إني منيت بأمة مخمورة | من ذلها ولها القناعة مشرب |
لا ظلم يغضبهم ولو أودى بهم | أتعز شأنا أمة لا تغضب |
إن يبك ثاكل ولده وزجرته | عن نحبه ألفيته لا ينحب |
وإذا نهيت عن الورود عطاشهم | وتحرقت أكبادهم لم يشربوا |
وإذا أذبت الشحم من أجسامهم | تعبا فإن نفوسهم لا تتعب |
أعياني التفكير في أدوائهم | مما عصين وحرت كيف أطبب |
إن الجماد أبر من أرواحهم | بهم وأمتن في الدفاع وأصلب |
فلأبنين لهم جدارا ثابتا | كالأرض لا يفنى ولا يتخرب |
تقع الدهور وكل جيش ظافر | من دونه وثباته متغلب |
وتهز منكبة الصواعق حيثما | شاءت ولا يهتز منه المنكب |
ويعضه ناب الصواعق محرقا | فيرده كسرا ولا يتثقب |
ويميد ظهر الأرض تحت ركابه | وركابه في المتن لا تتنكب |
ولأجعلن به البلاد منيعة يرتد | عنها الطامع المتوثب |
ولأدعون ممالكي وشعوبها | باسمي فيجمع شملها المتشعب |
ولأمحون رسوم أسلافي بها | فيبيت ماضي الصين وهو محجب |
ويظن عهدي بدء عهد وجودها | فيتم لي الفخر الذي أتطلب |
جبران خليل جبران
هو جبران خليل جبران ميخائيل بن سعد, نابغة الكتاب المعاصرين المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية وأصله من دمشق, ولد في لبنان و توفي في نيويورك.
داع إلى العهد الجديد دعاك
داع إلى العهد الجديد دعاك | فاستأنفي في الخافقين علاك |
يا أمة العرب التي هي أمنا | أي الفخار نميته ونماك |
يمضي الزمان وتنقضي أحداثه | وهواك منا في القلوب هواك |
إنا نقاضي الدهر في أحسابنا | بالرأي لا بالصارم الفتاك |
وملاك شيمتنا الوفاء فإنه | لسعادة الأقوام خير ملاك |
آمالنا آلامنا أرواحنا | أشباحنا يوم الفداء فداك |
بالعلم ننشر ما انطوى من مجدنا | وبه نزكي في الورى ذكراك |
عقد السعد فيه عقدا جميلا
عقد السعد فيه عقدا جميلا | ضم رب الحسنى إلى الحسناء |
وشدا ساجع الأماني فيه | يوسف الخير فز بخير النساء |
كان الخميس وكل ظني
كان الخميس وكل ظني | أنني في الأربعاء |
فحرمت رؤية من أود | وراح ميعادي هباء |
عذرا أخي فإذا قبلت | وأنت خير الأصفياء |
لم يرض نفسي أنها | قد أخطأت ذاك الخطاء |
هل فرحة في العمر أشهى | من لقاء الأوفياء |
عوقبت عن سهوي وقد | يقسو عقاب الأبرياء |
كنت في الموت والحياة كبيرا
كنت في الموت والحياة كبيرا | هكذا المجد أولا وأخيرا |
ظلت في الخلق راجح الخلق حتى | نلت فيهم ذاك المقام الخطيرا |
فوق هام الرجال هامتك الشماء | تزهو على وتزهر نورا |
عبرة الدهر أن ترى بعد ذاك السجاه | في حد كل حي مصيرا |
ما حسبنا الزمان إن طال ما طال | مزيلا ذاك الشباب النضيرا |
إن يوما فيه بكينا حبيبا | ليس بدعا أن كان يوما مطيرا |
يا ليلة الأنس عودي
يا ليلة الأنس عودي | فعيد إلياس عيدي |
عهد قديم من الود | كان خير العهود |
يظل ملء فؤادي | في غيبتي وشهودي |
بيت النبوغ وكهف | المجد القديم الجديد |
كائن أضفت طريفا | إلى الفخار العتيد |
ليحيى إلياس وليحيى | آله في سعود |