وَما الحَياة سِوى نَومٍ تُراوِدُهُ | أَحلامُ مَن بِمرادِ النَّفسِ يَأتَمرُ |
وَالسرّ في النَّفس حزن النَّفس يَسترُهُ | فَإِن تَوَلّى فَبِالأَفراحِ يَستَترُ |
وَالسرّ في العَيش رَغدُ العَيشِ يَحجبُه | فَإِن أُزيلَ تَوَلّى حَجبَهُ الكَدَرُ |
فَإِن تَرَفّعتَ عَن رَغدٍ وَعَن كَدَرٍ | جاوَرتَ ظلَّ الَّذي حارَت بِهِ الفِكَرُ |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
أيا صوفيا حان التفرق فاذكري
أَيا صوفِيا حانَ التَفَرُّقُ فَاِذكُري | عُهودَ كِرامٍ فيكِ صَلّوا وَسَلَّموا |
إِذا عُدتِ يَوماً لِلصَليبِ وَأَهلِهِ | وَحَلّى نَواحيكِ المَسيحُ وَمَريَمُ |
وَدُقَّت نَواقيسٌ وَقامَ مُزَمِّرٌ | مِنَ الرومِ في محرابِهِ يَتَرَنَّمُ |
فَلا تُنكِري عَهدَ المَآذِنِ إِنَّهُ | عَلى اللَهِ مِن عَهدِ النَواقيسِ أَكرَمُ |
تَبارَكتَ بَيتُ القُدسِ جَذلانُ آمِنٌ | وَلا يَأمَنُ البَيتُ العَتيقُ المُحَرَّمُ |
أَيُرضيكَ أَن تَغشى سَنابِكُ خَيلِهِم | حِماكَ وَأَن يُمنى الحَطيمُ وَزَمزَمُ |
وَكَيفَ يَذلُّ المُسلِمونَ وَبَينَهُم | كِتابُكَ يُتلى كُلَّ يَومٍ ويُكرَمُ |
نَبيُكَ مَحزونٌ وَبَيتُكَ مُطرِقٌ | حَياءً وَأَنصارُ الحَقيقَةِ نُومُ |
عَصَينا وَخالَفنا فَعاقَبتَ عادِلاً | وَحَكَّمتَ فينا اليَومَ مَن لَيسَ يَرحَمُ |
الرشد أجمل سيرة يا أحمد
الرُشدُ أَجمَلُ سيرَةً يا أَحمَدُ | وُدُّ الغَواني مِن شَبابِكَ أَبعَدُ |
قَد كانَ فيكَ لِوُدِّهِنَّ بَقِيَّةٌ | وَاليَومَ أَوشَكَتِ البَقِيَّةُ تَنفَدُ |
هاروتُ شِعرِكَ بَعدَ ماروتِ الصِبا | أَعيا وَفارَقَهُ الخَليلُ المُسعِدُ |
لَمّا سَمِعنَكَ قُلنَ شِعرٌ أَمرَدٌ | يا لَيتَ قائِلَهُ الطَريرُ المُسعِدُ |
ما لِلَّواهي الناعِماتِ وَشاعِرٍ | جَعَلَ النَسيبَ حِبالَةً يَتَصَيَّدُ |
وَلَكَم جَمَعتَ قُلوبَهُنَّ عَلى الهَوى | وَخَدَعتَ مَن قَطَعَت وَمَن تَتَوَدَّدُ |
وَسَخِرتَ مِن واشٍ وَكِدتَ لِعاذِلٍ | وَاليَومَ تَنشُدُ مَن يَشي وَيُفَنِّدُ |
أَإِذا وَجَدتَ الغيدَ أَلهاكَ الهَوى | وَإِذا وَجَدتَ الشِعرَ عَزَّ الأَغيَدُ |
أهديها غزالا
وشاح المغرب الوردي فوق ضفائر الحلوة |
وحبة برتقال كانت الشمس |
تحاول كفها البيضاء أن تصطادها عنوة |
وتصرخ بي، و كل صراخها همس |
أخي! يا سلمي العالي |
أريد الشمس بالقوة |
و في الليل رماديّ، رأينا الكوكب الفضي |
ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت |
وقالت، و هي حين تقول، تدفعني إلى الصمت |
تعال غدا لنزرعه.. مكان الشوك في الأرض |
أبي من أجلها صلّى و صام |
وجاب أرض الهند و الإغريق |
إلها راكعا لغبار رجليها |
وجاع لأجلها في البيد.. أجيالا يشدّ النوق |
وأقسم تحت عينيها |
يمين قناعة الخالق بالمخلوق |
تنام، فتحلم اليقظة في عيني مع السّهر |
فدائيّ الربيع أنا، و عبد نعاس عينيها |
وصوفي الحصى، و الرمل، و الحجر |
سأعبدهم، لتلعب كالملاك، و ظل رجليها |
على الدنيا، صلاة الأرض للمطر |
حرير شوك أيّامي،على دربي إلى غدها |
حرير شوك أيّامي |
وأشهى من عصير المجد ما ألقى.. لأسعدها |
وأنسى في طفولتها عذاب طفولتي الدامي |
وأشرب، كالعصافير، الرضا و الحبّ من يدها |
سأهديها غزالا ناعما كجناح أغنية |
له أنف ككرملنا |
وأقدام كأنفاس الرياح، كخطو حريّة |
وعنق طالع كطلوع سنبلنا |
من الوادي ..إلى القمم السماويّة |
سلاما يا وشاح الشمس، يا منديل جنتنا |
ويا قسم المحبة في أغانينا |
سلاما يا ربيعا راحلا في الجفن! يا عسلا بغصتنا |
ويا سهر التفاؤل في أمانينا |
لخضرة أعين الأطفال.. ننسج ضوء رايتنا |
أعجمي كاد يعلو نجمه
أَعجَمِيٌّ كادَ يَعلو نَجمُهُ – في سَماءِ الشِعرِ نَجمَ العَرَبي |
صافَحَ العَلياءَ فيها وَاِلتَقى – بِالمَعَرّي فَوقَ هامِ الشُهُبِ |
ما ثُغورُ الزَهرِ في أَكمامِها – ضاحِكاتٍ مِن بُكاءِ السُحُبِ |
نَظَمَ الوَسمِيُّ فيها لُؤلُؤاً – كَثَنايا الغيدِ أَو كَالحَبَبِ |
عِندَ مَن يَقضي بِأَبهى مَنظَراً – مِن مَعانيهِ الَّتي تَلعَبُ بي |
وَجَلَتها حِكمَةً بالِغَةً – أَعجَزَت أَطواقَ أَهلِ المَغرِبِ |
سائِلوا الطَيرَ إِذا ما هاجَكُم – شَدوُها بَينَ الهَوى وَالطَرَبِ |
هَل تَغَنَّت أَو أَرَنَّت بِسِوى – شِعرِ هوغو بَعدَ عَهدِ العَرَبِ |
كانَ مُرَّ النَفسِ أَو تَرضى العُلا – تَظمَأُ الأَفلاكُ إِن لَم يَشرَبِ |
عافَ في مَنفاهُ أَن يَدنو بِهِ – عَفوُ ذاكَ القاهِرِ المُغتَصِبِ |
بَشَّروهُ بِالتَداني وَنَسوا – أَنَّهُ ذاكَ العِصامِيُّ الأَبي |
كَتَبَ المَنفِيُّ سَطراً لِلَّذي – جاءَهُ بِالعَفوِ فَاِقرَأ وَاِعجَبِ |
أَبَريءٌ عَنهُ يَعفو مُذنِبٌ – كَيفَ تُسدي العَفوَ كَفُّ المُذنِبِ |
جاءَ وَالأَحلامُ في أَصفادِها – ما لَها في سِجنِها مِن مَذهَبِ |
طَبَعَ الظُلمُ عَلى أَقفالِها – بِلَظاهُ خاتَماً مِن رَهَبِ |
أَمعَنَ التَقليدُ فيها فَغَدَت – لا تَرى إِلّا بِعَينِ الكُتُبِ |
أَمَرَ التَقليدُ فيها وَنَهى – بِجُيوشٍ مِن ظَلامِ الحُجُبِ |
جاءَها هوغو بِعَزمٍ دونَهُ – عِزَّةُ التاجِ وَزَهوُ المَوكِبِ |
وَاِنبَرى يَصدَعُ مِن أَغلالِها – بِاليَراعِ الحُرِّ لا بِالقُضُبِ |
هالَهُ أَلّا يَراها حُرَّةً – تَمتَطي في البَحثِ مَتنَ الكَوكَبِ |
ساءَهُ أَلّا يَرى في قَومِهِ – سيرَةَ الإِسلامِ في عَهدِ النَبي |
قُلتَ عَن نَفسِكَ قَولاً صادِقاً – لَم تَشُبهُ شائِباتُ الكَذِبِ |
أَنا كَالمَنجَمِ تِبرٌ وَثَرىً – فَاِطرَحوا تُربي وَصونوا ذَهَبي |
أنا العاشق العاني وإن كنت لا تدري
أَنا العاشِقُ العاني وَإِن كُنتَ لا تَدري – أُعيذُكَ مِن وَجدٍ تَغَلغَلَ في صَدري |
خَليلَيَ هَذا اللَيلُ في زَيِّهِ أَتى – فَقُم نَلتَمِس لِلسُهدِ دِرعاً مِنَ الصَبرِ |
وَهَذا السُرى نَحوَ الحِمى يَستَفِزُّنا – فَهَيّا وَإِن كُنّا عَلى مَركَبٍ وَعرِ |
خَليلَيَ هَذا اللَيلُ قَد طالَ عُمرُهُ – وَلَيسَ لَهُ غَيرُ الأَحاديثِ وَالذِكرِ |
فَهاتِ لَنا أَذكى حَديثٍ وَعَيتَهُ – أَلَذُّ بِهِ إِنَّ الأَحاديثَ كَالخَمرِ |