كان لبعضِ الناسِ نعجتان |
وكانتا في الغيْطِ ترعيانِ |
إحداهما سمينة ٌ، والثانِيهْ |
عِظامها منَ الهُزالِ باديَه |
فكانتِ الأولى تباهي بالسمنْ |
وقولهم بأنها ذات الثمنْ |
وتَدَّعي أَن لها مقدارا |
وأنها تستوقفُ الأبصارا |
فتصبرُ الأختُ على الإذلالِ |
حاملة ً مَرارة َ الإدلال |
حتى أتى الجزَّارُ ذاتَ يوم |
وقلبَ النعجة َ دون القومِ |
فقال لِلمالِكِ: أَشْترِيها |
ونقدَ الكيسَ النفيسَ فيها |
فانطلقتْ من فورِها لأُختِها |
وهْيَ تَشكُّ في صلاح بختِها |
تقولُ: يا أُختاهُ خبِّرِيني |
هل تعرِفينَ حاملَ السِّكين؟ |
قالت: دعيني وهزالي والزمنَ |
وكلِّمِي الجزّارَ يا ذاتَ الثَّمَنْ! |
لكلِّ حال حلوها ومرُّها |
ما أَدَبُ النعجة ِ إلا صبرُها |