| هَل للفَصاحَة ِ، وَالسّمَا | حة ِ والعلى عني محيدُ |
| إذْ أنتَ سيدي الذي | رَبّيْتَني وَأبي سَعِيدُ |
| في كلِّ يومٍ أستفيـ | ـدُ منَ العلاءِ ، وأستزيدُ |
| وَيَزِيدُ فيّ إذَا رَأيْـ | ـتُكَ في النّدَى خُلُقٌ جَدِيدُ |
شعر العصر العباسي
اشعار و قصائد شعر من العصر العباسي أجمل قصائد العرب في العصر العباسي.
دَعَوْتُكَ للجَفْنِ القَرِيحِ المُسَهّدِ
| دَعَوْتُكَ للجَفْنِ القَرِيحِ المُسَهّدِ | لَدَيّ، وَللنّوْمِ القَلِيلِ المُشَرّدِ |
| وَمَا ذَاكَ بُخْلاً بِالحَيَاة ِ، وَإنّهَا | لأَوّلُ مَبْذُولٍ لأوّلِ مُجْتَدِ |
| وَمَا الأَسْرُ مِمّا ضِقْتُ ذَرْعاً بحَملِهِ | و ما الخطبُ مما أنْ أقولَ لهُ :قدِ |
| وَما زَلّ عَني أنّ شَخصاً مُعَرَّضاً | لنبلِ العدى ؛ إنْ لمْ يصبْ ؛ فكأن ْقدِ |
| وَلَكِنّني أخْتَارُ مَوْتَ بَني أبي | على صهواتِ الخيلِ ، غيرَ موسدِ |
| وَتَأبَى وَآبَى أنْ أمُوتَ مُوَسَّداً | بأيدي النّصَارَى مَوْتَ أكمَدَ أكبَدِ |
| نضوتُ على الأيامِ ثوبَ جلادتي ؛ | ولكنني لمْ أنضُ ثوبَ التجلدِ |
| و ما أنا إلا بينَ أمرٍ، وضدهُ | يجددُ لي ، في كلِّ يومٍ مجددِ |
| فمِنْ حُسنِ صَبرٍ بالسّلامَة ِ وَاعِدي، | ومنْ ريبِ دهرٍ بالردى ، متوعدي |
| أقلبُ طرفي بينَ خلٍّ مكبلٍ | وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَدِدِ مُصَفَّدِ |
| دَعَوْتُكَ، وَالأبْوَابُ تُرْتَجُ دونَنا، | فكُنْ خَيرَ مَدْعُوٍّ وَأكرَمَ مُنجِدِ |
| فمثلكَ منْ يدعى لكلِّ عظيمة ٍ | و مثليَ منْ يفدى بكلِّ مسودِ |
| أناديكَ لا أني أخافُ منَ الردى | و لا أرتجي تأخيرَ يومٍ إلى غدِ |
| وَقَد حُطّمَ الخَطّيّ وَاختَرَمَ العِدى | و فللَ حدُّ المشرفيِّ المهندِ |
| و لكنْ أنفتُ الموتَ في دارِغربة ٍ ، | بأيدي النّصَارَى الغُلفِ مِيتَة َ أكمَدِ |
| فلا تتركِ الأعداءَ حولي ليفرحوا | وَلا تَقطعِ التّسآلَ عَني، وَتَقْعُدِ |
| وَلا تَقعُدنْ، عني، وَقد سيمَ فِديَتي، | فلَستَ عن الفِعْلِ الكَرِيمِ بِمُقْعَدِ |
| فكمْ لكَ عندي منْ أيادٍ وأنعمٍ ؟ | رفعتَ بها قدري وأكثرتَ حسدي |
| تَشَبّثْ بها أكرُومَة ً قَبْلَ فَوْتِهَا، | وَقُمْ في خلاصي صَادق العزْمِ وَاقعُدِ |
| فإنْ مُتُّ بَعدَ اليَوْمِ عابكَ مَهلكي | معابَ الزراريين ، مهلكَ معبدِ |
| هُمُ عَضَلُوا عَنهُ الفِدَاءَ فأصْبَحُوا | يهدونَ أطرافَ القريضِ المقصدِ |
| و لمْ يكُ بدعاً هلكهُ ؛ غيرَ أنهمْ | يُعَابُونَ إذْ سِيمَ الفِداءُ وَما فُدي |
| فَلا كانَ كَلبُ الرّومِ أرأفَ مِنكُمُ | وَأرْغَبَ في كَسْبِ الثّنَاءِ المُخَلَّدِ |
| و لا يبلغِ الأعداءُ أنْ يتناهضوا | وَتَقْعُدَ عَنْ هَذَا العَلاءِ المُشَيَّدِ |
| أأضْحَوْا عَلى أسْرَاهُمُ بيَ عُوّداً، | وَأنْتُمْ عَلى أسْرَاكُمُ غَيرُ عُوّدِ؟! |
| مَتى تُخلِفُ الأيّامُ مِثلي لكُمْ فَتى ً | طَوِيلَ نِجَادِ السَّيفِ رَحْبَ المُقَلَّدِ؟ |
| مَتى تَلِدُ الأيّامُ مِثْلي لَكْمْ فَتى ً | شَدِيداً عَلى البأساءِ، غَيرَ مُلَهَّدِ؟ |
| فإنْ تَفْتَدُوني تَفْتَدُوا شَرَفَ العُلا، | و أسرعَ عوادٍ إليها ، معوَّدِ |
| وَإنْ تَفْتَدُوني تَفْتَدُوا لِعُلاكُمُ | فتى غيرَ مردودِ اللسانِ أو اليدِ |
| يطاعنُ عنْ أعراضكمْ ؛ بلسانهِ | وَيَضْرِبُ عَنْكُمْ بِالحُسَامِ المُهَنّدِ |
| فَمَا كُلّ مَنْ شَاءَ المَعَالي يَنَالُها، | و لاَ كلُّ سيارٍ إلى المجدِ يهتدي |
| أقِلْني! أقِلْني عَثْرَة َ الدّهْرِ إنّهُ | رماني بسهمٍ ، صائبِ النصلِ ، مقصدِ |
| وَلَوْ لمْ تَنَلْ نَفسي وَلاءَكَ لمْ أكُنْ | لأِورِدَهَا، في نَصرِهِ، كُلّ مَوْرِدِ |
| وَلا كنتُ ألقى الألفَ زُرْقاً عُيُونُهَا | بسَبْعِينَ فِيهِمْ كُلّ أشْأمَ أنكَدِ |
| فلاَ ، وأبي ، ما ساعدانِ كساعدٍ ، | وَلا وَأبي، ما سَيّدَانِ كَسَيّدِ |
| وَلا وَأبي، ما يَفْتُقُ الدّهْرُ جَانِباً | فَيَرْتُقُهُ، إلاّ بِأمْرٍ مُسَدَّدِ |
| و إنكَ للمولى ، الذي بكَ أقتدي ، | و إنك للنجمُ الذي بكَ أهتدي |
| وَأنتَ الّذِي عَرَّفْتَني طُرُقَ العُلا، | وَأنْتَ الّذِي أهْدَيْتَني كلّ مَقْصدِ |
| وَأنْتَ الّذي بَلّغْتَني كُلّ رُتْبَة ٍ، | مشيتُ إليها فوقَ أعناقِ حسدي |
| فَيَا مُلبسي النُّعمَى التي جَلّ قَدرُهَا | لَقَد أخلَقَتْ تِلكَ الثّيابُ فَجَدّدِ |
| ألمْ ترَ أني ، فيكَ صافحتُ حدها | وَفِيكَ شرِبتُ المَوْتَ غَيرَ مُصرَّدِ |
| يَقولونَ: جَنّبْ عادَة ً مَا عَرَفْتَها، | شَدِيدٌ عَلى الإنْسَانِ ما لمْ يُعَوَّدِ |
| فَقُلتُ: أمَا وَاللَّهِ لا قَالَ قَائِلٌ: | شَهدْتُ لَهُ في الحَرْبِ ألأمَ مَشهَدِ |
| وَلَكِنْ سَألقَاهَا، فَإمّا مَنِيّة ٌ | هيَ الظنُّ ، أو بنيانُ عزِّ موطدِ |
| و لمْ أدرِ أنَّ الدهرَ في عددِ العدا؛ | و أنَّ المنايا السودَ يرمينَ عنْ يدِ |
| بَقيتَ ابنَ عبد الله تُحمى من الرّدى ، | وَيَفْدِيكَ مِنّا سَيّدٌ بَعْدَ سَيّدِ |
| بعيشة ِ مسعودٍ ؛ وأيامِ سالمٍ | و نعمة ِ مغبوطٍ ؛ وحالِ محسدِ |
| ولاَيحرمني اللهُ قربكَ ! إنهُ | مرادي منَ الدنيا ؛ وحظي ؛ وسؤددي |
لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُ المجاهدِ
| لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُ المجاهدِ | وَأعْجَزُ مَا حَاوَلْتُ إرْضَاءُ حَاسِدِ |
| و لمْ أرَ مثلي اليومَ أكثرُ حاسداً ؛ | كأنّ قُلُوبَ النّاسِ لي قَلبُ وَاجِدِ |
| ألمْ يَرَ هذا النّاسُ غَيْرِيَ فاضِلاً؟ | وَلمْ يَظْفَرِ الحُسّادُ قَبلي بمَاجِدِ؟! |
| أرى الغلَّ منْ تحتِ النفاقِ ، وأجتني | مِنَ العَسَلِ المَاذِيّ سُمّ الأسَاوِدِ |
| وَأصْبِرُ، مَا لْم يُحْسَبِ الصَّبْرُ ذِلّة ً، | وَألْبَسُ، للمَذْمُومِ، حُلّة حَامِدِ |
| قليلُ اعتذارٍ ، منْ يبيتُ ذنوبهُ | طِلابُ المَعَالي وَاكتِسَابُ المَحامِدِ |
| و أعلمُ إنْ فارقتُ خلاَّ عرفتهُ ، | و حاولتُ خلاً أنني غيرُ واجدِ |
| وَهل غضَّ مني الأسرُ إذْ خفّ ناصري | و قلَّ على تلكَ الأمورِ مساعدي |
| ألا لا يُسَرّ الشّامِتُونَ، فَإنّهَا | مَوَارِدُ آبَائي الأولى ، وَمَوَارِدِي |
| و كمْ منْ خليلٍ ، حينَ جانبتُ زاهداً | إلى غَيرِهِ عَاوَدْتُهُ غَيرَ زَاهِدِ! |
| وماكلُّ أنصاري من الناس ناصري | ولاَ كلَّ أعضادي،منَ الناسِ عاضدي |
| وَهَل نافعي إنْ عَضّني الدّهرُ مُفرَداً | إذا كانَ لي قومٌ طوالُ السواعدِ |
| وَهَلْ أنَا مَسْرُورٌ بِقُرْبِ أقَارِبي | إذا كانَ لي منهمْ قلوبُ الأباعدِ؟ |
| أيا جاهداً ، في نيلِ ما نلتُ منْ علاَ | رويدكَ ! إني نلتها غيرَ جاهدِ |
| لَعَمْرُكَ، مَا طُرْقُ المَعَالي خَفِيّة ٌ | وَلَكِنّ بَعضَ السّيرِ ليسَ بقَاصِدِ |
| و يا ساهدَ العينينِ فيما يريبني ، | ألا إنّ طَرْفي في الأذى غَيرُ سَاهِدِ |
| غفلتُ عنِ الحسادِ ، منْ غيرِ غفلة ٍ ، | وَبِتّ طَوِيلَ النّوْمِ عَنْ غَيْرِ رَاقِدِ |
| خليليَّ ، ما أعددتما لمتيمٍ | أسِيرٍ لَدى الأعداءِ جَافي المَرَاقِدِ؟ |
| فريدٍ عنِ الأحبابِ صبٍّ ، دموعهُ | مثانٍ ، على الخدينِ ، غيرُ فرائدِ |
| إذا شِئتُ جاهَرْتُ العدوّ، وَلمُ أبتْ | أُقَلّبُ فَكْري في وُجُوهِ المَكَائِدِ |
| صبرتُ على اللأواءِ ، صبرَ آبنِ حرة ٍ ، | كثيرِ العدا فيها ، قليلِ المساعدِ |
| فطاردتُ، حتى أبهرَ الجريُ أشقري، | وضاربتُ حتى أوهنَ الضربُ ساعدي |
| و كنا نرى أنْ لمْ يصبْ ، منْ تصرمتْ | مَوَاقِفُهُ عَن مِثلِ هَذي الشّدائِدِ |
| جمعتُ سيوفَ الهندِ ، منْ كلِّ بلدة ٍ ، | وَأعْدَدْتُ للهَيْجَاءِ كُلّ مُجَالِدِ |
| وأكثرْتُ للغَاراتِ بَيْني وَبَيْنَهُم | بناتِ البكيرياتِ حولَ المزاودِ |
| إذا كانَ غيرُ اللهِ للمرءِ عدة ٌ ، | أتَتْهُ الرّزَايَا مِنْ وُجُوهِ الفَوَائِدِ |
| فَقد جَرّتِ الحَنفاءُ حَتفَ حُذَيْفَة ٍ | و كانَ يراها عدة ً للشدائدِ |
| وَجَرّتْ مَنَايَا مَالِكِ بنِ نُوَيْرَة ٍ | عقيلتهُ الحسناءُ ؛ أيامَ ” خالدِ “ |
| وَأرْدى ذُؤاباً في بُيُوتِ عُتَيْبَة ٍ، | أبوهُ وأهلوهُ ؛ بشدوِ القصائدِ |
| عسى اللهُ أنْ يأتي بخيرٍ ؛ فإنَّ لي | عوائدَ منْ نعماهُ ، غيَرَ بوائدِ |
| فكمْ شالني منْ قعرِ ظلماءَ لمْ يكنْ | ليُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُ حاشِدِ |
| فإنْ عدتُ يوماً ؛ عادَ للحربِ والعلاَ | وَبَذْلِ النّدى وَالجُودِ أكرَمُ عائِدِ |
| مَرِيرٌ عَلى الأعْدَاءِ، لَكِنّ جارَهُ | إلى خَصِبِ الأكنافِ عَذبِ المَوَارِدِ |
| مُشَهًّى بِأطْرَافِ النّهارِ وَبَيْنَهَا | لَهُ مَا تَشَهّى ، مِنْ طَرِيفٍ وَتالِدِ |
| مَنَعتُ حِمى قَوْمي وَسُدتُ عَشيرَتي | وَقَلّدْتُ أهْلي غُرّ هَذِي القَلائِدِ |
| خَلائِقُ لا يُوجَدْنَ في كُلّ ماجِدِ، | وَلَكِنّهَا في المَاجِدِ ابنِ الأمَاجِدِ |
سلام رائح غاد
| سَلامٌ رائِحٌ، غادِ | عَلى سَاكِنَة ِ الوَادِي |
| عَلى مَنْ حُبّهَا الهَادَي | إذَا مَا زُرْتُ، وَالحَادِي |
| أُحِبُّ البَدْوَ، مِنْ أجْلِ | غزالٍ ، فيهمُ بادِ |
| ألاَ يا ربة َ الحليِ ، | على العاتقِ والهادي |
| لقدْ أبهجتِ أعدائي | و قدْ أشمتِ حسادي |
| بِسُقْمٍ مَا لَهُ شافٍ، | و أسرٍ ما لهُ فادِ |
| فَإخْوَاني وَنُدْمَاني | و عذاليَ عوادي |
| فَمَا أَنْفَكّ عَنْ ذِكْراكِ | في نَوْمٍ وَتَسْهَادِ |
| بشوقٍ منكِ معتادِ | وَطَيْفٍ غَيْرِ مُعْتَادِ |
| ألا يا زائرَ الموصـ | ـلِ حيِّ ذلكَ النادي |
| فَبِالمَوْصِلِ إخْوَاني، | و بالموصلِ أعضادي |
| فَقُلْ لِلقَوْمِ يَأتُونِـ | ـي منْ مثنى وأفرادِ |
| فعندي خصبُ زوارٍ | و عندي ريُّ ورادِ |
| وَعِنْدِي الظّل مَمْدُوداً | عَلى الحَاضِرِ وَالبَادِي |
| ألاَ لاَ يَقْعُدِ العَجْزُ | بكمْ عنْ منهلِ الصادي |
| فَإنّ الحَجّ مَفْرُوضٌ | معَ الناقة ِ والزادِ |
| كفاني سطوة َ الدهرِ | جوادٌ نسلُ أجوادِ |
| نماهُ خيرُ آباءٍ | نَمَتْهُمْ خَيْرُ أجْدَادِ |
| فَمَا يَصْبُو إلى أرْضٍ | سوى أرضي وروادي |
| وقاهُ اللهُ ، فيما عـا | شَ، شَرَّ الزّمَنِ العَادِي |
وَزِيَارَة ٍ مِنْ غَيرِ وَعْدِ
| وَزِيَارَة ٍ مِنْ غَيرِ وَعْدِ، | في لَيْلَة ٍ طُرِقَتْ بِسَعْدِ |
| بَاتَ الحَبِيبُ إلى الصّبَا | حِ معانقي خداً لخدِّ |
| يُمْتَارُ فيّ وَنَاظِري | ما شئتَ منْ خمرِ ووردِ |
| قَدْ كَانَ مَولايَ الأجـ | ـلّ، فَصَيّرَتْهُ الرّاحُ عَبْدِي |
| لَيْسَتْ بِأوّل مِنّة ٍ | مشكورة ٍ للراحٍِ عندي |
ليسَ جوداً عطية ٌ بسؤالِ
| ليسَ جوداً عطية ٌ بسؤالِ | قدْ يهزُّ السؤالِ غيرَ الجوادِ |
| إنّما الجُودُ مَا أتَاكَ ابْتِدَاءً | لَمْ تَذُقْ فِيهِ ذلّة َ التّرْدَادِ |