لولا التقى لقلتُ: لم | يَخلُقْ سِواكِ الوَلدا! |
إن شئتِ كان العيرَ، أو | إن شئتِ كان الأسدا |
وإن تردْ غيَّا غوى | أَو تَبْغِ رُشْداً رَشدا |
والبيتُ أنتِ الصوتُ فيـ | ـه، وهْوَ للصَّوتِ صَ |
دى كالبَبَّغا في قفصٍ: | قيلَ له، فقلدا |
وكالقضيبِ اللَّدْنِ: قدْ | طاوَع في الشَّكلِ اليَدا |
يأْخُذُ ما عَوَّدْتِه | والمرءُ ما تعوَّدا! |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
ومُمهّد في الوكرِ من
ومُمهّد في الوكرِ من | ولدِ الغرابِ مُزقَّق |
كرُوَيهِبٍ مُتَقلِّسٍ | متأزِّرٍ ، متنطِّق |
لبسَ الرَّمادَ على سوا | دِ جناحه والمفرق |
كالفحمِ غادرَ في الرَّما | دِ بقِيَّة ً لم تُحرَق |
ثُلثاهُ مِنقارٌ ورأ | سٌ ، والأظافرُ ما بقي |
ضخمُ الدِّماغِ على الخُلُوِّ | منَ الحجى والمنطق |
منْ أمِّهِ لقي الصغ | ـيرُ منَ البَليّة ِ ما لقِي |
جَلبَتْ عليهِ ما تَذو | دُ الأمّهاتُ وتتَّقي |
قتنت به ، فتوهمتْ | فيه قُوى ً لم تخلق |
قالت: كبِرْتَ، فثِب كما | وثب الكِبارُ، وحَلِّق |
ورمتْ به في الجوِّ ، لم | تَحرِصْ، ولم تَسْتَوثِق |
فهوى ، فمزِّق في فنا | ءِ الدارِ شرَّ ممزَّق |
وسمعتُ قاقاتٍ تردَّ | دُ في الفضاءِ وترتقي |
ورأيتُ غربانا تفرَّ | قُ في السماءِ وتلتقي |
وعرفتُ رنّة أمِّهِ | في الصارِخاتِ النُّعَّقِ |
فأشرتُ ، فالتفتتْ ، فقل | تُ لها مقالة َ مشفق : |
ـتِ جَناحَه لم تُطلقي | تِ جناحه لم تُّطقي |
وكما تَرَفَّقَ والِدَا | كِ عليكِ لم تَتَرفَّقي! |
النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ
النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ | والجنة ُ شاطئه الأخضرْ |
ريَّانُ الصَّفحة ِ والمنظرْ | ما أبهى الخلدَ وما أنضرْ ! |
البحرُ الفَيَّاضُ، القُدسُ | الساقي الناسَ وما غرسوا |
وهو المِنْوالُ لما لبِسوا | والمُنْعِمُ بالقطنِ الأَنوَر |
جعلَ الإحسانَ له شرعا | لم يُخلِ الواديَ من مَرْعى |
فتَرَى زرعا يَتلو زرعاً | وهُنا يُجنى ، وهُنا يُبْذَر |
جارٍ ويُرَى ليس بجارِ | لأناة ٍ فيه ووقار |
ينصبُّ كتلٍّ منهارِ | ويضجُّ فتحسبه يزأر |
حبشيُّ اللَّونِ كجيرته | من منبعه وبحيرته |
صَبَغَ الشَّطَّيْنِ بسُمْرَته | لوناً كالمسكِ وكالعنبرِ |
بني مصرٍ مكانكموُ تهيَّا
بني مصرٍ مكانكموُ تهيَّا | فَهَيَّا مَهدُوا للمُلكِ هيَّا |
خذوا شمسَ له حليَّا | أَلم تَكُ تاجَ أَوّلِكم مَلِيَّا؟! |
على الأخلاقِ الملكَ وابنوا | فليسَ وراءَها للعِزِّ رُكن |
أليس لكم بوادي النِّيل عدنُ | وكوثرها الذي يجري شهيّا ؟ ! |
لنا وطنٌ بأَنفسِنا نَقيه | وبالدُّنيا العريضة ِ نَفتديه |
إذا ما سيلتِ الأرواحُ فيه | بذلناها كأنْ لم نعطِ شيَّا |
لنا الهرَمُ الذي صحِبَ الزمانا | ومن حَدَثانِه أَخذ الأَمانا |
ونحنُ بنو السَّنا العلي ، نمانا | أَوائلُ عَلَّموا الأُمَمَ الرُّقِيا |
تطاولَ عهدهمْ عزا وفخرا | فلما آل للتاريخِ ذُخْرا |
نشأنا نشأة ً في الجدِ أخرى | جَعَلنا الحقَّ مَظْهرَها العَلِيّا |
جعلنا مِصْرَ مِلَّة َ ذي الجَلالِ | وألفنا الصليبَ على الهلالِ |
وأقبلنا كصفٍّ من عوالِ | يشدُّ السَّمْهَرِيُّ السَّمْهَرِيّا |
نرومُ لمصرَ عزًّا لا يرامُ | يرفُّ على جوانبه السَّلامُ |
وينعَمُ فيه جيِرانٌ كِرامُ | فلن تجدَ النَّزيلَ بنا شقيَّا |
نقومُ على البناية ِ محسنينا | ونعهَدُ بالتَّمامِ إلى بنينا |
إليْكِ نَموتُ ـ مِصْرُ ـ كما حَيينا | ويبقى وجهكِ المفديُّ حيَّا |
نحنُ الكشافة ُ في الوادي
نحنُ الكشافة ُ في الوادي | جَبريلُ الروحُ لنا حادِي |
يا ربِّ، بعيسى ، والهادي | وبموسى خُذْ بيَدِ الوطنِ |
كشَّافة ُ مِصرَ، وصبيَتُها | ومناة ُ الدارِ، ومنيتها |
وجمالُ الأرضِ، وحليتها | وطلائعُ أَفراحِ المدُنِ |
نَبتدِرُ الخيرَ، ونَستبِقُ | ما يَرضَى الخالقُ والخُلُقُ |
بالنفسِ وخالِقِها نثِقُ | ونزيد وثوقاً في المحن |
في السَّهلِ نَرِفُّ رَياحِينا | ونجوبُ الصخر شياطينا |
نبني الأبدانَ وتبنينا | والهمَّة ُ في الجسم المرنِ |
ونخلِّي الخلقَ وما اعتقدوا | ولوجه الخالقِ نجتهدُ |
نأسو الجرْحى أَنَّى وُجِدُوا | ونداوي من جرح الزمن |
في الصدقِ نشأنا والكومِ | والعفَّة ِ عن مسِّ الحرم |
ورعاية ِ طفلٍ أو هرمِ | والذودِ عن الغيدِ الحصن |
ونُوافي الصَّارخَ في اللُّجَجِ | والنارِ الساطعة ِ الوَهَجِ |
لا نسأَلُهُ ثمنَ المُهَجِ | وكفى بالواجبِ من ثمنِ |
يا ربِّ، فكثِّرنا عدَدا | وابذُل لأُبوَّتِنا المَدَدا |
هيىء ْ لهمُ ولنا رشدا | يا ربِّ، وخذ بيد الوطن |
قصرَ الأعزة ِ، ما أعزَّ حماكا
قصرَ الأعزة ِ، ما أعزَّ حماكا! | وأجلَّ في العلياءِ بدرَ سماكا! |
تتساءلُ العربُ المقدسُ بيتها: | أَأُعِيدَ بانِي رُكنِه فبَناكا؟! |
وتقولُ إذ تأتيكَ تلتمسُ الهدى : | سِيَّانِ هذا في الجلال وذاكا |
يا مُلتَقى القمَرَيْنِ، ما أَبهاكَ! بل | يا مَجْمَعَ البَحْرَين، ما أَصفاكا! |
إنّ الأَمَانَة َ، والجلالة َ، والعُلا | في هالة ٍ دارتْ على مغناكا |
ما العِزُّ إلا في ثرَى القدَمِ التي | حَسَدَتْ عليها النيِّراتُ ثراكا |
يا سادسَ الأمراءِ من آبائه | ما للإمارة ِ مَنْ يُعَدُّ سِواكا |
التركُ تقرأُ باسمِ جدَّك في الوغى | والعُرْبُ تَذكرُ في الكتاب أَباكا |
نسبٌ لو انتمت النجومُ لعقدهِ | لتَرَفَّعَتْ أَن تَسكنَ الأَفلاكا |
شرفاً – عزيزَ العصرِ – فتَّ ملوكهُ | فضلاً، وفاتَ بينهمُ نجلاكا |
لك جنَّة ُ الدنيا، وكوثرها الذي | يجري به في الملكِ شرطُ غناكا |
ملكٌ رعيتَ اللهَ فيه، مؤيداً | باسم النبي، موفقاً مسعاكا |
فأَقمتَ أمراً ـ يا أَبا العباسِ ـمأْ | مونَ السبيلِ على رشيد نهاكا |
إن يَعرضوهُ على الجبال تَهنْ له | وهيَ الجبالُ، فما أشدَّ قواكا |
بسياسة تقفُ العقولُ كليلة ً | لا تستطيع لكُنْهِها إدراكا |
وبحكمة ٍ في الحكمِ توفيقيَّة ٍ | لك يَقتَفي فيها الرجالُ خُطاكا |
مَولايَ، عيدُ الفطرِ صُبحُ سُعودِه | في مصرَ أسفر عن سنا بشراكا |
فاستقبلِ الآمالَ فيه بشائراً | وأشائراً تجالى على علياكا |
وتلقَّ أَعيادَ الزمان مُنيرة ً | فهناؤُه ما كان فيه هَناكا |
أيامكَ الغرُّ السعيدة ُ كلها | عيدٌ، فعيدُ العالمين بَقاكا |
فليبقَ بيتكَ، وليدمْ ديوانه | وليحيَ جندكَ، ولتعشْ شوراكا |
وليهنني بك كلّ يومٍ أنني | في ألفِ عيدٍ من سعودِ رضاكا |
يا أيها الملك الأَريبُ، إليكها | عذراءَ هامتْ في صفاتِ عُلاكا |
فطوتْ إليكَ البحرَ أَبيضَ نِسبة ً | لِنظيرهِ المورودِ من يُمناكا |
قدِمَتْ على عيدٍ لبابك بعدما | قدِمَتْ عليَّ جديدة ً نُعماكا |
أو كلما جادتْ نداكَ رويتي | سَبَقتْ ثَنايَ بالارتجالِ يداكا؟ |
أنتَ الغنيُّ عن الثناِ، فإن تردْ | ما يُطربُ الملكَ الأَديبَ فهاكا |