وصلنا متأخرين

في مرحلة ما من هشاشةٍ نُسمّيها
نضجاً لانكون متفائلين ولامتشائمين
أقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية
الأشياء بأضدادها من فرط ما التبس
علينا الأمر بين الشكل والجوهر ودرّبنا
الشعور على التفكير الهاديء قبل البوح
للحكمة أسلوبُ الطبيب في النظر الى الجرح
وإذ ننظر الى الوراء لنعرف أين نحن منّا ومن الحقيقة
نسأل: كم ارتكبنا من الأخطاء
وهل وصلنا الى الحكمة متأخرين
لسنا متأكدين من صواب الريح
فماذا ينفعنا أن نصل الى أيّ شيء متأخرين
حتى لو كان هنالك من ينتظرنا على سفح الجبل
ويدعونا الى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين
لامتفائلين ولامتشائمين لكن متأخرين
أبيات شعر محمود درويش

رد الفعل

وطني يعلّمني حديدُ سلاسلي
عنفَ النسورِ ورِقّةَ المتفائلِ
ما كنتُ أعرفُ أنَّ تحتَ جلودنا
ميلادُ عاصفةٍ… وعرسُ جداولِ
سدّوا عليَّ النورَ في زنزانةٍ
فتوهّجتْ في القلبِ شمسُ مشاعلِ
كتبوا على الجدرانِ رقمَ بطاقتي
فنما على الجدرانِ مرجُ سنابلِ
رسموا على الجدرانِ صورةَ قاتلي
فمحتْ ملامحَها ظلالُ جدائلِ
وحفرتُ بالأسنانِ رسمك دامياً
وكتبتُ أغنيةَ العذابِ الراحلِ
أغمدتُ في لحمِ الظلامِ هزيمتي
وغرزتُ في شعرِ الشموسِ أناملي
والفاتحونَ على سطوحِ منازلي
لم يفتحوا إلا وعودَ زلازلي
لن يبصروا إلا توهّجَ جبهتي
لن يسمعوا إلا صريرَ سلاسلي
فإذا احترقتُ على صليبِ عبادتي
أصبحتُ قدّيساً بزيِّ مقاتلِ
قصيدة محمود درويش

وكيف يرجى وصل ليلى وقد جرى

وَكَيفَ يُرَجّى وَصلُ لَيلى وَقَد جَرىبِجَدِّ القُوى وَالوَصلِ أَعسَرُ حاسِرُ
صَديعُ العَصا صَعبُ المَرامِ إِذا اِنتَحىلِوَصلِ اِمرِئٍ جَذَّت عَلَيهِ الأَواصِرُ
أبيات شعر قصيرة لقيس بن الملوح

إن التي زعمت فؤادك ملها

إِنَّ الَّتي زَعَمَت فُؤادَكَ مَلهاخُلِقَت هَواكَ كَما خُلِقتَ هَوىً لَها
فَإِذا وَجَدتُ لَها وَساوِسَ سَلوَةٍشَفَعَ الضَميرُ إِلى الفُؤادِ فَسَلَّها
بَيضاءُ باكَرَها النَعيمُ فَصاغَهابِلَباقَةٍ فَأَدَقَّها وَأَجَلَّها
إِنّي لَأَكتُمُ في الحَشا مِن حُبِّهاوَجداً لَوَ اَصبَحَ فَوقَها لَأَظَلَّها
وَيَبيتُ تَحتَ جَوانِحي حُبٌّ لَهالَو كانَ تَحتَ فِراشِها لَأَقَلَّها
ضَنَّت بِنائِلِها فَقُلتُ لِصاحِبيما كانَ أَكثَرَها لَنا وَأَقَلَّها
أبيات مجنون ليلى

يا صاحبي ألما بي بمنزلة

يا صاحِبَيَّ أَلِمّا بي بِمَنزِلَةٍقَد مَرَّ حينٌ عَلَيها أَيُّما حينِ
في كُلِّ مَنزِلَةٍ ديوانُ مَعرِفَةٍلَم يُبقِ باقِيَةً ذِكرُ الدَواوينِ
إِنّي أَرى رَجَعاتِ الحُبِّ تَقتُلُنيوَكانَ في بَدئِها ما كانَ يَكفيني
لا خَيرَ في الحُبِّ لَيسَت فيهِ قارِعَةٌكَأَنَّ صاحِبَها في نَزعِ مَوتونِ
إِن قالَ عُذّالُهُ مَهلاً فُلانٌ لَهُمقالَ الهَوى غَيرُ هَذا القَولِ يُعنيني
أَلقى مِنَ اليَأسِ تاراتٍ فَتَقتُلُنيوَلِلرَجاءِ بَشاشاتٌ فَتُحيِيني
أبيات شعر لقيس بن الملوح

تمتع من ذرى هضبات نجد

تَمَتَّع مِن ذَرى هَضَباتِ نَجدٍفَإِنَّكَ مُوشِكٌ أَلّا تَراها
أُوَدِّعُها الغَداةَ فَكُلُّ نَفسٍمُفارِقَةٌ إِذا بَلَغَت مَداها
قصيدة مجنون ليلى