| تَبَّتْ يَدُ الشُّعراءِ بَلْ أَفواهُهُمْ |
| أنَّى لَهُمْ أَسرَ الجَمَالِ بِقَافِيةْ |
| مَا أَخذَلَ الحَرفِ الّذي حَالَفتُهُ |
| وَ أَمَامَها هَا قَد بَدَى “لا” نَافِيَةْ |
| ضَاعَتْ حُرُوفِيَ مِنْ لِسانِيَ رَهْبَةً |
| و استَوحَشَتْ لُغَتِي وَ فَرَّتْ حَافِيَةْ |
| وَ لَجَأتُ لِلقَلْبِ الّذَي مَا عَادَ لِي |
| فَأحَالَنِي نَحوَ العُيُون الرَّافِيَةْ |
| فَأَعَادَ حَاءٌ وَصلَهُ مَع بَائِهِ |
| وَ بِرَايَةِ القَلبِ اِستَعَدتُ الجَافِيَةْ |
| فَنَظَرتُهَا مُتَجَلِّداً مُتَحَيِّزاً |
| لِلعَبقَرِيِّ وَ مَا أَتَى مِنْ خَافِيَةْ |
| وَ رَأيتُ فِيها مَا عَلِمتُ وَ هَزَّنِي |
| وَ نَهَرتُ صَمْتِي فَاستَحَالَ لِقَافِيَةْ |
| فَالشِّعر ليلٌ مِنْ هُمُومٍ حَالِكٌ |
| أَودَى بِقَلبِيَ وَ استَدَنتُ العَافِيَةَ |
| الصُّبحُ زَيفٌ دُونَ خَلْعِ نِقَابِهَا |
| و النَّارُ صَنْعَتُهَا لِتُقْبَسَ صَافِيَةْ |
| وَ الأَنْفُ عِزٌ و اِفتِخَار مَلِيكَةٍ |
| زُخِمَتْ حِمَاهَا بِالرُّفاتِ السَّافِيَةْ |
| و الكَونُ سِجْنٌ لِلأَسِيرِ لِلَحظِهَا |
| وَ الرِّمشُ سَوطٌ لا تَرُدُّه غَافِيَةْ |
| وَ الثَّغْرُ يَاقُوتٌ يُغَطِّي لُؤلُؤاً |
| تَكْفِي ابتِسَامَتُها وَ تُوصَفُ شَافِيَةْ |
| و النَّحرُ مِحرَابٌ بِجِيْدٍ قُدِّمَت |
| قُربانُه رُوحِي عَسَاهَا كَافِيَةَ |
نعي
| آهٍ عَـلَى نَـفْـسٍ رَمَـتْ آمَالَهَا | في قَفْـرِ شَـقْوَتِها وَ وَادِيها السَّحيقْ |
| قَوْلِي يَـكَادُ يَـخُوْنُـنِي رِفْقاً بِهَا | فَأَعُـودُ أَلْجُـمُهُ فَزَيْـفِيَ لَا يَلِيقْ |
| نَعْيِـي لِنَفْسِي مَا أردت بُلُوْغَهَا | مِنِّي فَطُفْتُ عَلَى القَوَافِـلِ وَ الفَرِيقْ |
| نَادَيْـتُهُم مَـنْ مُـنْشِدٌ عَنِّي لَهَا | قَالُوا لِـحَادِيْهم : أَلَا أَنْتَ الوَثِـيـقْ |
| يَا حَادِيَ الظَعْن المُيَمِّمُ أَرْضَها | أَوْقِدْ عَلَى الحُزْنِ القُلُوْبَ عَلَى الطَرِيق |
| أوْقِـدْ وَ لَا تَخْـشَ النَفَادَ فُحُبُّـهَا | يَجْنِي دُمُوعِـي خَازِنَاً دَنَّـاً عَتِيـقْ |
| حُـزْنِي كَنَارٍ لِلأَكَاسِـرِ صَانَهَا | بًعْـدُ الدِّيَـارِ وَ سَــادِنٌ قَلْـبٌ رَقِيـقْ |
| حُـزْنِي كَنارٍ لَا يَخِـفُّ أَوَارُهَـا | تكْفِيْكَ دَهْراً فِي المَـسِيْرِ وَ لَنْ تُطِيـقْ |
| كَيْـفَ الـسَّبِيْلُ لِمَـنْ يُـرَنِّمُ ذِكْرَهَا | أَنْ لَا يَقُـولَ الآهَ حُـزْناً يَا صَدِيـق |
| وَ إِذَا مررَتَ بِحَيِّهَا قِفْ قُلْ لَهَا | ضَاعَ المُتَيَّمُ فِي هَـوَاكِ بِلا رَفِيـقْ |
| ذَهَبَ الوقار بِكَأسِ هَجْرٍ ذَاقَهَا | وَ صَحَا جُنُونٌ يَنْزِفُ الشِّعْرَ الحَرِيقْ |
| قَالَ الدُّمُوعَ وَ قَالَ رُوْحاً مَا سَهَا | عَـنْ نَزْفِهَا ألماً و قهراً كالغريقْ |
| كَالرَّمْلِ يَهْجُرُ سَاعَةً هُوَ عُمْرُهَا | إِنَّ الأُفُولَ لِكَوْكَبٍ يَـرِثُ البَرِيقْ |
لي شوق
| ولي شوقُ لضوءِ عينيكِ يقتلني |
| ك شوق فتئ بصحراءٍ الئ الماء |
| اني وان طال الفراقُ واشتد الجفا |
| أطيل السكوتَ وان فاق السماء |
| لعلي انالُ مافي سكوتي ما لا |
| اتاني من حبٍ عفيف صار البلاء |
أشواق العيد
| مِـنْ مَـطْلِعِ الْحُبِّ حَتَّىْ آخِرِ الْشَفَقِ | أَزُفُّ لِـلْـصَّحْبِ أَشْـوَاقًـا مِــنَ الأَلَـقِ |
| مَـنْ فَـاحَ فِـيْ الْـقَلْبِ أَشْـذَاءً تَمَلَّكَهُ | وَخَــطَّ مِـنْ نَـبْضِهِ حِـبْرًا عَـلَى وَرَقِ |
| ضَلَلْتُ فِيْ حَالِـكَاتِ الْــدَّرْبِ مُـنْكَسِرًا | فَـرَدَّنِـيْ طَـيْـفُـهُ فِـيْ مَـجْمَعِ الْـطُّرُقِ |
| يَــا عِيْــدُ جِـئْتُكَ مُـشْتَاقًا إِلَـىْ قَـمَرٍ | عَـلَـى الْـدُّرُوْبِ يُـجَلِّيْ عَـتْمَةَ الْـنَّفَقِ |
| زاهٍ وَتَـــبْــرُقُ كَــالإِبْـرِيْــزِ وَجْــنَـتُـهُ | كَـأَنَّـهُ صَـفْـحَةٌ مِــنْ قِـطْـعَةِ الْـفَـلَقِ |
| رَمَى بِسَهْمِ الْجَوَى فَارْتَدَّ فِيْ خَلَدِيْ | كَـرَمْيَةٍ مِـنْ شِـهَابِ الْـرَّصْدِ مُحْتَرِقِ |
| وَجِئْتُ أَرْشُفُ كُـوْبَ الْشَّـايِ مُنْـفَرِدًا | فَـلَاحَ مِنْ وَجْهِـهِ بَدْرٌ عَلَىْ طَـبَـقِــيْ |
| مَـا أَخْـلَقَ الْـحُسْنَ إِلَّا مِـنْ وَسَامَتِهِ! | وَمَـا أَلَـــذَّ الْـهَوَى مِـنْ طِـيْبِهِ الْعَبِقِ! |
| سُـبْـحَـانَهِ صَــاغَـهُ سِـحْـرًا لِـنَـاظِرِهِ | وَأَبْـدَعَ الْـصُنْعَ فِـيْ خَلْقٍ وَفِيْ خُلُقِ |
ولما تلاقينا على سفح رامة
| ولما تلاقينا على سفح رامة | وجدت بنان العامرية أحمرا |
| فقلت خضبت الكف بعد فراقنا | فقالت معاذ الله ذلك جرى |
| ولكنني لما رأيتك راحلاً | بكيت دماً حتى بللت به الثرى |
| مسحت بأطراف البنان مدامعي | فصار خضاباً بالأكف كما ترى |
أبليت دمعي
| أبْلَيْتُ دَمْعِي وَ اَسْتَدَنْتُ مِنَ العَمَى | حَتَّى اِبْيِضَاض العَيْنِ نَالَهُ مَغْرَمِي |
| وَ شَكَى فِعَالِي مَنْ يَنُوءُ بِصُحْبَتِي | وَ أَعَادَ جَلْدِي بِالعُيُونِ وَ بِالفَمِ |
| يَغْتَابُ عَيْنِي كَالضّنِينِ القَيِّمِ | وّ يَحَارُ فِي بَذْلِ الـدُّمُوعِ معَ الدَّمِ |
| وَ يَغَارُ مِنْ أَلَمٍ نَمَا فِي خَافِقي | أَعْيَاهُ أَنْ يَرْضَى جَلاءَ الغَارِمِ |
| حَـتَّى إِذَا خَاصَـمْتُهُ وَ نَهَرْتُهُ | آوَاهُ قلْبِي وَ اسْتَجَارَ ليَحْتَـمِي |
| فَهَجَرْتُهُ وَ سِرْتُ دُوْنَهُ هَائِماً | وَ ظَـنَـنْـتُ نَفْسِي لِلفرَاقِ سَأَنْتَمِي |
| لَكِنَّ صَـبْرِي مَا أَطَاعَ مَزَاعِـمِي | وَ أَنَاخَ فِي أَعْـتَابِهِ قَالَ اِرْتَمِ |
| وَ لَحَانِي قَلْبِي بِالشَّدِيدِ وَ قَالَ لِيْ : | إِخْضَعْ لهُ فالكَسْـرُ فِيـهِ مَغْنَمِي |