ذاك الهوى أضحى لقلبي مالكا | ولكل جانحة بجسمي مالئا |
فبمهجتي ثوران بركان جوى | وبظاهري شخص تراه هادئا |
الغيث جدا في نهاية أمره | ما خلته إحدى المهازل بادئا |
طرأت علي صروفه من لحظة | في حين أحسبني أمنت لطارئا |
ولقد أراه مستزيدا شقوتي | لو كان لي بدل المحبة شانئا |
إني لأسأل بارئي ولعلها | أولى ضراعاتي أرجي البارئا |
أمنيتي قربي لشمسي ساعة | فأبيد محترقا ولكن هانئا |
جبران خليل جبران
هو جبران خليل جبران ميخائيل بن سعد, نابغة الكتاب المعاصرين المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية وأصله من دمشق, ولد في لبنان و توفي في نيويورك.
ألحب روح أنت معناه
ألحب روح أنت معناه | والحسن لفظ أنت مبناه |
إرحم فؤادا في هواك غدا | مضنى وحماه حمياه |
تمت برؤيتك المنى فحكت | حلما تمتعنا برؤياه |
يا طيب عيني حين آنسها | يا سعد قلبي حين ناجاه |
يا فتاة يجلو النبوغ حلاها
يا فتاة يجلو النبوغ حلاها | ولها من كرامة ما تشاء |
أتريدين في كتابك شعرا | هو سؤر بمهجتي أو ذماء |
ذاك فضل يتيح لأسمى فخرا | أحرزته من قبله أسماء |
فاقبلي هذه القوافي أزجيها | وفيها تحية وثناء |
ليس بدعا وأنت ما أنت أن | أطنب فيك الكتاب والشعراء |
أدب رائع ونظم ونثر | كل لفظ يشع منه ضياء |
ولسان طلق ولحظ يرى الغيب | وجفن يغض منه الحياء |
كيف لا يستبيهم ذلك الوجه | البديع الحلي وذاك الذكاء |
ما معانيهم الحسان لدى | أدنى معانيك أيها الحسناء |
ليس في الغابات عدل
لَيسَ في الغاباتِ عَدلٌ | لا وَلا فيها الرَّقيب |
فَإِذا الغُزلانُ جُنّت | إِذ تَرى وَجهَ المَغيب |
لا يَقولُ النّسرُ واهاً | إِنّ ذا شَيء عَجيب |
إِنَّما العاقِلُ يُدعى | عِندَنا الأَمرَ الغَريب |
أَعطِني النّايَ وَغَنِّ | فَالغِنا خَيرُ الجُنون |
وَأَنِينُ النّايِ أَبقى | مِن حَصيفٍ وَرَصِين |
والموت في الأرض لابن الأرض خاتمة
وَالمَوتُ في الأَرضِ لابن الأَرضِ خاتِمَةٌ | وَللأَثيريّ فَهوَ البَدءُ وَالظّفَرُ |
فَمَن يُعانِقُ في أَحلامِهِ سَحَراً | يَبقى وَمَن نامَ كُلَّ اللَّيل يَندَثِرُ |
وَمَن يلازمُ ترباً حالَ يَقظَتِهِ | يُعانق التُّربَ حَتّى تخمد الزُّهرُ |
فَالمَوتُ كَالبَحر مَن خَفّت عَناصِرُهُ | يَجتازُهُ وَأَخو الأَثقالِ يَنحَدِرُ |
وغاية الروح طي الروح قد خفيت
وَغايَةُ الرّوح طَيَّ الرّوح قَد خَفيت | فَلا المَظاهِرُ تُبديها وَلا الصُّوَرُ |
فَذا يَقولُ هِيَ الأَرواحُ إِن بَلَغَت | حَدَّ الكَمالِ تَلاشَت وَاِنقَضى الخَبَرُ |
كَأَنَّما هيَ أَثمارٌ إِذا نَضِجَت | وَمَرّتِ الرّيحُ يَوماً عافَها الشَّجَرُ |
وَإِذ يَقولُ هِيَ الأَجسامُ إِن هَجَعَت | لَم يَبقَ في الرّوحِ تَهويمٌ وَلا سَمَرُ |
كَأَنَّما هِيَ ظِلٌّ في الغَديرِ إِذا | تَعكّرَ الماءُ وَلّت وَامّحى الأَثَرُ |
ظَلَّ الجَميع فَلا الذرّاتُ في جَسَدٍ | تُثوى وَلا هِيَ في الأَرواحِ تحتضَرُ |
فَما طَوَت شَمألٌ أَذيالَ عاقِلَةٍ | إِلّا وَمَرّ بِها الشّرقي فَتَنتَشِرُ |