لا تسأل الضيفَ إن أطعمته ظهراً ~ بالليلِ هل لك في بعض القِرى أرب |
فإنّ ذلكَ من قول يلقنه ~ لا أشتهي الزاد وهو الساغب الحرب |
قدّمْ له ما تأتّى لا تؤامره ~ فيه ولو أنّه الطرثوث والصّرب |
أبو العلاء المعري
أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري, من شعراء العصر العباسي ولد وتوفي في معرة النعمان بسوريا.
نقمت على الدنيا ولاذنب أسلفت
نقِمتَ على الدنيا ولا ذنب أسلفت ~ إليكَ فأنتَ الظالم المتكذب |
وهَبْها فتاةً هل عليها جنايةٌ ~ بمن هو صبٌّ في هواها معذَّب |
وقد زعموا هذي النفوسَ بواقياً ~ تَشكَّلُ في أجسامها وتَهذَّب |
وتُنقَلُ منها فالسعيدُ مكرَّمٌ ~ بما هو لاقٍ والشقيُّ مشذَّب |
وما كنْتَ في أيام عيشك منْصَفاً ~ ولكن مُعَنّى في حبالك تُجذَب |
ولو كان يبقى الحسن في شخص ميت ~ لآلَيت أن الموت في الفمِ أعذَب |
الله لاريب فيه وهو محتجب
اللَّه لا ريب فيه وهو مُحتجب ~ بادٍ وكلٌّ إلى طبعٍ له جذبا |
أهلُ الحياةِ كإخوان الممات فأه ~ وِن بالكماة أطالوا السمر والعذبا |
لا يعلمُ الشَّريُ ما ألقى مرارتهَ ~ إليه والأريُ لم يشْعُر وقد عذبا |
سألتُموني فأعيتني إجابتكمْ ~ من ادّعى أنّه دارٍ فقد كذبا |
القلب كالماء والأهواء طافية
القلب كالماء والأهواء طافية ~ عليه، مثلَ حَبابِ الماءِ في الماءِ |
منه تنمّت ويأتي ما يغيّرها ~ فيخلق العهد من هند وأسماء |
والقولُ كالخلقِ من سَيْء ومن حسَن ~ والناسُ كالدّهرِ من نور وظَلماءِ |
يُقالُ إن زمانا يَستقِيد لهم ~ حتى يبَدِّلَ من بؤس بنعماء |
ويوجد الصقر في الدرماء معتقداً ~ رأيَ امرىء القيس في عمرو بن درماء |
ولست أحسبُ هذا كائناً أبداً ~ فابغ الورود لنفس ذات أظماء |
العقل يوضح
العقل يُوضِح للنُّسك ~ منهَجاً فاحذ حذوه |
وليس يظلم قلب ~ وفيه للب جذوه |
وفاتَ ركض المَنايا ~ ركضَ القضيب وبذوه |
إذا صاحبت في أيام بؤس
إذا صاحبت في أيام بؤس ~ فلا تنس المودة في الرخاء |
ومن يعدم أخوه على غناه ~ فما أدى الحقيقة في الإخاء |
ومن جعلَ السخاء لأقربِيه ~ فليس بعارف طرق السخاء |