إني منيت بأمة مخمورة

إني منيت بأمة مخمورةمن ذلها ولها القناعة مشرب
لا ظلم يغضبهم ولو أودى بهمأتعز شأنا أمة لا تغضب
إن يبك ثاكل ولده وزجرتهعن نحبه ألفيته لا ينحب
وإذا نهيت عن الورود عطاشهموتحرقت أكبادهم لم يشربوا
وإذا أذبت الشحم من أجسامهمتعبا فإن نفوسهم لا تتعب
أعياني التفكير في أدوائهممما عصين وحرت كيف أطبب
إن الجماد أبر من أرواحهمبهم وأمتن في الدفاع وأصلب
فلأبنين لهم جدارا ثابتاكالأرض لا يفنى ولا يتخرب
تقع الدهور وكل جيش ظافرمن دونه وثباته متغلب
وتهز منكبة الصواعق حيثماشاءت ولا يهتز منه المنكب
ويعضه ناب الصواعق محرقافيرده كسرا ولا يتثقب
ويميد ظهر الأرض تحت ركابهوركابه في المتن لا تتنكب
ولأجعلن به البلاد منيعة يرتدعنها الطامع المتوثب
ولأدعون ممالكي وشعوبهاباسمي فيجمع شملها المتشعب
ولأمحون رسوم أسلافي بهافيبيت ماضي الصين وهو محجب
ويظن عهدي بدء عهد وجودهافيتم لي الفخر الذي أتطلب
Khalil Gibran Poem