حين يبوح العتاب بالحب

أما كنتِ يومًا لصوتي الوضوح؟
أما كنتِ ملجأً لقلبي الجروح؟
تركتِني وحدي في بحرِ الشقاء،
وضاعَ الأمانُ، وأنتِ السفوح!
وهل كنتَ أنتَ لوجعي السند؟
أمِ الحلمُ كانَ، وفيه خلدت؟
كنتُ أزرعُ فيك الحنينَ ورودًا،
وأنتَ الذي في الهجرِ اجتهدت!
هَجرتُكِ؟ كلا، بل أنتِ البعيدة،
سكنتِ الصمتَ، وجعلتِهِ قصيدة.
أنا منْ أرادَ أن نبقى كما كنّا،
ولكنَّكِ في كلِّ دربٍ عنيدة!
عنيدة؟ بل قلْ كنتَ أنتَ الغريب،
تغيبُ، وتتركُ للحيرةِ نصيب.
أنا منْ وهبتُك قلبًا بلا ترددٍ،
وأنتَ الذي أوصدَ البابَ قريب!
لا ننكرُ الحبَّ، لكنَّا ضعاف،
أثقلتِ قلبي بأحمالِ الخلاف.
ورغمَ الفراقِ الذي كنتِ سببه،
قلبي إليكِ، ما زالَ يشتاقُ ويعاف.
الحبُّ أكبرُ من عتبٍ يقال،
يبقى وإن جارَ علينا المحال.
فرغمَ الأذى، والقسوةِ بيننا،
قلبي إليكَ يعودُ في كلِّ حال
محمود سلمان بن رجب

حديث القدس

يَا قُدسُ أَيَّ كَلَامٍ سَوفَ أَبتَدِئُعَن أَيِّ حَالٍ غَدَونَا فِيه مِن كَدَرِ
بَقَيَّةُ الظُّلمِ جَارَت فِي أَذِيَّتِنَافِي غُربَةِ النَّفسِ وَالأَوطَانِ وَالبَشَرِ
أُفضِي إِلَيكِ البَلَايَا قِصَّةً تُروَىفِي قِطعَتَينِ مِنَ الأَكفَانِ وَالخُمُرِ
نَبكِي مَوَاجِعَ قَهرٍ مِن مَحَاجِرِنَاوَتَذرِفُ العَينُ مِدرَاراً مِنَ العِبَرِ
فَوقَ الغَمَامِ جَلَسنَا نَشتَكِي وَصَباًنُشَاهِدُ المَوتَ لَفَّ الرُّوحَ بالدُّثُرِ
نَرَى السَّمَاءَ اكفَهَرَّت فَوقَنَا غَضَباًتُلقِي عَلَينَا الرَّدَى كَوَابِلِ المَطَرِ
تَأبَى الطُّيُورُ ارتِحَالاً عَن مَسَاكِنِهَاوَتَألَفُ الدَّارَ أَكوَاماً مَنَ الحَجَرِ
وَيَرفُضُ الكَونُ وَالأَقوَامُ جِيرَتَنَاوَسَلَّمَتنَا شِرَارُ الإِنسِ لِلضَّرَرِ
كَأَنَّمَا الدَّهرُ قَد تَاهَت نَوَائِبُهُوَلَم يُلَاقِ سِوَانَا أَصبَرَ الزُّمَرِ
تَعدُو خُطَانَا عَلَى الأَهوَالِ تَارِكَةًثَوبَ المَنَايَا وَأَسمالَاً مِنَ الأَثَرِ
لَم يَبقَ مِنَّا سِوَى مَا خَطَّهُ القَدَرُوَمَا حَمَلنَا عَلَى الأَكتَافِ وَالدُّسُرِ
قَد آثَرَ النَّاسُ فِي الهَيجَاءِ مَقتَلَنَاوَآلَفَت عَينُهُم ذَبحَاً مِنَ النُّحُرِ
نَمُوتُ جُوعاً أَمَامَ العُربِ قَاطِبَةًوَهُم شُهُودٌ بَأَحدَاقٍ بِلَا بَصَرِ
سَبعُونَ عَامَاً وَمَا هَانَت عَزَائِمُنَانُهدِي السَّمَاوَاتِ أَقمَاطاً مِنَ الدُّرَرِ
حُدُودُ وَهمٍ عَلَى الأَورَاقِ قَد رُسِمَتسِجنٌ مِنَ الحِبرِ قَد أَضحَى مِنَ الجُدُرِ
تَنَاسَتِ النَّاسُ أَنسَاباً لها شَرَفٌوَنَحنُ عُربٌ مدى الأَزمَانِ مِن مُضَرِ
فَكُلُّ أَوطَانِنَا فِي القُدسِ جَوهَرُهَاوَكُلُّ أَطفَالِنَا عَلَى خُطَا عُمَر
أحمد أبو راشد

اهديكِ

أهديكِ وردة حمراء خضبها السواد
كبنان الخود خضبها دمي
يا لوعتي على الزمان حين صّدت
و خلتني غريق ببحر المندمِ
ما أبقت الأيام الا صور في خيالي
الحان و ترانيم يتلوها فمي
رسم محياك لم يزل يا أجمل
لوحة جوّدها الرسام بالقلمِ
بعطر شذاها و مياس قدها
و لذيذ حديثها و قوس المباسمِ
يا ريح الصبا سيري في سما نجد
و عرجي ببغداد عليهم سلمي
و خليني في صنعاء وحدي فريداً
و نار الشوق في صدري تَّضرمِ
و قولي لهم ذكرى المودة جمرها
يكوي العروق و يسري في دمي
و خذي مني قبلة تلثم قانية
اللمى عهدتها حمراً مشابهة الدمِ
سيبقى خاطري يرسم من خيالِ
احلام الصبا يبني القصور و يهدمِ
الدكتور صالح مهدي عباس المنديل

ذخر الزاد

بِوَافِرِ ذُخْرِ زَادٍ مِنْ ثَوَابِوَزُهْدِ مَعِيشَةٍ مِنْ مُسْتَطَابِ
وَأُنْسِ مَوَدّةٍ مِنْ أَهْلِ تَقْوَىعَلَى هَدْيِ اَلنُّبُوّةِ وَالْكِتَابِ
مَلَاذُ اَلنَّفْسِ عَنْ فِتَنٍ أَتَتْهَامُزَيَّنَةً زُهَا مِنْ كُلِّ بَابِ
قَصِيرٌ عُمْرُ دُنْيَانَا كَظِلٍّتَدَانَتْ شَمْسُهُ أُفُقَ اَلْغِيَابِ
فَكَيْفَ إِذَا نَهَارُ الْعُمْرِ وَلَّىوَلَيْلُ الْقَبْرِ غُطَّى بِالتُّرَابِ
اَنَا مِنْ خَلْقِ طِينٍ كَيفَ أَقْوَىجَحِيمًا أَجَّ مِنْ صَخْرٍ مُذَابِ
فَمَالِي غَيْرَ أَعْمَالِي نَجَاةٌمِنَ اَلْأَهْوَالِ فِي يَوْمِ اَلْحِسَابِ
رَصِيدٌ يُثْقِلُ اَلْمِيزَانَ يُنْجِيرِقَابًا مِنْ لَظَى نَارِ الْعَذَابِ
فَبُعْدًا لِلرَّذَائِلِ بُعْدَ هَجْرٍوَقُرْبًا لِلْفَضَائِلِ بِانْجِذَابِ
عَلَى اَلْإِيمَانِ أَبْقَى مَا بَقِيتُبَقَاءُ اَلنَّفْسِ مِنْ وَهْمِ السَّرَابِ
كَأَنَّ الْعُمْرَ قَافِلَةٌ خُطَاهَاعَلَى سَهْلٍ وَأَحْيَانًا هِضَابِ
مُحَمَّلَةٌ بِنَا والرَّكْبُ يَمْضِيإِلَى حَطٍّ بِهَا حَمْلُ اَلرِّكَابِ
عايد الشريفي

العطار

لا يصلح العطار ما افسده الزمان
يصلحه مال معى راحه البال
وعشره أولاد وأربع نساوين
طماع لكن مايلحقني ملام
كان أقصى طموحي يقبلني الظمان
وقدام همي وحزني كنت همام
لين صدمتني الدنيا بجيب نيسان
صدم حيط كنت امشي حولها
من الخوف صرت اكره الحيطان
الحيط ماله ذنب لكن أنا ظلام
جيب نيسان صناعه اليابان
اشهد بالله ان من صممه فنان
مدير بن علي القحطاني

يا اغلى من كل حياتي

يا اغلـى من كـل حيـاتي
يا عمري الحاضرُ و الآتي
يا حبٌ يسكن في جسدي
وتبعثــر داخــل ذراتـي
عيناكٖ مصدر قافيتي
من نورها اكتبُ ابياتي
يا اجمـل لحـنٍ اعزفـهُ
فتزولُ جروحي وآهاتي
بوجودكٖ تحلـو ايامـي
وببعدكٖ تسـودُ حيـاتي
اشتاق وشوقي يقتلني
ان غبتٖ وتنزل دمعاتي
يافرحةٰ ايامي الكبرى
بهـواكٖ لملمتُ شتـاتي
واضاءت في عيني الدنيا
والفرحةُ سكنت في ذاتي
كتبها الشاعر زيد عبده علي الحوري الوصابي