هوَذا الفَجرُ فَقُومي نَنصَرِف | عَن دِيارٍ ما لَنا فيها صَديق |
ما عَسى يَرجو نَباتٌ يختلف | زَهرُه عَن كُلِّ وردٍ وَشَقيق |
وَجَديدُ القَلبِ أَنّى يَأتَلف | مع قُلوب كُلُّ ما فيها عَتيق |
هوَذا الصُّبحُ يُنادي فَاِسمَعي | وَهَلمّي نَقتَفي خُطواته |
قَد كَفانا مِن مَساء يَدّعي | أَنّ نُورَ الصُّبحِ مِن آياتِهِ |
قَد أَقَمنا العُمرَ في وادٍ تَسير | بَينَ ضلعَيهِ خَيالات الهُموم |
وَشهِدنا اليأسَ أَسراباً تَطير | فَوقَ مَتنَيهِ كَعقبانٍ وَبُوم |
وَشَربنا السّقمَ مِن ماء الغَدير | وَأَكَلنا السُمّ مِن فَجّ الكُرُوم |
وَلَبِسنا الصَبر ثَوباً فالتَهَب | فَغَدَونا نَتَرَدّى بِالرّماد |
وَاِفتَرَشناهُ وِساداً فَاِنقَلَب | عِندَما نِمنا هَشيماً وَقتاد |
يا بِلاداً حُجِبَت مُنذُ الأَزَل | كَيفَ نَرجوكِ وَمِن أَيّ سَبيل |
أَيّ قَفرٍ دونَها أَيّ جَبَل | سُورها العالي وَمَن مِنّا الدَّليل |
أَسرابٌ أَنتَ أَم أَنتَ الأَمَل | في نُفوسٍ تَتَمنّى المُستَحيل |
أَمَنامٌ يَتَهادى في القُلوب | فَإِذا ما اِستَيقَظَت وَلّى المَنام |
أَم غُيومٌ طُفنَ في شَمس الغُروب | قَبلَ أَن يَغرَقنَ في بَحر الظَّلام |
يا بِلاد الفِكر يا مَهدَ الأُلى | عَبدوا الحَقَّ وَصَلّوا لِلجَمال |
ما طَلَبناكَ بِرَكبٍ أَو عَلى | مَتنِ سُفنٍ أَو بِخَيلٍ وَرحال |
لَستُ في الشَّرقِ وَلا الغَربِ وَلا | في جنوبِ الأَرض أَو نَحوَ الشّمال |
لَستُ في الجَوّ وَلا تَحتَ البِحار | لَستُ في السَّهلِ وَلا الوَعرِ الحَرج |
أَنتَ في الأَرواحِ أَنوارٌ وَنار | أَنتَ في صَدري فُؤادي يَختَلج |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
الخير في الناس مصنوع إذا جبروا
الخَيرُ في الناسِ مَصنوعٌ إِذا جُبرُوا | وَالشرُّ في الناسِ لا يَفنى وَإِن قُبرُوا |
وَأَكثَرُ الناسِ آلاتٌ تُحرّكُها | أَصابِعُ الدَّهرِ يَوماً ثُمَّ تَنكَسِرُ |
فَلا تَقولَنّ هَذا عالمٌ عَلمٌ | وَلا تَقولَنّ ذاكَ السَّيدُ الوَقرُ |
فَأَفضَلُ الناسِ قطعانٌ يَسيرُ بِها | صَوتُ الرُّعاةِ وَمَن لَم يَمشِ يَندَثِرُ |
لا فضل إلا فضل أم على ابنها
لا فَضْلَ إلاّ فَضْل أُمٍّ عَلى ابْنِها | كَفَضْلِ أبي الأشْبالِ عندَ الفَرَزْدقِ |
تَدارَكَني مِنْ هُوّةٍ كانَ قَعْرُهَا | ثَمَانِينَ بَاعاً للطّويلِ العَشَنَّقِ |
إذا ما تَرَامَتْ بامرِىءٍ مُشْرِفَاتها | إلى قَعْرِهَا لمْ يدْرِ مِنْ أينَ يَرْتَقي |
طَليقُ أبي الأشبالِ أصْبَحتُ شاكِراً | لَهُ شَعْرُ نُعْمَى فَضْلُها لمْ يُرَنَّقِ |
أبَعْدَ الّذي حَطّمْتَ عَني وَبَعْدَما | رَأيْتُ المَنَايَا فَوْقَ عَيْنيّ تَلْتَقي |
حَطَمتَ قُيودي حَطْمَةً لم تَدعْ لها | بِساقيّ، إذْ حَطّمْتَها من مُعَلَّقِ |
لَعمْرِي لَئِنْ حَطّمْتَ قَيْدي لطالما | مَشَيْتُ بقَيْدي رَاسِفاً غَيرَ مُطْلَقِ |
سَتَسْمَعُ ما أُثْني عَلَيكَ إذا التَقَتْ | غَرَائِبُ تَأتي كُلَّ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ |
فَأنْتَ سَواءٌ والسَّماكُ إذا التَقى | على مُمْحِلٍ بالوَائِلِ المُتعَسِّقِ |
وَلَسْتُ بِنَاسٍ فَضْلَ رَبّي وَنِعْمَةً | خَرَجْتُ بهَا مِنْ كُلّ مَوْتٍ محَدِّقِ |
وَما مِنْ بَلاءٍ مِثْلُ نَفْسٍ رَدَدْتَها | إلى حَيْثُ كانَتْ وهي عند المُخَنَّقِ |
وإنّ أبا الأشْبَالِ ألْبَسَني لَهُ | عَليّ رِدَاءَ الأمْنِ لَمْ يَتَخَرَقِ |
وَفَضْلُ أبي الأشْبَالِ عِندي كَوَابِل | على أثَرِ الوَسْمِيّ للأرْضِ مُغْدِقِ |
وَإنّ أبَا أُمّي وَجَدّي أبَا أبي | وَلَيلى عَلَوْا بي ساعدَيْ كلّ مُرْتَقي |
بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما
بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما | و احتلتِ الشرعَ فالأجزاعَ من إضما |
إحْدى بَلِيٍّ، وما هامَ الفُؤادُ بها | إلاّ السفاهَ، وإلاّ ذكرة ً حلما |
ليستْ منَ السودِ أعقاباً إذا انصرفتْ | ولا تبيعُ، بجنبيْ نخلة، البرما |
غراءُ أكملُ منْ يمشي على قدم | حُسْناً وأمْلَحُ مَن حاوَرْتَهُ الكَلِمَا |
قالت: أراكَ أخا رَحْلٍ وراحِلَة ٍ | تغشى متالفَ، لن ينظرنك الهرما |
حياكِ ربي، فإنا لا يحلْ لنا | لهوُ النساءِ، وإنّ الدينَ قد عزما |
مشمرينَ على خوصٍ مزممة ٍ | نرجو الإلهَ، ونرجو البِرّ والطُّعَمَا |
هَلاّ سألْتِ بَني ذُبيانَ ما حَسَبي | إذا الدّخانُ تَغَشّى الأشمَطَ البَرما |
وهَبّتِ الرّيحُ مِنْ تِلقاءِ ذي أُرُلٍ | تُزجي مع اللّيلِ من صُرّادِها صِرَمَا |
صُهبَ الظّلالِ أتَينَ التّينَ عن عُرُضٍ | يُزْجينُ غَيْماً قليلاً ماؤهُ شَبِمَا |
يُنْبِئْكِ ذو عرِضهِمْ عني وعالمهُم | وليسَ جاهلُ شيءٍ مثلَ مَن عَلِمَا |
إنّي أُتَمّمُ أيساري، وأمْنَحُهُمْ | مثنى الأيادي، وأكسو الجفنة َ الأدما |
واقطعُ الخرقَ بالخرقاءِ، قد جعلتْ | بعدَ الكَلالِ، تَشكّى الأينَ والسّأمَا |
كادَتْ تُساقِطُني رَحلي وميثرَتي | بذي المَجازِ ولم تُحسِسْ به نَعَمَا |
من قولِ حرِمِيّة ٍ قالتْ وقد ظَعَنوا | هل في مخفيكمُ من يشتري أدما |
قلتُ لها، وهيَ تسعى تحتض لبتها | لا تحطمنكِ إنّ البيعَ قد زرما |
باتتْ ثلاثَ ليالٍ، ثم واحدة | بذي المَجازِ، تُراعي مَنزِلاً زِيَمَا |
فانشقّ عنها عمودُ الصبح، جافلة ً | عدوَ الحوص تخافُ القانصَ اللحما |
تَحيدُ عن أسْتَنٍ، سُودٍ أسافِلُهُ | مشيَ الإماءِ الغوادي تحملُ الحزما |
أو ذو وشومٍ بحوضي باتَ منكرساً | في ليلة ٍ من جُمادى أخضَلتْ دِيَمَا |
باتَ بحقفٍ من البقارِ، يحفزهُ | إذا استَكَفّ قَليلاً، تُربُهُ انهدَمَا |
مولي الريحِ روقيهِ وجبهتهُ | كالهِبْرَقيّ تَنَحّى يَنفُخُ الفَحَمَا |
حتى غدا مثلَ نصلِ السيفِ منصلتاً | يَقْرُو الأماعِزَ مِنْ لبنانَ والأكَمَا |
خمرة في بابل قد صهرجت
خَمرَة ٌ في بابلٍ قد صُهِرجَتْ | هكذا أَخْبَرَ حاخَامُ اليَهُودْ |
أوْدَعُوها جَوفَ دَنٍّ مُظلِمٍ | ولَدَيْه بَشًّرُوها بالخُلُودْ |
سألوا الكُهّانَ عن شارِبِها | وعَنِ السَّاقي وفي أيِّ العُهُودْ |
فأجابُوهُم: فَتى ً ذو مِرَّة ٍ | من نَبي مِصرٍ له فَضلٌ وجُودْ |
مُغْرَمٌ بالعُودِ والنايِ مَعاً | مُولَعٌ بالشُّربِ والناسُ هُجُودْ |
هَمُّه فَصدُ دِنانٍ ونَدى ً | وأبوهُ هَمُّه جَمْعُ النُّقُودْ |
أخشى مربيتي إذا
أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا | طَلَعَ النَّهارُ وأفزَعُ |
وأظلُ بين صواحبِي | لعِقابِها أَتَوَقَّعُ |
لا الدَّمعُ يَشفَعُ لي ولا | طُولُ التَّضَرُّعِ يَنْفَعُ |
وأَخافُ والِدَتي إذا | جَنَّ الظَّلامُ وأجزعُ |
وأبيتُ أرتقِبُ الجزَا | ءَ وأعْيُنِي لاَ تَهْجَعُ |
ما ضَرَّني لو كنتُ أسْـ | تمعُ الكَلامَ وأخضعُ |
ما ضَرَّنِي لو صُنْتُ أثْـ | وابِي فلاَ تتقطَّعُ |
وحَفِظْتُ أوراقي بمَحْـ | فَظَتِي فلاَ تَتَوَزَّعُ |
فأعيشُ آمِنَة ً وأَمـْ | رَعُ في الهناءِ وأرتعُ |