يا بالغ الستين من عمره

يَا بَالِغَ السِّتِّينَ مِنْ عُمْرِهِنَوَدُّ لَوْ بُلِّغْتَ فِيهِ المِئِينْ
دُمْ رَافِعاً بَيْنَ مَنَارِ الهُدَىمَنَارَةَ المَشْرِقِ فِي العَالَمِينْ
مِنْ فَحَمَاتِ اللَّيْلِ تَجْلُو الضُّحَىوَظُلُمَاتِ الرَّيْبِ تَجْلُو اليَقِينْ
وَمِنْ طَوَايَا النَّاسِ تُبْدِي بِمَاخَبْرْتَ مِنْهُمْ كُلَّ كَنْزٍ دَفِينْ
Khalil Gibran Poem

انفرد اللَّه بسلطانه

انفردَ اللَّهُ بسلطانهفما له في كلّ حالٍ كِفاءْ
ما خَفِيَتْ قدرتُه عنكمُوهل لها عن ذي رشادٍ خَفاءْ
إن ظهَرت نارٌ، كما خبّروافي كلّ أرضٍ، فعلينا العَفاءْ
تهوي الثريّا، ويلين الصّفامن قبل أن يوجَدَ أهلُ الصّفاء
قد فُقِد الصدق ومات الهدىواستُحسنَ الغدرُ وقلّ الوفاء
واستشعر العاقلُ، في سُقمهِأنّ الردى، مما عناه، الشِّفاء
واعترفَ الشيخُ بأبنائهِوكلهم يَنذِرُ منه انتفاء
رَبّهم بالرفقِ، حتى إذاشبّوا عنا الوالدَ منهم جفاء
والدّهرُ يشتفُّ أخلاّءهُكأنما ذلك منه اشتفاء
قصيدة أبو العلاء المعري

لم يقدر اللَّه تهذيبا لعالمنا

لم يقدُر اللَّه تهذيباً لعالَمِنافلا ترومنّ للأقوام تهذيبا
ولا تصدّق بما البرهانُ يُبطلهُفتستفيدَ من التّصديق تكذيبا
إن عذّبَ اللَّه قوماً باجترامِهمُفما يريدُ لأهل العدلِ تعذيبا
يغدو على خلّه الإنسانُ يظلمُهكالذّيبِ يأكلُ عند الغِرّةِ الذّيبا
شعر أبو العلاء المعري

كم أمة لعبت بها جهالها

كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُهافتنطّستْ من قبلُ في تعذيبها
الخوفُ يلجئها إلى تصديقهاوالعقلُ يَحمِلُها على تكذيبها
وجِبلّةُ الناس الفساد، فظَلَّ منيسمو بحكمتهِ إلى تهذيبها
يا ثُلّةً في غفلةٍ، وأُوَيسُها الـقَرَنيُّ مثلُ أُوَيسها، أي ذيبها
سبحان مُجمد راكِدٍ ومُقرِّهومُمِير لجّة زاخرٍ ومذيبها
قصيدة شعر أبو العلاء المعري

يا بنت بيروت ويا نفحة

يا بنت بيروت ويا نفحةمن روح لبنان القديم الوقور
إليك من أنبائه آيةعصرية أزرت بآي العصور
مرت بذاك الشيخ في ليلةذكرى جمال وعبير ونور
ذكرى صبا طابت لها نفسهوافتر عنها رأسه من حبور
أسر نجواها إلى أرزهفلم يطقها في حجاب الضمير
وبثها في زفرة فانبرتبخفة البشرى ولطف السرور
دارجة في السفح مرتادةكل مكان فيه نبت نضير
فضحك النبت ابتهاجا بهاعن زهر رطب ذكي قرير
عن زهر حمل ريح الصباتبسما مستترا في عبير
سرى لبيروت ولاقى شذامن بحرها رأد الصباح المنير
فعقدا في ثغرها درةأجمل شيء بين در الثغور
أسماء هل أبصرتها مرةتزين مرآتك وقت البكور
Khalil Gibran Poem

هذي رؤوس القمم الشماء

هذي رؤوس القمم الشماءنواهضا بالقبة الزرقاء
نواصع العمائم البيضاءروائع المناطق الخضراء
يا حسن هذي الرملة الوعساءوهذه الأودية الغناء
وهذه المنازل الحمراءراقية معارج العلاء
وهذه الخطوط في البيداءكأنها أسرة العذراء
وذلك التدبيج في الصحراءمن كل رسم باهر للرائي
وهذه المياه في الصفاءآنا وفي الإزباد والإرغاء
تنساب في الروض على التواءخفية ظاهرة اللألاء
ونسم قواتل للداءيشفين كل فاقد الشفاء
ومعشر كأنجم الجوزاءيلتمسون سترة المساء
في ملعب للطيب والهواءومرتع للنفس والأهواء
ومبعث للفكر والذكاءومنتدى للشعر والغناء
يا وطنا نفديه بالدماءوالأنفس الصادقة الولاء
ما أسعد الظافر باللقاءوالقرب بعد الهجر والجلاء
إن أك باكيا من السراءفإن طول الشوق في التنائي
شعر جبران خليل جبران