وصلنا متأخرين

في مرحلة ما من هشاشةٍ نُسمّيها
نضجاً لانكون متفائلين ولامتشائمين
أقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية
الأشياء بأضدادها من فرط ما التبس
علينا الأمر بين الشكل والجوهر ودرّبنا
الشعور على التفكير الهاديء قبل البوح
للحكمة أسلوبُ الطبيب في النظر الى الجرح
وإذ ننظر الى الوراء لنعرف أين نحن منّا ومن الحقيقة
نسأل: كم ارتكبنا من الأخطاء
وهل وصلنا الى الحكمة متأخرين
لسنا متأكدين من صواب الريح
فماذا ينفعنا أن نصل الى أيّ شيء متأخرين
حتى لو كان هنالك من ينتظرنا على سفح الجبل
ويدعونا الى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين
لامتفائلين ولامتشائمين لكن متأخرين
أبيات شعر محمود درويش