| أما كنتِ يومًا لصوتي الوضوح؟ |
| أما كنتِ ملجأً لقلبي الجروح؟ |
| تركتِني وحدي في بحرِ الشقاء، |
| وضاعَ الأمانُ، وأنتِ السفوح! |
| وهل كنتَ أنتَ لوجعي السند؟ |
| أمِ الحلمُ كانَ، وفيه خلدت؟ |
| كنتُ أزرعُ فيك الحنينَ ورودًا، |
| وأنتَ الذي في الهجرِ اجتهدت! |
| هَجرتُكِ؟ كلا، بل أنتِ البعيدة، |
| سكنتِ الصمتَ، وجعلتِهِ قصيدة. |
| أنا منْ أرادَ أن نبقى كما كنّا، |
| ولكنَّكِ في كلِّ دربٍ عنيدة! |
| عنيدة؟ بل قلْ كنتَ أنتَ الغريب، |
| تغيبُ، وتتركُ للحيرةِ نصيب. |
| أنا منْ وهبتُك قلبًا بلا ترددٍ، |
| وأنتَ الذي أوصدَ البابَ قريب! |
| لا ننكرُ الحبَّ، لكنَّا ضعاف، |
| أثقلتِ قلبي بأحمالِ الخلاف. |
| ورغمَ الفراقِ الذي كنتِ سببه، |
| قلبي إليكِ، ما زالَ يشتاقُ ويعاف. |
| الحبُّ أكبرُ من عتبٍ يقال، |
| يبقى وإن جارَ علينا المحال. |
| فرغمَ الأذى، والقسوةِ بيننا، |
| قلبي إليكَ يعودُ في كلِّ حال |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
حديث القدس
| يَا قُدسُ أَيَّ كَلَامٍ سَوفَ أَبتَدِئُ | عَن أَيِّ حَالٍ غَدَونَا فِيه مِن كَدَرِ |
| بَقَيَّةُ الظُّلمِ جَارَت فِي أَذِيَّتِنَا | فِي غُربَةِ النَّفسِ وَالأَوطَانِ وَالبَشَرِ |
| أُفضِي إِلَيكِ البَلَايَا قِصَّةً تُروَى | فِي قِطعَتَينِ مِنَ الأَكفَانِ وَالخُمُرِ |
| نَبكِي مَوَاجِعَ قَهرٍ مِن مَحَاجِرِنَا | وَتَذرِفُ العَينُ مِدرَاراً مِنَ العِبَرِ |
| فَوقَ الغَمَامِ جَلَسنَا نَشتَكِي وَصَباً | نُشَاهِدُ المَوتَ لَفَّ الرُّوحَ بالدُّثُرِ |
| نَرَى السَّمَاءَ اكفَهَرَّت فَوقَنَا غَضَباً | تُلقِي عَلَينَا الرَّدَى كَوَابِلِ المَطَرِ |
| تَأبَى الطُّيُورُ ارتِحَالاً عَن مَسَاكِنِهَا | وَتَألَفُ الدَّارَ أَكوَاماً مَنَ الحَجَرِ |
| وَيَرفُضُ الكَونُ وَالأَقوَامُ جِيرَتَنَا | وَسَلَّمَتنَا شِرَارُ الإِنسِ لِلضَّرَرِ |
| كَأَنَّمَا الدَّهرُ قَد تَاهَت نَوَائِبُهُ | وَلَم يُلَاقِ سِوَانَا أَصبَرَ الزُّمَرِ |
| تَعدُو خُطَانَا عَلَى الأَهوَالِ تَارِكَةً | ثَوبَ المَنَايَا وَأَسمالَاً مِنَ الأَثَرِ |
| لَم يَبقَ مِنَّا سِوَى مَا خَطَّهُ القَدَرُ | وَمَا حَمَلنَا عَلَى الأَكتَافِ وَالدُّسُرِ |
| قَد آثَرَ النَّاسُ فِي الهَيجَاءِ مَقتَلَنَا | وَآلَفَت عَينُهُم ذَبحَاً مِنَ النُّحُرِ |
| نَمُوتُ جُوعاً أَمَامَ العُربِ قَاطِبَةً | وَهُم شُهُودٌ بَأَحدَاقٍ بِلَا بَصَرِ |
| سَبعُونَ عَامَاً وَمَا هَانَت عَزَائِمُنَا | نُهدِي السَّمَاوَاتِ أَقمَاطاً مِنَ الدُّرَرِ |
| حُدُودُ وَهمٍ عَلَى الأَورَاقِ قَد رُسِمَت | سِجنٌ مِنَ الحِبرِ قَد أَضحَى مِنَ الجُدُرِ |
| تَنَاسَتِ النَّاسُ أَنسَاباً لها شَرَفٌ | وَنَحنُ عُربٌ مدى الأَزمَانِ مِن مُضَرِ |
| فَكُلُّ أَوطَانِنَا فِي القُدسِ جَوهَرُهَا | وَكُلُّ أَطفَالِنَا عَلَى خُطَا عُمَر |
اهديكِ
| أهديكِ وردة حمراء خضبها السواد |
| كبنان الخود خضبها دمي |
| يا لوعتي على الزمان حين صّدت |
| و خلتني غريق ببحر المندمِ |
| ما أبقت الأيام الا صور في خيالي |
| الحان و ترانيم يتلوها فمي |
| رسم محياك لم يزل يا أجمل |
| لوحة جوّدها الرسام بالقلمِ |
| بعطر شذاها و مياس قدها |
| و لذيذ حديثها و قوس المباسمِ |
| يا ريح الصبا سيري في سما نجد |
| و عرجي ببغداد عليهم سلمي |
| و خليني في صنعاء وحدي فريداً |
| و نار الشوق في صدري تَّضرمِ |
| و قولي لهم ذكرى المودة جمرها |
| يكوي العروق و يسري في دمي |
| و خذي مني قبلة تلثم قانية |
| اللمى عهدتها حمراً مشابهة الدمِ |
| سيبقى خاطري يرسم من خيالِ |
| احلام الصبا يبني القصور و يهدمِ |
ذخر الزاد
| بِوَافِرِ ذُخْرِ زَادٍ مِنْ ثَوَابِ | وَزُهْدِ مَعِيشَةٍ مِنْ مُسْتَطَابِ |
| وَأُنْسِ مَوَدّةٍ مِنْ أَهْلِ تَقْوَى | عَلَى هَدْيِ اَلنُّبُوّةِ وَالْكِتَابِ |
| مَلَاذُ اَلنَّفْسِ عَنْ فِتَنٍ أَتَتْهَا | مُزَيَّنَةً زُهَا مِنْ كُلِّ بَابِ |
| قَصِيرٌ عُمْرُ دُنْيَانَا كَظِلٍّ | تَدَانَتْ شَمْسُهُ أُفُقَ اَلْغِيَابِ |
| فَكَيْفَ إِذَا نَهَارُ الْعُمْرِ وَلَّى | وَلَيْلُ الْقَبْرِ غُطَّى بِالتُّرَابِ |
| اَنَا مِنْ خَلْقِ طِينٍ كَيفَ أَقْوَى | جَحِيمًا أَجَّ مِنْ صَخْرٍ مُذَابِ |
| فَمَالِي غَيْرَ أَعْمَالِي نَجَاةٌ | مِنَ اَلْأَهْوَالِ فِي يَوْمِ اَلْحِسَابِ |
| رَصِيدٌ يُثْقِلُ اَلْمِيزَانَ يُنْجِي | رِقَابًا مِنْ لَظَى نَارِ الْعَذَابِ |
| فَبُعْدًا لِلرَّذَائِلِ بُعْدَ هَجْرٍ | وَقُرْبًا لِلْفَضَائِلِ بِانْجِذَابِ |
| عَلَى اَلْإِيمَانِ أَبْقَى مَا بَقِيتُ | بَقَاءُ اَلنَّفْسِ مِنْ وَهْمِ السَّرَابِ |
| كَأَنَّ الْعُمْرَ قَافِلَةٌ خُطَاهَا | عَلَى سَهْلٍ وَأَحْيَانًا هِضَابِ |
| مُحَمَّلَةٌ بِنَا والرَّكْبُ يَمْضِي | إِلَى حَطٍّ بِهَا حَمْلُ اَلرِّكَابِ |
العطار
| لا يصلح العطار ما افسده الزمان |
| يصلحه مال معى راحه البال |
| وعشره أولاد وأربع نساوين |
| طماع لكن مايلحقني ملام |
| كان أقصى طموحي يقبلني الظمان |
| وقدام همي وحزني كنت همام |
| لين صدمتني الدنيا بجيب نيسان |
| صدم حيط كنت امشي حولها |
| من الخوف صرت اكره الحيطان |
| الحيط ماله ذنب لكن أنا ظلام |
| جيب نيسان صناعه اليابان |
| اشهد بالله ان من صممه فنان |
يا اغلى من كل حياتي
| يا اغلـى من كـل حيـاتي |
| يا عمري الحاضرُ و الآتي |
| يا حبٌ يسكن في جسدي |
| وتبعثــر داخــل ذراتـي |
| عيناكٖ مصدر قافيتي |
| من نورها اكتبُ ابياتي |
| يا اجمـل لحـنٍ اعزفـهُ |
| فتزولُ جروحي وآهاتي |
| بوجودكٖ تحلـو ايامـي |
| وببعدكٖ تسـودُ حيـاتي |
| اشتاق وشوقي يقتلني |
| ان غبتٖ وتنزل دمعاتي |
| يافرحةٰ ايامي الكبرى |
| بهـواكٖ لملمتُ شتـاتي |
| واضاءت في عيني الدنيا |
| والفرحةُ سكنت في ذاتي |