كان فيما مضى من الدهر بيتُ |
من بيوت الكرام فيه غزال |
يَطعَم اللَّوْزَ والفطيرَ ويُسقى |
عسلاَ لم يشبه إلا الزَّلال |
فأَتى الكلبَ ذاتَ يومٍ يُناجيـ |
ـهِ وفي النفسِ تَرحَة ٌ وملال |
قال : يا صاحب الأمانة ، قل لي |
كيف حالُ الوَرَى ؟ وكيف الرجال؟ |
فأجاب الأمين وهو القئول الصّـَ |
ـادِقُ الكامل النُّهَى المِفضال |
سائلي عن حقيقة الناس ، عذراً |
ليس فيهم حقيقة ُ فتقال |
إنما هم حقدٌ ، وغشٌّ ، وبغضُ |
وأَذاة ٌ، وغيبة ٌ، وانتحال |
ليت شعري هل يستريحُ فؤادي ؟ |
كم أداريهم ! وكم أحتال ! |
فرِضا البعض فيه للبعضِ سُخْطٌ |
ورضا الكلِّ مطلبٌ لا يُنال |
ورضا اللهِ نرتجيهِ ، ولكن |
لا يؤدِّي إليه إلا الكمال |
لا يغرَّنكَ يا أخا البيدِ من موْ |
لاكَ ذاك القبولُ والإقبال |
أنتَ في الأسرِ ما سلمتَ ، فإن تمـ |
ـرض تقطَّعْ من جسمك الأوصال |
فاطلبِ البِيدَ، وارض بالعُشبِ قوتاً |
فهناك العيشُ الهنِيُّ الحلال |
أنا لولا العظامُ وهيَ حياتي |
لم تَطِبْ لي مع ابنِ آدمَ حال |