| شرِبتُ وَنادَمتُ المُلُوكَ فَلَمْ أجِدْ – عَلى الكأسِ نَدْماناً لها مثلَ دَيْكَلِ |
| أقَلَّ مِكاساً في جَزْورٍ سَمِينَةٍ – وَأسْرَعَ إنْضاجاً وَإنْزَالَ مِرْجَلِ |
| فتى كرمٍ يهْتَزّ للمَجْدِ لا ترَى – ندامَاهُ إلاّ كُلَّ خَرْقٍ مُعَذَّلِ |
| عَشِيّةَ نَسّيْنَا قَبِيصَةَ نَعْلَهُ – فَبَاتَ الفتى القَيْسيُّ غَيرَ مُنَعَّل |
الفرزدق
الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي البصري ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظته, من شعراء العصر الأموي. ولد في بادية بني تميم و توفي في البصرة.
عجبت لأقوام تميم أبوهم
| عَجِبْتُ لأقْوَامٍ، تَمِيمٌ أبُوهُمُ – وَهُمْ في بني سَعدٍ عِرَاضُ المَبارِكِ |
| وَكَانُوا سَرَاةَ الحَيّ قَبْلَ مَسِيرِهم – معَ الأُسْدِ مُصْفَرّاً لحاها، وَمالِكِ |
| وَنَحْنُ نَفَيْنَا مَالِكاً عَنْ بِلادِنَا – وَنَحْنُ فَقَأنَا عَيْنَهُ بِالنّيازِكِ |
| فَما ظَنُّكُمْ بابنِ الحَوَارِيّ مُصْعَبٍ – إذا افْتَرّ عَنْ أنْيَابِهِ غَيْرَ ضاحِكِ |
| أبا حاضِرٍ إنْ يَحضُرِ البأسُ تَلقَني – على سَابحِ إبْزِيمُهُ بِالسّنابِكِ |
ستبلغ مدحة غراء عني
| سَتَبْلُغُ مِدْحَةٌ غَرّاءُ عَنّي – بَبطنِ العِرْضِ سُفيانَ بن عمرِو |
| كَرِيمَ هَوَازِنٍ وَأمِيرَ قَوْمي – وَسَبْقاً بالمَكارِم كُلَّ مُجْرِ |
| فَلَسْتَ بِوَاجِدٍ قَوْماً إذا مَا – أجادُوا للوَفَاءِ كَأهْلِ حَجْرِ |
| هُمُ الأثْرَوْنَ وَالأعْلَوْنَ لَمّا – تَأمّرَتِ القَبَائِلُ كُلَّ أمْرِ |
| أبَوْا أنْ يَغْدِرُوا وَأبَى أبُوهُمْ – حَنِيفَةُ أنْ يُوَازَنَ يَوْمَ فَخْرِ |
| وَمَا تَدْعُو حَنِيفَةُ حِينَ تَلْقَى – إذا احْمَرّ الجِلادُ بِآلِ بَكْرِ |
| ولَكِنْ يَنْتَمُونَ إلى أبِيهِمْ – حَنِيفَةَ، يَوْمَ مَلْحَمَةٍ وَصَبرِ |
| وَلَوْ بِأُباضَ إذْ لاقَوْا جِلاداً – بأيْدي مِثْلِهِمْ وَسُيُوفُ كُفْرِ |
| لَذادُوا عَنْ حَرِيمِهِمِ بضَرْبٍ – كَأفْوَاهِ الأوَارِكِ، أيَّ هَبْرِ |
| ولَكِنْ جالَدُوا مَلَكاً كِرَاماً – هُمُ فَضّوا القَبَائِلَ يَوْمَ بَدْرِ |
حلفت برب مكة و المصلى
| حَلَفْتُ بِرَبّ مَكّةَ وَالمُصَلّى – وَأعْنَاقِ الهَدِيّ مُقَلَّداتِ |
| لَقَدْ قَلّدتُ جِلفَ بَني كُلَيْبٍ – قَلائِدَ في السّوَالِفِ بَاقِيَاتِ |
| قَلائِدَ لَيْسَ من ذَهَبٍ وَلكِن – مَوَاسِمَ مِنْ جَهَنّمَ مُنْضِجاتِ |
| فَكَيْفَ تَرَى عَطِيّةَ حينَ يَلقى – عِظاماً هامُهُنّ قُرَاسِيَاتِ |
| قُرُوماً مِنْ بَني سُفْيَانَ صِيداً – طُوَالاتِ الشّقاشِقِ مُصْعِبَاتِ |
| تَرَى أعناقَهُنّ، وَهُنّ صِيد – على أعْنَاقِ قَوْمِكَ سَامِيَاتِ |
| فَرُمْ بيَدَيْكَ هَلْ تَسطيعُ نَقْلاً – جِبالاً مِنْ تِهَامَةَ رَاسِيَاتِ |
| وَأبْصِرْ كَيْفَ تَنْبُو بِالأعَادي – مَناكِبُها إذا قُرِعَتْ صَفَاتي |
| وَإنّكَ وَاجِدٌ دُوني صَعُوداً – جَرَاثِيمَ الأقَارِعِ وَالحُتَاتِ |
| وَلَسْتَ بِنَائِلٍ بِبَني كُلَيْبٍ – أرُومَتَنَا إلى يَوْمِ المَمَاتِ |
| وَجَدْتُ لِدَارِمٍ قَوْمي بُيُوتاً – على بُنيَانِ قَوْمِكَ قَاهِرَاتِ |
| دُعِمْنَ بحاجِبٍ وَابْنَيْ عِقَالٍ – وَبِالقَعْقَاعِ تَيّارِ الفُراتِ |
| وَصَعْصَعةَ المُجِيرِ على المَنَايَا – بِذِمّتِهِ وَفَكّاكِ العُنَاةِ |
| وَصَاحِبِ صَوْأرٍ وَأبي شُرَيْحٍ – وَسَلْمَى مِنْ دَعائِمِ ثَابِتَاتِ |
| بَنَاهَا الأقْرَعُ البَاني المَعَالي – وَهَوْذَةُ في شَوَامِخَ باذِخَاتِ |
| لَقِيطٌ مِنْ دعَائِمِهَا، وَمِنْهُم – زُرَارَةُ ذُو النّدى والمَكْرُمَاتِ |
| وَبالعَمْرَيْنِ وَالضَّمْرَيْنِ نَبْني – دعائِمَ، مَجدَهُنّ مُشَيِّداتِ |
| دَعائِمُها أُولاك، وَهُمْ بَنَوْها – فَمَنْ مِثْلُ الدّعائِمِ وَالبُنَاةُ |
| أُولاكَ لِدارِمٍ وَبَنَاتِ عَوْفٍ – لِخَيْرَاتٍ وَأكْرَمِ أُمّهِاتِ |
| فَمَا لَكَ لا تَعُدُّ بَني كُلَيْبٍ – وَتَنْدُبُ غَيْرَهُمْ بِالمَأثُرَاتِ |
| وَفَخْرُكَ يا جَرِيرُ وَأنْتَ عَبْد – لِغَيرِ أبيكَ إحْدَى المُنْكَرَاتِ |
| تَعَنّى يا جَرِيرُ لِغَيرِ شَيْءٍ – وَقَدْ ذَهَبَ القَصَائِدُ للرّوَاةِ |
| فَكَيْفَ تَرُدّ ما بِعُمانَ مِنْها – وَمَا بجِبَالِ مِصْرَ مُشَهَّرَاتِ |
| غَلَبْتُكَ بِالمُفَقِّىءِ وَالمُعَنِّي – وَبَيْتِ المُحْتَبي وَالخَافِقَاتِ |
نزع ابن بشر وابن عمرو قبله
| نَزَعَ ابنُ بِشْرٍ وَابنُ عَمْروٍ قَبْلَهُ – وَأخُو هَرَاةَ لمِثْلِهَا يَتَوقّعُ |
| وَمَضَتْ لمَسْلَمَةَ الرّكابُ مُوَدَّعاً – ، فَارْعَيْ فَزَارَة، لا هَناكِ المَرْتَعُ |
| وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ فَزَارَة أُمّرَتْ أن – سَوْفَ تَطْمَعُ في الإمارَةِ أشجَعُ |
| إنّ القِيامَةَ قَدْ دَنَتْ أشْرَاطُها – حَتى أُمَيّةُ عَنْ فَزَارَةَ تَنْزَعُ |
أما والذي ما شاء سدى لعبده
| أمَا وَالّذِي مَا شَاءَ سَدّى لَعَبْدِهِ – إلى الله يُفْضِي مَنْ تَألّى وَأقْسَمَا |
| لَئِنْ أصْبَحَ الوَاشُونَ قَرّتْ عُيونُهُم – بهَجْرٍ مَضَى أوْ صُرْمِ حَبلٍ تَجذّمَا |
| لَقَدْ تُصْبِحُ الدّنْيَا عَلَينا قَصِيرَةً – جَميعاً وَمَا نُفشِي الحَديثَ المُكَتَّما |
| فقُلْ لطَبيبِ الحُبّ إنْ كانَ صَادِقاً: – بأيّ الرُّقَى تشفي الفُؤادَ المُتَيَّمَا |
| فقالَ الطبيبُ: الهَجرُ يَشفي من الهَوى – وَلَنْ يَجْمَعَ الهِجرَانُ قَلباً مقسَّمَا |