كم البعيد بعيد |
كم هي السبل |
نمشي |
ونمشي الى المعنى |
ولا نصل |
هو السراب |
دليل الحائرين |
إلى الماء البعيد |
هو البطلان …. والبطل |
نمشي وتنضج في الصحراء |
حكمتنا |
ولا نقول:لأن التيه يكتمل |
لكن حكمتنا تحتاج أغنية |
خفيفة الوزن |
كي لا يتعب الأمل |
كم البعيد بعيد |
كم هي السبيل |
محمود درويش
محمود سليم حسين درويش شاعر فلسطيني مشهور يلقب بشاعر فلسطين و شاعر المقاومة الفلسطينية, اعتقله الإحتلال الصهيوني عدة مرات, ولد في فلسطين وعاش بين لبنان و مصر وفرنسا و توفي في الولايات المتحدة عام 2008.
إلى القارئ
الزنبقات السود في قلبي |
وفي شفتي ….. اللهب |
من أي غاب جئتي |
يا كل صلبان الغضب |
بايعت أحزاني |
وصافحت التشرد و السغب |
غضب يدي |
غضب فمي |
ودماء أوردتي عصير من غضب |
يا قارئي |
لا ترج مني الهمس |
لا ترج الطرب |
هذا عذابي |
ضربة في الرمل طائشة |
وأخرى في السحب |
حسبي بأني غاضب |
والنار أولها غضب |
يوم أحد أزرق
تجلس المرأة في أغنيتي | تغزل الصوف |
تصبّ الشاي | والشبّاك مفتوح على الأيّام |
والبحر بعيد | ترتدي الأزرق في يوم الأحد |
تتسلّى بالمجلات و عادات الشعوب | تقرأ الشعر الرومنتيكي |
تستلقي على الكرسي | والشبّاك مفتوح على الأيّام |
والبحر بعيد | تسمع الصوت الذي لا تنتظر |
تفتح الباب | ترى خطوة إنسان يسافر |
تغلق الباب | ترى صورته تسألها: هل أنتحر |
تنتقي موزات | ترتاح مع الأرض السماويّة |
والشبّاك مفتوح على الأيّام | والبحر بعيد |
و التقينا | ووضعت البحر في صحن خزف |
واختفت أغنيتي | أنت، لا أغنيتي |
والقلب مفتوح على الأيّام | والبحر سعيد |
لوصف زهر اللوز
لوصف زهر اللوز، لا موسوعة الأزهار |
تسعفني، ولا القاموس يسعفني |
سيخطفني الكلام إلى أحابيل البلاغة |
والبلاغة تجرح المعنى وتمدح جرحه |
كمذكر يملي على الأنثى مشاعرها |
فكيف يشع زهر اللوز في لغتي أنا |
وأنا الصدى |
وهو الشفيف كضحكة مائية نبتت |
على الأغصان من خفر الندى |
وهو الخفيف كجملة بيضاء موسيقية |
وهو الضعيف كلمح خاطرة |
تطل على أصابعنا |
ونكتبها سدى |
وهو الكثيف كبيت شعر لا يدون |
بالحروف |
لوصف زهر اللوز تلمزني زيارات إلى |
اللاوعي ترشدني إلى أسماء عاطفة |
معلقة على الأشجار. ما اسمه |
ما اسم هذا الشيء في شعرية اللاشيء |
يلزمني اختراق الجاذبية والكلام |
لكي أحس بخفة الكلمات حين تصير |
طيفا هامسا فأكونها وتكونني |
شفافة بيضاء |
لا وطن ولا منفى هي الكلمات |
بل ولع البياض بوصف زهر اللوز |
لا ثلج ولا قطن فما هو في |
تعاليه على الأشياء والأسماء |
لو نجح المؤلف في كتابة مقطع ٍ |
في وصف زهر اللوز، لانحسر الضباب |
عن التلال، وقال شعب كامل |
هذا هوَ |
هذا كلام نشيدنا الوطني |
قال لها ليتني كنت أصغر
قال لها: ليتني كُنْتُ أَصْغَرَ |
قالت لَهُ: سوف أكبر ليلاً كرائحة |
الياسمينة في الصيفِ |
ثم أَضافت: وأَنت ستصغر حين |
تنام، فكُلُّ النيام صغارٌ وأَمَّا أَنا |
فسأسهر حتى الصباح ليسودَّ ما تحت |
عينيَّ. خيطان من تَعَبٍ مُتْقَنٍ يكفيان |
لأَبْدوَ أكبرَ. أَعصرُ ليمونةً فوق |
بطني لأُخفيَ طعم الحليب ورائحة القُطْنِ. |
أَفرك نهديَّ بالملح والزنجبيل فينفر نهدايَ |
أكثر |
قال لها: ليس في القلب مُتَّسَعٌ |
للحديقة يا بنت… لا وقت في جسدي |
لغدٍ… فاكبري بهدوءٍ وبُطْءٍ |
فقالت له لا نصيحةَ في الحب. خذني |
لأكبَرَ خذي لتصغرَ |
قال لها: عندما تكبرين غداً ستقولين |
يا ليتني كُنتُ أَصغرَ |
قالت له شهوتي مثل فاكهةٍ لا |
تُؤَجَّلُ… لا وَقْتَ في جسدي لانتظار غدي |
في البيت أجلس
في البيت أَجلس، لا حزيناً لا سعيداً |
لا أَنا، أَو لا أَحَدْ |
صُحُفٌ مُبَعْثَرَةٌ. ووردُ المزهريَّةِ لا يذكِّرني |
بمن قطفته لي. فاليوم عطلتنا عن الذكرى |
وعُطْلَةُ كُلِّ شيء… إنه يوم الأحدْ |
يوم نرتِّبُ فيه مطبخنا وغُرْفَةَ نومنا |
كُلِّ على حِدَةٍ. ونسمع نشرةَ الأخبار |
هادئةً، فلا حَرْبٌ تُشَنُّ على بَلَدْ |
ألأمبراطورُ السعيدُ يداعبُ اليومَ الكلابَ |
ويشرب الشمبانيا في ملتقى نَهْدَين من |
عاجٍ… ويَسْبَحُ في الزَّبَدْ |
ألأمبراطور الوحيدُ اليوم في قيلولةٍ |
مثلي ومثلك، لا يُفَكِّر بالقيامة .. فَهْيَ |
مُلْك يَمينِهِ، هِيَ الحقيقةُ والأَبدْ |
كَسَلٌ خفيفُ الوزن يطهو قهوتي |
والهالُ يصهَلُ في الهواء وفي الجَسَدْ |
وكأنني وحدي. أنا هو أو أنا الثاني |
رآني واطمأَنَّ على نهاري وابتعدْ |
يوم الأَحد |
هو أوَّل الأيام في التوراة، لكنَّ |
الزمان يغيِّر العاداتِ: إذ يرتاح |
ربُّ الحرب في يوم الأحدْ |
في البيت أجلس، لا سعيداً لا حزيناً |
بين بين. ولا أُبالي إن علمت بأنني |
حقاً أنا … أو لا أَحَدْ |