حلمٌ تناثر في الأفق البعيد، ينتشي بالحب رسول |
في كل قلب قصيدة، نبضها صادق الوصال |
غنت الطيور بعذب الألحان، لحنٌ يخفق بالجمال |
في الروح شوق، وفي النظرات لغة، تنطق بالآمال |
رسمت على جدار الزمن قصة، لونها مزيج الأطياف والميل |
كلماتها من نسج الخيال، عنوانها أمل يتجدد ويشع بالجلال |
على وتر الأحلام أعزف نغمة، غزلت من خيوط الخيال |
فيها القصائد تنبض حياة، والأبيات تغني بلسان الحال |
سير الليالي شاهد على الوفاء، في كل مساء يحكي قصة وصال |
وفي القلوب نارٌ توقد شوقاً، للقاء يطفئ لهيب السؤال |
ترحل الأيام مخلفةً وراءها، ذكريات تحكي عن العشق الأصيل |
وفي القلوب حلم يتجدد، بلقاء يجمع الشتات ويهزم الرحيل |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
غريق
أراها تضحك في الصباح وتبتسم |
وقلبي هنا بالابتسامة يرتسم |
أقول بأني لن أغادر قبل أن |
أقول لها عن ما بقلبي من الكلم |
فيحدث لي شيء من الخوف والخجل |
وتذهب أقدامي ويملؤني السقم |
فأبعد عنها وأعلم أني قد أجن |
أراها تذهب ثم يقتلني الندم |
ويبكي قلبي قبل عيني كالمطر |
كأن قلبي غريق في بحر الحمم |
فيهدأ قلبي بالصديق وقربها |
ولا يهدأْ قلبي بناس تختصم |
أحب الناس ورغم أني قد طعنت |
يراني الناس كالذباب منعدم |
يحاربني كل العوام بسيفهم |
أراوغ منهم ما استطعت وأنتقم |
فأقع جريحا بالأحقاد وبعدها |
يعالج جرحي بالصديق ويلتأم |
يعالج أيضا بالحبيب وقربه |
يعالج قلبي إن رآها تبتسم |
رقيقة هي ذات حسن دائم |
جميلة هي بالحجاب تعتصم |
إذا نطقت بالحسن تنطق دائما |
إذا قدمت فالنور جاء لكي يعم |
أصابتني بالسهم فور قدومها |
إصابتها قد عذبتني فلم أنم |
أفكر فيها كل يوم بكثرة |
أفكر فيها إن أصابني الألم |
أفكر فيها كي أكون محسنا |
فتأتيني هي كالدواء وكالنعم |
تعالجني بأريجها وجمالها |
تخيط قلبي بالمحاسن والكرم |
أردت دوما أن تكون بقربي |
أقول لها عن ما بقلبي من الكلم |
نفحات ريفية
دُومِي حياةً في تَعابِيري | كالرُّوحِ في رَفِّ الزَّرازيرِ |
حطِّي على وِديانِ أورِدَتي | واستتنزِفي نَبضي وتَفكيري |
حتَّى يفيضَ الحُبُّ في حَرثِي | زرعًا على كُلِّ المقاديرِ |
ولنَحتَفي بالأُنسِ ما أغنَى | ساعاتِنا خَطوُ المَشاويرِ |
في حَضرَةِ الإشراقِ ذِي النَّجوى | في الصُّبحِ بينَ الحقلِ والبِيرِ |
في غَمرَةِ الرّعيانِ إذ هَتفوا | يشدونَ في شَمِّ التَّنانيرِ |
وعلى خُطا “الطّليان” ريحُ سنابل | تُهدِي المَحَبَّةَ بِالحَذافِيرِ |
وعلَى كؤوسِ الشَّايِ إيذانٌ | وهديرُ تحنانِ البَوابيرِ |
فلقَ السَّنا بالفَجرِ مُنتشيًا | وانشقَّ جلبابُ الدَّياجيرِ |
أعجوبةٌ شهدَ الزَّمانُ لها | ليسَت كأضغاثِ الأساطيرِ |
فراق
هفا كطيف ورمق | ريم حليُّ الحدق |
مرقت نظرته وسبتني | ولازمنى الأرق |
فصار اللب في خدر | وترى الفؤاد قد سرق |
فقلت لنفسي إنما هي برهة | ما تلبث كالشفق |
مر كطيف بلا | سلام ثم كان المفترق |
فتجملي يا نفس إنى | لألاقي ما أطق |
من هول البين ووحشته | وذاك الأغن المنطلق |
قالت لي النفس إني | لأرثي لحالك من فراق |
لكن ذكراه أمل | للقاء والعناق |
أتدري أن ذاك ثقل | لو علمتِ لا يطاق |
كلما لاح الصباح | قد أجدّ الإشتياق |
أو توارى في الرواح | حمل صدري ظل باق |
قد غلبت الأمر منى | ثم أحكمت الوثاق |
ثم قلت ذاك قلب | يبتغيني فليعذبه الفراق |
الفراق هذا عذاب | غَزُرَ عن دم يراق |
فجرح قلب ليس يبلى | وجرح جسم قد أفاق |
ردي عليك
ودَدْتُ َيْوما أَن أُهْدِيكِ سَلَاَمَ الْعِيدِ | يا أقرب الناس ِمن قَرِيبٍ وَبَعيدِ |
لَا النُّكْرَانُ مِنْكِ أَضَرَّ ِبمْغترب | قَارَعَ الزَّمَانَ بأعَصاب ِمْن حَديدِ |
دَمَّرَتْنِي َطِيبة َقْلِبِِي وَلكنِني | َكاْْلبحر أنقلب عَلَى كل عَنِيدٍ |
أَتَلَهَّى بِالصَّبْرِ إِذَا سَاءَتِ الْحَالُ | الْبَحْرَ يُهْدَأُ وَأَمْوَاجَهُ جَلِيدِ |
رُحْمَاَكَ ياقلب مِنْ وَقَاحَةِ زَمَنٍ | يَسْمَعُنِي وَلَا يَفْقَهُ مَعْنَى قَصِيدِي |
عَصَفَتْ ِرَياُح السِّنيْن بِأَعْمَارِنَا | وَشَاب َعَلْيَنا الزَّمَانُ دُونَ جَديدِ |
لَا تسفك ِدَماُء اْلَقَراَبِة حُزْنًا | إِنَّمَا الْمَوْتُ لَا يقر ِباْلمَواعيدِ |
ألا فاعلما
ألا فَاعْلَمَا أَنَّا عَلَى الْعَهْدِ صَادِيَا | وَكُلٌّ إِذَا مَا لَمْ يَرُقْهُمْ سَوَاسِيَا |
تَعلّم بِأنَّا عاثِمي الجُرحِ فِي غِنى | عنِ النَّاسِ حُجّاجٌ لنا اللهُ راعيا |
أبيتُ الدُّجى مُتْقلِّبًا بينَ مَوجهِ | نَدامايَ فيهِ الصبْرُ والشِّعرُ شاجيا |
فلَسْتُ الَّذِي يُرْدِيهِ ثَكْلٌ بِتَائِقٍ | وَلَكِنْ ردَايَا إِنْ عَلَوْتُمْ مُرَادِيَا |
وَلِي دُونَكمْ أَحْمَالُ عزّ وَنَادِرٌ | لَجُزْتُ الْمَدَى إِنْ حَاكَ مِنِّي الْقَوَافِيَا |
وَلَا شَيْءَ إِلَّا مُسْتَقِيمٌ وراجحٌ | وَلَهْوِي سَبِيٌّ لَا يُلَبَّى وَلَا هِيَا |
إِذَا الْبَذْلُ مِنْهمْ كَانَ وُدًّا فَثِلْبُنَا | سَخَاءٌ وَبَعْضُ الْبَذْلِ مِنَّا التَّجَافِيَا |
بِهِ الْأَمْرُ يُقْضَى ذُو قرارٍ كَبَارِقٍ | مُدَاوٍ مُفَاجٍ حَاسِمِ الْفَرْطِ جَازِيَا |
مَقَامانِ قُرْبٌ مُستحَقٌ ومَنصِبُ | أو امسَاكُ معْروفٍ وَمخلوعُ نائيا |
فنَحنُ أُناسٌ لا تَوسّط عندنا | نديمًا قريبًا أو غريمًا معاديا |