الصوت في شفتيك لا يطرب |
والنار في رئتيك لا تغلب |
وأبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب وشفاهها تعطي سواك و نهدها يحلب |
فعلام لا تغضب |
أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان |
شفتاك حاملتان |
كل أنين غاب السنديان |
ورويت لي للمرة الخمسين |
حب فلانه و هوى فلان |
وزجاجة الكونياك |
والخيام و السيف اليماني |
عبثا تخدر جرحك المفتوح |
عربدة القناني |
عبثا تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني |
الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني |
فعلام لا تغضب |
قالوا إبتسم لتعيش |
فابتسمت عيونك للطريق |
وتبرأت عيناك من قلب يرمده الحريق |
وحلفت لي إني سعيد يا رفيق |
وقرأت فلسفة ابتسامات الرقيق |
الخمر و الخضراء و الجسد الرشيق |
فإذا رأيت دمي بخمرك |
كيف تشرب يا رفيق |
القرية الأطلال |
والناطور و الأرض و اليباب |
وجذوع زيتوناتكم |
أعشاش بوم أو غراب |
من هيأ المحراث هذا العام |
من ربي التراب |
يا أنت أين أخوك أين أبوك |
إنهما سراب |
من أين جئت أمن جدار |
أم هبطت من السحاب |
أترى تصون كرامة الموتى |
وتطرق في ختام الليل باب |
وعلام لا تغضب |
أتحبها |
أحببت قبلك |
وارتجفت على جدائلها الظليلة |
كانت جميله |
لكنها رقصت على قبري و أيامي القليلة |
وتحاصرت و الآخرين بحلبة الرقص الطويلة |
وأنا و أنت نعاتب التاريخ |
والعلم الذي فقد الرجوله |
من نحن |
دع نزق الشوارع |
يرتوي من ذل رايتنا القتيلة |
فعلام لا تغضب |
إنا حملنا الحزن أعواما و ما طلع الصباح |
والحزن نار تخمد الأيام شهوتنا |
وتوقظها الرياح |
والريح عندك كيف تلجمها |
وما لك من سلاح |
إلا لقاء الريح و النيران |
في وطن مباح |