المستحيل

أموت اشتياقا
أموت احتراقا
وشنقا أموت
وذبحا أموت
ولكنني لا أقول
مضى حبنا و انقضى
حبنا لا يموت
قصيدة محمود درويش

أغنيات حب إلى إفريقيا

هل يأذن الحُرّاس لي بالانحناءْ
فوق القبور البيض يا إفريقيا؟
ألقتْ بنا ريح الشمال إليك
واختصر المساء
أسماءنا الأولى
وكُنّا عائدين من النهار
بكآبة التنقيب عن تاريخنا الآتي
وكنّا متعبين
ضاع المغنّي والمحاربُ والطريق إلى النهار
من أنت؟
~~~~
عصفور يجفّفُ ريشه الدامي
وكيف دخلت؟
كان الأفق مفتوحاً؟
وكان الأوكسجين
ملء الفضاء
وما تريد الآن؟
ريشةَ كبرياء
وأريد أن أرث الحشائش والغناء
فوق القبور البيض.. يا إفريقيا
~~~~
هل يأذن الحراس لي بالاقتراب
من جُثَّة الأبنوس.. يا إفريقيا؟
ألقتْ بنا ريح الشمال إليك،
واختبأ السحابْ
في صدرك العاري
ولم تُعلن صواعقنا حدود الاغترابْ
~~~~
والشمسُ بالمجّان مثل الرمل والدم
والطريق إلى النهار
يمحو ملامحنا، ويتركنا نعيد لانتظار
صَفّاً من الأشجار والموتى
تحّبكِ
نشتهي الموت المؤقّت
نشتهيه ويشتهينا
نلتف بالمدن البعيدة والبحار
لنفسر الأمل المفاجئ
والرجوعَ إلى المرايا
من أنتَ؟
جنديُّ يعود من التراب
بهمزيمة أُخرى وصورة قائد
ماذا تريد؟
بيتاً لأمعائي وطفلاً من حديد
وأُريد صكَّ براءتي
~~~~
وأريد يا إفريقيا
ماذا تريد؟
أريد أن أرث السحاب
من جُثَّة الأبنوس.. يا إفريقيا
ألقت بنا ريح الشمال إليك
يا إفريقيا
ألقتْ بنا ريح الشمال
لنكون عُشّاقاً وقتلى
وبدون ذاكرةٍ ذكرنا كل شيء عن ملامحنا
ووجُهك فوق خارطة الظلال
مرّ المغني تحت نافذةٍ
وخبّأ صوته في راحتيه
سرّاً يحبّك أو علانيةً يمرّ
وينحني كالقوس، يا إفريقيا
وحشيّتان
عيناك-يا إفريقيا- وحزينتان
~~~~
عيناك كالحبّ المفاجئ
كالبراءة حين تُفترعُ البراءة
مرّ المغني تحت نافذة
وأعلن يأسه
من أنت؟
عاشق
من أين جئت؟
أنا من سلالات الزنابق والمشانق
والريح تحبل.. ثم تُنجبني
وترميني على كل الجهات
ماذا تريد؟
أُريد ميلاداً جديد
وأريد نافذة جديدهْ
لأحبّها سرّاً وتقتلني علانيةً
وأرحل عنك.. يا إفريقيا
قصيدة لشاعر فلسطين محمود درويش

السجين و القمر

في آخر الليل التقينا تحت قنطرة الجبال
منذ اعْتُقِلتُ وأنت أدرى بالسببْ
ألان أغنية تدافع عن عبير البرتقال
وعن التحدي والغضب
دفنوا قرنفلة المغني في الرمال
~~~~
عَلمانِ نحن على تماثيل الغيوم الفستقية
بالحب محكومان باللون المغني
كلُّ الليالي السودُ تسقط في أغانينا ضحية والضوء يشرب ليل أحزاني وسجني
فتعال ما زالت لقصتنا بقيهْ
سأحدث الَّجان حين يراك
عن حب قديمْ
فلربما وصل الحديث بنا إلى ثمن الأغاني
هذا أنا في القيد أمتشق النجوم
وهو الذي يقتات ، حراً من دخاني
ومن السلاسل والوجوم
~~~~
كانت هويتنا ملاييناً من الأزهار
كنا في الشوارع مهرجان
الريح منزلنا
وصوت حبيبتي قُبَلٌ
وكُنْتَ الموعدا
لكنهم جاؤوا من المدن القديمةِ
من أقاليم الدخان
كي يسحبوها من شراييني
فعانقت المدى
والموت والميلاد في وطني المؤلَّه توأمان
ستموت يوماً حين تعنينا الرسوم عن الشجر
وتباع في الأسواق أجنحة البلابلْ
وأنا سأغرق في الزحام غداً , وأحلم بالمطر
وأحدث المسراء عن طعم السلاسل
وأقول موعدنا القمر
شعر محمود درويش

أعظم أعمالي

إذا سألوني عن أهم قصيدة
سكبت بها نفسي وعمري وآمالي
كتبت بخطٍ فارسيٍ مذهَّبٍ
على كلِّ نجمٍ أنتِ أعظمُ أعمالي
Nizar Qabbani Poem

تعالي البارحة

إن كان لا يمكنك الحضورلأي عذرٍ طارئٍ
سأكتفي بالرائحةإن كان لا يمكن أن تأتي غداً
لموعديإذن تعالي البارحة
شعر نزار قباني

هتمت قريبة يا أخا الأنصار

هُتِمَتْ قَرِيبَةُ، يا أخَا الأنْصَارِفَاغْضَبْ لِعرْسِكَ أنْ تُرَدّ بَعارِ
وَاعْلَمْ بَأنّكَ ما أقَمْتَ على الذيأصْبَحَتْ فِيهِ مُنَوَّخٌ بِصَغَارِ
إنّ الحَلِيلَةَ لا يَحِلّ حَرِيمُهَاوَحَلِيلُهَا يَرْعَى حِمى الأحْرَارِ
ولَعَمْرُ هَاتِمِ في قَرِيبَةَ ظَالِماًمَا خَافَ صَوْلَةَ بعْلِهَا البَرْبَارِ
وَلَوَ أنّهُ خَشِيَ الدَّهَارِس عِنْدَهُلَمْ تَرْمِهِ بِهَوَاتِكِ الأسْتَارِ
وَلَوْ أنّهُ في مَازِنٍ لَتَنَكّبَتْعَنْهُ الغَشِيمَةُ آخِرَ الأعْصَارِ
وَلَخَافَ فَرْسَتَهُ، وَهَزّتَنَا بِهِوَشَبَاةَ مِخْلَبِهِ الهِزَبرُ الضّارِي
وَلَبُلّ هَاتِمُ في قَعِيدَةِ بَيْتِهِمِنْهُ، بِأرْوَعَ فَاتِكٍ مِغْيَارِ
طَلاّعِ أوْدِيَةٍ يُخَافُ طِلاعُهَايَعظِ العَزِيمَةِ مُحْصَدِ الأمْرَارِ
مُتَفَرِّدٍ في النّائِبَاتِ بِرَأيِهِإنْ خَافَ فَوْتَ شَوَارِدِ الآثَارِ
لا يَتّقي إنْ أمْكَنَتْهُ فُرْصَةٌدُوَلَ الزّمَانِ، نَظارِ قالَ نَظارِ
وَلَما أقَامَ وَعِرْسُهُ مَهْتُومَةٌمُتَضَمِّخاً بِجَدِيّةِ الأوْتَارِ
مُتَبَذِّياً ذَرِبَ اللّسَانِ مُفَوَّهاًمُتَمَثِّلاً بِغَوَابِرِ الأشْعَارِ
يُهْدِي الوَعيدَ وَلا يَحوطُ حَرِيمَهُكَالكَلْبِ يَنْبَحُ مِنْ وَرَاءِ الدّارِ
قصيدة شعر للفرزدق