| أغلَبُ الحَيّزَيْنِ ما كنتَ فِيهِ | وَوَليُّ النَّمَاءِ مَنْ تَنْمِيهِ |
| ذا الذي أنْتَ جَدُّهُ وَأبُوهُ | دِنْيَةً دونَ جَدّهِ وَأبيهِ |
قصائد الشاعر المتنبي
مجموعة من أجمل قصائد الشاعر ابو الطيب المتنبي تجدونها بهذه الصفحة.
ألناس ما لم يروك أشباه
| ألنّاسُ ما لم يَرَوْكَ أشْباهُ | والدّهْرُ لَفْظٌ وأنتَ مَعْناهُ |
| والجُودُ عَينٌ وأنْتَ ناظِرُها | والبأسُ باعٌ وأنتَ يُمْناهُ |
| أفْدي الذي كلُّ مَأزِقٍ حَرِجٍ | أغْبَرَ فُرْسانُهُ تَحَاماهُ |
| أعْلى قَنَاةِ الحُسَينِ أوْسَطُها | فيهِ وأعْلى الكَميّ رِجْلاهُ |
| تُنْشِدُ أثُوابُنا مَدائِحَهُ | بِألْسُنٍ ما لَهُنّ أفْواهُ |
| إذا مَرَرْنا على الأصَمّ بهَا | أغْنَتْهُ عَنْ مِسْمَعَيْهِ عَيْناهُ |
| سُبحانَ مَن خارَ للكَواكِبِ بالـ | ـبُعْدِ ولَوْ نُلْنَ كُنّ جَدواهُ |
| لَوْ كانَ ضَوْءُ الشّموسِ في يَده | لَصاعَهُ جُودُهُ وأفْنَاهُ |
| يا راحِلاً كُلُّ مَنْ يُوَدّعُهُ | مُوَدِّعٌ دينَهُ ودُنْيَاهُ |
| إنْ كانَ فيما نَراهُ مِنْ كَرَمٍ | فيكَ مَزيدٌ فَزادَكَ الله |
قالوا ألم تكنه فقلت لهم
| قالوا ألَمْ تَكْنِهِ فقُلتُ لَهُمْ | ذلِكَ عِيٌّ إذا وَصَفْنَاهُ |
| لا يَتَوَقّى أبُو العَشائِرِ مِنْ | لَبْسِ مَعاني الوَرَى بمَعْناهُ |
| أفْرَسُ مَنْ تَسْبَحُ الجِيادُ بِهِ | ولَيسَ إلاّ الحَديدَ أمْواهُ |
أحق دار بأن تدعى مباركة
| أحَقُّ دارٍ بأنْ تُدْعَى مُبَارَكَةً | دارٌ مُبارَكَةُ المَلْكِ الذي فِيهَا |
| وَأجْدَرُ الدُّورِ أنْ تُسْقَى بسَاكِنِها | دارٌ غَدا النّاسُ يَستَسقُونَ أهليهَا |
| هَذِه مَنازِلُكَ الأُخْرَى نُهَنّئُهَا | فَمَنْ يَمُرّ على الأولى يُسَلّيهَا |
| إذا حَلَلْتَ مَكاناً بَعدَ صاحِبِهِ | جَعَلْتَ فيهِ على ما قَبْلَهُ تِيهَا |
| لا يُنكَرُ الحِسُّ مِنْ دارٍ تكونُ بها | فإنّ رِيحَكَ رُوحٌ في مَغانِيهَا |
| أتَمَّ سَعْدَكَ مَنْ أعطاكَ أوّلَهُ | وَلا اسْتَرَدّ حَيَاةً مِنكَ مُعطيهَا |
لئن تك طيء كانت لئاما
| لَئِنْ تَكُ طَيّءٌ كَانَتْ لِئَاماً | فألأمُهَا رَبِيعَةُ أوْ بَنُوهُ |
| وَإنْ تَكُ طَيّءٌ كانَتْ كِراماً | فَوَرْدانٌ لِغَيرِهِمِ أبُوهُ |
| مَرَرْنَا مِنْهُ في حِسْمَى بعَبْدٍ | يَمُجّ اللّؤمَ مَنْخِرُهُ وَفُوهُ |
| أشَذَّ بعِرْسِهِ عَنّي عَبيدي | فأتْلَفَهُمْ وَمَالي أتْلَفُوهُ |
| فإنْ شَقِيَتْ بأيديهِمْ جِيادي | لَقد شَقِيَتْ بمُنصُليَ الوُجُوهُ |
| فُدِيتَ بمَاذا يُسَرُّ | وَأنتَ الصّحيحُ بذا لا العَليلُ |
| عَوَاقِبُ هَذا تَسُوءُ العَدُوَّ | وَتَثْبُتُ فيهِمْ وَهذا يَزُولُ |
| رَأى خَلّتي من حَيثُ يخفَى مكانُهَا | فكانَتْ قَذَى عَينَيهِ حتى تجَلّتِ |
| أتُنْكِرُ يا ابنَ إسْحَقٍ إخائي | وتَحْسَبُ ماءَ غَيرِي من إنائي؟ |
| أأنْطِقُ فيكَ هُجْراً بعدَ عِلْمي | بأنّكَ خَيرُ مَن تَحْتَ السّماءِ |
| وأكْرَهُ مِن ذُبابِ السّيفِ طَعْماً | وأمْضَى في الأمورِ منَ القَضاءِ |
| ومَا أرْبَتْ على العِشْرينَ سِنّي | فكَيفَ مَلِلْتُ منْ طولِ البَقاءِ؟ |
| وما استَغرقتُ وَصْفَكَ في مَديحي | فأنْقُصَ مِنْهُ شَيئاً بالهِجَاءِ |
| وهَبْني قُلتُ: هذا الصّبْحُ لَيْلٌ | أيَعْمَى العالمُونَ عَنِ الضّياءِ؟ |
| تُطيعُ الحاسِدينَ وأنْتَ مَرْءٌ | جُعِلْتُ فِداءَهُ وهُمُ فِدائي |
| وهاجي نَفْسِهِ مَنْ لم يُمَيّزْ | كَلامي مِنْ كَلامِهِمِ الهُراءِ |
| وإنّ مِنَ العَجائِبِ أنْ تَراني | فَتَعْدِلَ بي أقَلّ مِنَ الهَبَاءِ |
| وتُنْكِرَ مَوْتَهُمْ وأنا سُهَيْلٌ | طَلَعْتُ بمَوْتِ أوْلادِ الزّناءِ |
| أنَا عاتِبٌ لتَعَتّبِكْ | مُتَعَجّبٌ لتَعَجّبِكْ |
| إذ كُنتُ حينَ لَقيتَني | مُتَوَجّعاً لتَغَيُّبِكْ |
| فَشُغِلْتُ عَنْ رَدّ السّلا | مِ وكانَ شُغلي عنكَ بكْ |
| وَلا عَيبَ فيهم غيرَ أنّ سُيوفَهمْ | بهِنّ فُلُولٌ مِن قِرَاعِ الكتائِبِ |
| تُخُيِّرْنَ من أزمانِ يوْمِ حَليمَةٍ | إلى اليوْم قد جُرِّبْنَ كلّ التّجارِبِ |
أوه بديل من قولتي واها
| أوْهِ بَدِيلٌ مِنْ قَوْلَتي وَاهَا | لمَنْ نَأتْ وَالبَديلُ ذِكْراهَا |
| أوْهِ لِمَنْ لا أرَى مَحَاسِنَها | وَأصْلُ وَاهاً وَأوْهِ مَرْآهَا |
| شَامِيّةٌ طَالَمَا خَلَوْتُ بهَا | تُبْصِرُ في ناظِري مُحَيّاهَا |
| فَقَبّلَتْ نَاظِري تُغالِطُني | وَإنّمَا قَبّلَتْ بهِ فَاهَا |
| فَلَيْتَهَا لا تَزَالُ آوِيَةً | وَلَيْتَهُ لا يَزَالُ مَأوَاهَا |
| كُلُّ جَرِيحٍ تُرْجَى سَلامَتُهُ | إلاّ فُؤاداً رَمَتْهُ عَيْنَاهَا |
| تَبُلُّ خَدّيّ كُلّمَا ابتَسَمَتْ | مِنْ مَطَرٍ بَرْقُهُ ثَنَايَاهَا |
| مَا نَفَضَتْ في يدي غَدائِرُهَا | جَعَلْتُهُ في المُدامِ أفْوَاهَا |
| في بَلَدٍ تُضْرَبُ الحِجالُ بهِ | عَلى حِسَانٍ وَلَسْنَ أشْبَاهَا |
| لَقِينَنَا وَالحُمُولُ سَائِرَةٌ | وَهُنّ دُرٌّ فَذُبنَ أمْوَاهَا |
| كُلُّ مَهَاةٍ كأنّ مُقْلَتَهَا | تَقُولُ إيّاكُمُ وَإيّاهَا |
| فيهِنّ مَنْ تَقْطُرُ السّيُوفُ دَماً | إذا لِسَانُ المُحِبّ سَمّاهَا |
| أُحِبّ حِمْصاً إلى خُناصِرَةٍ | وَكُلُّ نَفْسٍ تُحبّ مَحْيَاهَا |
| حَيثُ التَقَى خَدُّها وَتُفّاحُ لُبْـ | ـنَانَ وَثَغْري عَلى حُمَيّاهَا |
| وَصِفْتُ فِيها مَصِيفَ بَادِيَةٍ | شَتَوْتُ بالصّحصَحانِ مَشتاهَا |
| إنْ أعشَبَتْ رَوْضَةٌ رَعَيْنَاهَا | أوْ ذُكِرَتْ حِلّةٌ غَزَوْنَاهَا |
| أوْ عَرَضَتْ عَانَةٌ مُقَزَّعَةٌ | صِدْنَا بأُخْرَى الجِيادِ أُولاهَا |
| أوْ عَبَرَتْ هَجْمَةٌ بنا تُرِكَتْ | تَكُوسُ بَينَ الشُّرُوبِ عَقرَاهَا |
| وَالخَيْلُ مَطْرُودَةٌ وَطارِدَةٌ | تَجُرّ طُولى القَنَا وَقُصْرَاهَا |
| يُعْجِبُهَا قَتْلُهَا الكُماةَ وَلا | يُنظِرُهَا الدّهْرُ بعدَ قَتْلاهَا |
| وَقَدْ رَأيْتُ المُلُوكَ قاطِبَةً | وَسِرْتُ حتى رَأيْتُ مَوْلاهَا |
| وَمَنْ مَنَايَاهُمْ بِرَاحَتِهِ | يأمُرُهَا فيهِمِ وَيَنْهَاهَا |
| أبَا شُجاعٍ بِفارِسٍ عَضُدَ الدّوْ | لَةِ فَنّاخُسْرُواً شَهَنْشَاهَا |
| أسَامِياً لم تَزِدْهُ مَعْرِفَةً | وَإنّمَا لَذّةً ذَكَرْنَاهَا |
| تَقُودُ مُسْتَحْسَنَ الكَلامِ لَنَا | كما تَقُودُ السّحابَ عُظْمَاهَا |
| هُوَ النّفِيسُ الذي مَوَاهِبُهُ | أنْفَسُ أمْوَالِهِ وَأسْنَاهَا |
| لَوْ فَطِنَتْ خَيْلُهُ لِنَائِلِهِ | لم يُرْضِهَا أنْ تَرَاهُ يَرْضَاهَا |
| لا تَجِدُ الخَمْرُ في مَكارِمِهِ | إذا انْتَشَى خَلّةً تَلافَاهَا |
| تُصَاحِبُ الرّاحُ أرْيَحِيّتَهُ | فَتَسْقُطُ الرّاحُ دونَ أدْنَاهَا |
| تَسُرُّ طَرْبَاتُهُ كَرَائِنَهُ | ثمّ تُزِيلُ السّرُورَ عُقْبَاهَا |
| بكُلّ مَوْهُوبَةٍ مُوَلْوِلَةٍ | قَاطِعَةٍ زِيرَهَا وَمَثْنَاهَا |
| تَعُومُ عَوْمَ القَذاةِ في زَبَدٍ | مِن جُودِ كَفّ الأميرِ يَغشَاهَا |
| تُشْرِقُ تِيجَانُهُ بِغُرّتِهِ | إشْرَاقَ ألْفاظِهِ بمَعْنَاهَا |
| دانَ لَهُ شَرْقُهَا وَمَغْرِبُهَا | وَنَفْسُهُ تَسْتَقِلّ دُنْيَاهَا |
| تَجَمّعَتْ في فُؤادِهِ هِمَمٌ | مِلْءُ فُؤادِ الزّمَانِ إحْداهَا |
| فإنْ أتَى حَظُّهَا بأزْمِنَةٍ | أوْسَعَ مِنْ ذا الزّمانِ أبْداهَا |
| وَصَارَتِ الفَيْلَقَانِ وَاحِدَةً | تَعْثُرُ أحْيَاؤهَا بمَوْتَاهَا |
| وَدارَتِ النّيّرَاتُ في فَلَكٍ | تَسْجُدُ أقْمَارُهَا لأبْهَاهَا |
| ألفَارِسُ المُتّقَى السّلاحُ بِهِ الـ | ـمُثْني عَلَيْهِ الوَغَى وَخَيْلاهَا |
| لَوْ أنْكَرَتْ منْ حَيَائِهَا يَدُهُ | في الحَرْبِ آثَارَهَا عَرَفْنَاهَا |
| وَكَيفَ تَخْفَى التي زِيادَتُهَا | وَنَاقِعُ المَوْتِ بَعضُ سِيمَاها |
| ألوَاسعُ العُذْرِ أنْ يَتِيهَ على الـ | ـدّنْيَا وَأبْنَائِهَا وَمَا تَاهَا |
| لَوْ كَفَرَ العالَمُونَ نِعْمَتَهُ | لمَا عَدَتْ نَفْسُهُ سَجَايَاهَا |
| كالشَمسِ لا تَبتَغي بما صَنَعَتْ | مَعْرِفَةً عِنْدَهُمْ وَلا جَاهَا |
| وَلِّ السّلاطِينَ مَنْ تَوَلاّهَا | وَالجَأْ إلَيْهِ تَكُنْ حُدَيّاهَا |
| وَلا تَغُرّنّكَ الإمَارَةُ في | غَيرِ أمِيرٍ وَإنْ بهَا بَاهَى |
| فإنّمَا المَلْكُ رَبّ مَمْلَكَةٍ | قَدْ أفْعَمَ الخافِقَينِ رَيّاهَا |
| مُبْتَسِمٌ وَالوُجُوهُ عَابِسَةٌ | سِلْمُ العِدى عِندَهُ كَهَيْجاهَا |
| ألنّاسُ كالعَابِدِينَ آلِهَةً | وَعَبْدُهُ كالمُوَحِّدِ اللّهَ |