سُنونٌ تُعادُ وَدَهرٌ يُعيد | لَعَمرُكَ ما في اللَيالي جَديد |
أَضاءَ لِآدَمَ هَذا الهِلالُ | فَكَيفَ تَقولُ الهِلالُ الوَليد |
نَعُدُّ عَلَيهِ الزَمانَ القَريبَ | وَيُحصي عَلَينا الزَمانَ البَعيد |
عَلى صَفحَتَيهِ حَديثُ القُرى | وَأَيّامُ عادٍ وَدُنيا ثَمود |
وَطيبَةُ آهِلَةٌ بِالمُلوكِ | وَطيبَةُ مُقفِرَةٌ بِالصَعيد |
يَزولُ بِبَعضِ سَناهُ الصَفا | وَيَفنى بِبَعضِ سَناهُ الحَديد |
وَمِن عَجَبٍ وَهوَ جَدُّ اللَيالي | يُبيدُ اللَيالِيَ فيما يُبيد |
يَقولونَ يا عامُ قَد عُدتَ لي | فَيالَيتَ شِعري بِماذا تَعود |
لَقَد كُنتَ لي أَمسِ ما لَم أُرِد | فَهَل أَنتَ لي اليَومَ ما لا أُريد |
وَمَن صابَرَ الدَهرَ صَبري لَهُ | شَكا في الثَلاثينَ شَكوى لَبيد |
ظَمِئتُ وَمِثلي بَرِيٍّ أَحَقُّ | كَأَنّي حُسَينٌ وَدَهري يَزيد |
تَغابَيتُ حَتّى صَحِبتُ الجَهولَ | وَدارَيتُ حَتّى صَحِبتُ الحَسود |
لقد لامني يا هند في الحب لائم
لَقَد لامَني يا هِندُ في الحُبِّ لائِمٌ | مُحِبٌّ إِذا عُدَّ الصِحابُ حَبيبُ |
فَما هُوَ بِالواشي عَلى مَذهَبِ الهَوى | وَلا هُوَ في شَرعِ الوِدادِ مُريبُ |
وَصَفتُ لَهُ مَن أَنتِ ثُمَّ جَرى لَنا | حَديثٌ يَهُمُّ العاشِقينَ عَجيبُ |
وَقُلتُ لَه صَبراً فَكُلُّ أَخي هَوى | عَلى يَدِ مَن يَهوى غَداً سَيَتوبُ |
قف بطوكيو وطف على يوكاهامه
قِف بِطوكِيو وَطُف عَلى يوكاهامَه | وَسَلِ القَريَتَينِ كَيفَ القِيامَة |
دَنَتِ الساعَةُ الَّتي أُنذِرَ الناسُ | وَحَلَّت أَشراطُها وَالعَلامَة |
قِف تَأَمَّل مَصارِعَ القَومِ وَاِنظُر | هَل تَرى دِيارَ عادٍ دِعامَة |
خُسِفَت بِالمَساكِنِ الأَرضُ خَسفاً | وَطَوى أَهلُها بِساطَ الإِقامَة |
طَوَّفَت بِالمَدينَتَينِ المَنايا | وَأَدارَ الرَدى عَلى القَومِ جامَة |
لا تَرى العَينُ مِنهُما أَينَ جالَت | غَيرَ نِقضٍ أَو رِمَّةٍ أَو حُطامَه |
حازَهُم مِن مَراجِلِ الأَرضِ قَبرٌ | في مَدى الظَنِّ عُمقُهُ أَلفُ قامَة |
تَحسَبُ المَيتَ في نَواحيهِ يُعي | نَفخَةَ الصورِ أَن تَلُمَّ عِظامَه |
أَصبَحوا في ذَرا الحَياةِ وَأَمسَوا | ذَهَبَت ريحُهُم وَشالوا نَعامَه |
ثِق بِما شِئتَ مِن زَمانِكَ إِلّا | صُحبَةَ العَيشِ أَو جِوارَ السَلامَة |
دَولَةُ الشَرقِ وَهيَ في ذِروَةِ العِزِّ | تَحارُ العُيونُ فيها فَخامَة |
خانَها الجَيشُ وَهوَ في البَرِّ دِرعٌ | وَالأَساطيلُ وَهيَ في البَحرِ لامَه |
لَو تَأَمَّلتَها عَشِيَّةَ جاشَت | خِلتَها في يَدِ القَضاءِ حَمامَة |
رَجَّها رَجَّةً أَكَبَّت عَلى قَرتَيهِ | بوذا وَزَلزَلَت أَقدامَه |
اِستَعَذنا بِاللَهِ مِن ذَلِكَ السَيلِ | الَّذي يَكسَحُ البِلادَ أَمامَه |
مَن رَأى جَلمَداً يَهُبُّ هُبوباً | وَحَميماً يَسُحَّ سَحَّ الغَمامَة |
وَدُخاناً يَلُفُّ جُنحاً بِجُنحٍ | لا تَرى فيهِ مِعصَمَيها اليَمامَة |
وَهَزيماً كَما عَوى الذِئبُ في كُللِ | مَكانٍ وَزَمجَرَ الضِرغامَة |
أَتَتِ الأَرضُ وَالسَماءُ بِطوفانٍ | يُنَسّي طوفانَ نوحٍ وَعامَه |
فَتَرى البَحرَ جُنَّ حَتّى أَجازَ البَرَّ | وَاِحتَلَّ مَوجُهُ أَعلامَه |
مُزبِداً ثائِرَ اللُجاجِ كَجَيشٍ | قَوَّضَ العاصِفُ الهَبوبُ خِيامَه |
فُلكُ نوحٍ تَعوذُ مِنهُ بِنوحٍ | لَو رَأَتهُ وَتَستَجيرُ زِمامَه |
قَد تَخَيَّلتُهُم مَتابيلَ سِحرٍ | مِن قِراعِ القَضاءِ صَرعى مُدامَه |
وَتَخَيَّلتُ مَن تَخَلَّفَ مِنهُمُ | ظَنَّ لَيلَ القِيامِ ذاكَ فَنامَه |
أَبَراكينُ تِلكَ أَم نَزَواتٌ | مِن جِراحٍ قَديمَةٍ مُلتامَه |
تَجِدُ الأَرضَ راحَةً حَيثُ سالَت | راحَةُ الجِسمِ مِن وَراءِ الحَجامَة |
ما لَها لا تَضِجُّ مِمّا أَقَلَّت | مِن فَسادٍ وَحُمِّلَت مِن ظُلامَه |
كُلَّما لُبِّسَت بِأَهلِ زَمانٍ | شَهِدَت مِن زَمانِهِم آثامَه |
اِستَوَوا بِالأَذى ضِرِيّاً وَبِالشَررِ | وُلوعاً وَبِالدِماءِ نَهامَه |
لَبَّسَت هَذِهِ الحَياةُ عَلَينا | عالَمَ الشَرِّ وَحشَهُ وَأَنامَه |
ذاكَ مِن مُؤنِساتِهِ الظُفرُ وَالنابُ | وَهَذا سِلاحُهُ الصَمصامَة |
سَرَّهُ مِن أُسامَةَ البَطشُ وَالفَتكُ | فَسَمّى وَليدَهُ بِأُسامَة |
لَؤُمَت مِنهُما الطِباعُ وَلَكِن | وَلَدُ العاصِيَينِ شَرٌّ لَآمَه |
وأنتِ معي
وأنتِ معي لا أَقول هنا الآن |
نحن معاً بل أَقول أَنا أَنتِ |
والأَبديةُ نسبح في لا مكانْ |
هواءٌ وماءٌ نفكُّ الرموز نُسَمِّي |
نُسَمَّى ولا نتكلّم إلاّ لنعلم كم |
نَحْنُ نَحْنَ وننسى الزمانْ |
ولا أَتذكَّرُ في أَيَّ أرضٍ وُلدتِ |
ولا أَتذكر من أَيّ أَرض بُعثتُ |
هواءٌ وماء ونحن على نجمة طائرانْ |
وأَنتِ معي يَعْرَقُ الصمتُ يغرورقُ |
الصَّحْوْ بالغيم، والماءُ يبكي الهواء |
على نفسه كلما اُتَّحد الجسدانْ |
ولا حُبَّ في الحبِّ |
لمنه شَبَقُ الروح للطيرانْ |
هكذا قالت الشجرة المهملة
خارج الطقس |
أو داخل الغابة الواسعة |
وطني |
هل تحس العصافير أني لها |
وطن أو سفر |
إنني أنتظر |
في خريف الغصون القصير |
أو ربيع الجذور الطويل |
زمني |
هل تحس الغزالة أني لها |
جسد أو ثمر |
إنني أنتظر |
في المساء الذي يتنزه بين العيون |
أزرقا أخضرا أو ذهب بدني |
هل يحسّ المحبّون أني لهم |
شرفة أو قمر |
إنني أنتظر |
في الجفاف الذي يكسر الريح |
هل يعرف الفقراء أنني |
منبع الريح هل يشعرون بأني لهم |
خنجر أو مطر |
أنني أنتظر |
خارج الطقس |
أو داخل الغابة الواسعة |
كان يهملني من أحب ولكنني |
لن أودع أغصاني الضائعة |
في رخام الشجر |
إنني أنتظر |
وشم العبيد
روما على جلودنا |
أرقام أسرى و السياط |
تفكها إذا هوت، أو ترتخي |
كان العبيد عزّلا |
ففتتوا البلاط |
بابل حول جيدنا |
وشم سبايا عائدة |
تغيرت ملابس الطاغوت |
من عاش بعد الموت |
لو آمنت.. لا يموت |
متنا و عشنا، و الطريق واحدة |
إفريقيا في رقصنا |
طبل.. و نار حافية |
وشهوة على دخان غانية |
في ذات يوم.. أحسن العزف على |
ناي الجذوع الهاوية |
أنوّم الأفعى |
وأرمي نابها في ناحية |
فتلقي في رقصة جديدة.. جديدة |
إفريقيا..وآسيه |