدا |
| بِحَارٌ ذَاقَتِ الحُلمَ |
| فَأدمَنَتِ الحِكاياتِ |
| وَ نَظْرَتُهُ تُسَلِّيهَا |
| وَ شَهْوَتُها تُغَذِّيهِ |
| لِأَنْ يَحيَا وَ يَنْتَظِرَ المَزِيدَ |
وكأنما نهاري بدون ضوء
| وكأنما نهاري بدون ضوءٍ قد طلا |
| وعشعشَ الليلُ برمتهِ في داخلي |
| واني رجوت ربي خلف الملا |
| صبراً فقد فاضت سيولاً ادمعي |
| ما كنتُ مرا وابيت حقي في العلا |
| وسرت بين نارين انا وكل كرامتي |
| واخذتُ اعطي كل ماعندي بلا |
| الا وكل ماعندي ب اللهِ لايكفي |