يا أم هالة

يا أم هالةَ جودي علينا بلقاء
و نظرةٍ فيها اللقاءُ بموعدِ
هل تحكمْ الأيامُ أنْ لا لقاءَ
لنا بعدَ اليومِ حكماً مؤكدِ
ألمُ الصبابةَ صاحبٌ يراودُني
في كلِ يومٍ ينامُ معي ثم يقعدِ
ألمُ الصبابةَ ثوبٌ البكاءِ ارتضيتهُ
و مَسحتُ مجرى المدامعِ باليدِ
و لمْ أرى مثل الصبابة ألماً
استزيدُ منهُ و هو يجود و يزددِ
جرّبتُ بناتَ العُربِ من حضرٍ
و ما عرفت ُالاكِ يا ابهى فصائدي
ما الود بعدكِ إلا صحراءَ مقفرةً
شحتْ عليَّ و شُلَتْ ايادي المساعدِ
ما زالَ شَوقي إليكمْ يؤرقني ولنْ
يهونَ و قد هانتْ جميع الشدائدِ
عودي ولو طالتْ الأزمانْ يا أمَ
هالةِ و لا تبخلي علينا بموعدِ
أنا بعدكمْ في صحراءِ مقفرةٍ
كأنَ دنيايَ ما بها قطُ من أحدِ
كتبها الدكتور صالح مهدي عباس المنديل

البشر

شفت من البشر اشكال وألوانواعرف من الناس مليون
فيهم الوفي ومن خانومن عليه العشرة تهون
ياكثر الي يخيب الظنويا قلة الي وفاء وصان
يفرق أنسان وأنسانلا من وين ولا من يكون – (كان)
ناس تملى قلوبها ايمانوناس رديه يوزها الشيطآن
اعمل بأصلك يا فلانتكسب اجر في الميزان
وذكر مهما طال الزمانمالك غير الاهل عون
كتبها الشاعر احمد محمد الحوسني

الدنيا

اذا كنتَ ذو حظٍ عظيمٍ وقاكَ اللهُ
من نائباتِ الدَهرْ و الدهرُ غادرُ
لا يملُكُ ابن آدمَ من عمرهِ سوى
يومَهُ و ما ذاكَ إلّا طيفٌ سريعٌ عابرُ
تتخطَفُه الأحداث مِنْ كلِ جانبٍ
برقٌ في غمامِ المزنِ و المزنُ سائرُ
تفاوتَ الفتيانُ في الدُنيا نصيبهم
بين جزوعٌ على كربِ النائباتِ و صابرُ
و ما هي إلا دارُ بلوى تترصدنا الحادثاتُ
وما نَصيبُ منَ الحظِ و الحظُ جائرُ
فهذا غني و ذا فقير و ذاكَ ذو علمٍ
أو أخو جهالةَ لهُ اللذّات ليسَ البصائرُ
إذا أصابتهُ النائباتُ يَسلو بعد برهة
و إنها لِذي الألبابْ جرحٌ عميقٌ و غائرُ
فَما لذَّةٌ تبقى مثلُ ريعانُ الصبى و ما
حلمٌ كأيامِِ الكهولةِ و نُضجُ الضمائرُ
يزولُ بريق العين إذا ولى الشباب و
رصعتنا الحوادثُ و دارتْ علينا الدوائرُ
أرى الناسَ بَعدَ خمسينهمُ حطاماً كأنهم
أشلاء تمشي أو بقايا العصور الغوابرُ
ضرَّستهم حاثات الدهر و من آثاره
بهمُ ندوبُ الحوافرُ أو خدوش الأظافرُ
مضى زمانُ اللهوُ يأسفني لا عودٌ لهُ
و زمان الحب ُو الودُ ولّى فهوَ داثرُ
لا يفلحُ المرء في بيعٍ و شراء ما لم
يجيدُ معَ بعضِ الناسَ شدُ الأواصرُ
يغنيكَ حِسنُ الأداب عن علمِ عالمٍ
إن جمعتَ بينهما تُخَلدُ لذكراك المآثرُ
سقى اللهُ مَن جَدّ فيها و صانَ عرضهُ
فمن سواهُ في سباق المجدِ عُدَ خاسرُ
كتبها الشاعر صالح مهدي عباس المنديل

الذئاب لايتغير طبعها

ثُـعَـلُ الذِّئَابِ تغَـيَّرَتْ أشْكَالُهَاكي تُـخْفِيَ الأَذيالَ بِالبَدْلَاتِ
سَرَقَتْ رَغِيفَ الْخُبْزِ فِي رَأْدِ الضُّحَىحَتَّى أصَيْصَ الْوَرْدِ فِي الشُّرُفَاتِ
وَالْآنَ تُغْـدِقُ بِالْوُعُودِ لَعَـلَّهَاتَـلْقَى الْقَبُولَ وذاكَ من هيهاتِ
وَلِكَيْ تُكَفِّرَ عَنْ صَقِيعِ شِـتَائِهَارَاحَتْ تُـبَـشِّرُ بِالرَّبِيعِ الآتِي
وَالغَدْرُ يَبْدُو فِي بَرِيقِ عُيُونِهَاوَتَكَادُ تُخْفِي الشَّرَّ بِالبَسَمَاتِ
أَتُـصَدِّقُ الأَغْنَامُ ذِئْـبًا مَاكِـرًاأَكَلَ الخِرَافَ وَرَاودَ النَّعجَاتِ
أَمْ أَنَّ ذَاكِرَةَ القَـطِيعِ ضَعِـيفَةٌتَـنْسَى الأَسَى وَتُكَرِّرُ الخَطوَاتِ
أَمَّا الذِّئَـابُ فَـلَا تُغَيِّرُ طَبْعَهَافالشََرُّ يَجثِمُ داخلَ الـنّيَّاتِ
مهما تُـرَدِّدْ من كـلامٍ ناعمٍلَنْ تَـخْدَعَ الْـعُقَلَاءَ بِالْخُطْبَاتِ
سـيـظلُّ ذيلُ الكلبِ مُعْوَجًّا ولوأَبْـقَـيْـتَهُ فـي قَـالِـبٍ سـنواتِ
كتبها الشاعر عبدالناصر عليوي العبيدي – حسابه @nasseraliw

المسرحية التي لا تنتهي

تباً لهذي المَسْرَحِيَّةْتَمْثِيّلَةٌ ولها بَقيّةْ
وَإِنْ انْتَهَتْ بَدَأَتْلَكِنْ تُعَادُ بِعَبْقَرِيَّةْ
قَدْ مَلّهَا التَّارِيخُوَعَافَتُهَا… الْبَرِّيَّةُ
لَمَسَاتُ دُبْلَاجٍ وَمُنْتَاجٍكَوَالِيسٌ خَفِيَّةْ
أَبْطَالُهَا… الْمُتَجَبِّرُونَالْجَاثِمُونَ عَلَى الرَّعِيَّةِ
وَمُجْرِمُوهَا الْمُخْلَصُونَالرَّاحِمُونَ أُولُو الْحَمِيَّةِ
عُلَمَائُهَا الْمُتَشَدِّقُونَوَ جَاهِلُوهَا الْمَرْجِعِيَّةُ
يُمَثِّلُونَ…. وَيُتْقِنُونَوَ الْمُعْجَبُونَ هُمُ الضَّحِيَّةُ
كَفٍّ … تُنَدِّدُ بِالْعَدَاءِوَأُخْرَى تَلُوحُ بِالتَّحِيَّةْ
وَيَدٌ تُقَدَّمُ وَرْدَةًوَأُخْرَى عَلَيْهَا الْبُنْدُقِيَّةُ
يُتَاجِرُونَ وَيَرْبَحُونَوَرَأْسُ مَالِهُمُ الْقَضِيَّهْ
يَرِثُونَ بَلْ وَيُورَثُونَوَيَكْتُبُونَ بِهَا وَصِيَّةً
يُنَاوِشُونَ وَيُحْشَدُونَوَيُرْسِلُونَ الْمِرْوَحِيَّةَ
وَيَرْكَبُونَ الْبَحْرَ مَوجَاًوَكُلُّ ذَلِكٍ مَسْرَحِيَّةْ
تَبًّا لَهَا مِنْ مَسْرَحِيَّةْتَمْثِيلَةُ وَلَهَا بَقِيَّةْ
كتبها الشاعر سامي العياش الزكري

طلبتك يا دنيا فأعذرت في الطلب

طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرْتُ في الطَلَبفَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب
فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلاًإِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضْعافِها تَعَب
وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتيهَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب
تَخَلَّيتُ مِمّا فيكِ جُهدي وَطاقَتيكَما يَتَخَلّى القَومُ مِن عَرَّةِ الجَرَب
فَما تَمَّ لي يَوماً إِلى اللَيلِ مَنظَرٌأُسَرُّ بِهِ لَم يَعتَرِض دونَهُ شَغَب
وَإِنّي لَمِمَّن خَيَّبَ اللَهُ سَعيَهُإِذا كُنتُ أَرعى لَقحَةً مُرَّةَ الحَلَب
أَرى لَكَ أَن لا تَستَطيبَ لِخِلَّةٍكَأَنَّكَ فيها قَد أَمِنتَ مِنَ العَطَب
أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍإِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب
أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍلِأَعلَمَ ما في النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب
وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةًفَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب
فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِوَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ما عاشَ في الطَلَب
وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍوَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب
وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُمعَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب
وَلَم أَرَ بَينَ اليُسرِ وَالعُسرِ خُلطَةًوَلَم أَرَ بَينَ الحَيِّ وَالمَيتِ مِن سَبَب
قصائد أبو العتاهية