وأَمَّا الربيعُ فما يكتب الشعراءُ السكارى |
إذا أَفلحوا في التقاط الزمان السريع |
بصُنَّارة الكلمات – وعادوا إلى صحوهم سالمين |
قليلٌ من البرد في جَمْرَةِ الجُلَنار |
يُخفِّفُ من لسعة النار في الاستعارة |
لو كنتُ أَقربَ منكِ إلى |
لقبَّلْتُ نفسي |
قليلٌ من اللون في زهرة اللوز يحمي |
السماوات من حجَّة الَوثنَيَّ الأخيرة |
مهما اختلفنا سَندْرِكُ أَنَّ السعادة |
ممكنةٌ مثل هَزَّةِ أرضٍ |
قليلٌ من الرقص في مهرجان الزواج الإباحي |
بين النباتات سوف ينشِّط دورتنا الدمويَّة |
لا تعرف البذرة الموت |
مهما ابتعدنا |
ولا تخجلُ الأبديَّةُ من أَحَدٍ |
حين تمنَحُ عانَتَها للجميع |
هنا – في الربيع السريع |
أجمل القصائد
أجمل قصائد الشعر من العصر الجاهلي والعصر الأموي والعصر العباسي والعصر الحديث هنا في صفحة أجمل القصائد.
سنون تعاد ودهر يعيد
سُنونٌ تُعادُ وَدَهرٌ يُعيد | لَعَمرُكَ ما في اللَيالي جَديد |
أَضاءَ لِآدَمَ هَذا الهِلالُ | فَكَيفَ تَقولُ الهِلالُ الوَليد |
نَعُدُّ عَلَيهِ الزَمانَ القَريبَ | وَيُحصي عَلَينا الزَمانَ البَعيد |
عَلى صَفحَتَيهِ حَديثُ القُرى | وَأَيّامُ عادٍ وَدُنيا ثَمود |
وَطيبَةُ آهِلَةٌ بِالمُلوكِ | وَطيبَةُ مُقفِرَةٌ بِالصَعيد |
يَزولُ بِبَعضِ سَناهُ الصَفا | وَيَفنى بِبَعضِ سَناهُ الحَديد |
وَمِن عَجَبٍ وَهوَ جَدُّ اللَيالي | يُبيدُ اللَيالِيَ فيما يُبيد |
يَقولونَ يا عامُ قَد عُدتَ لي | فَيالَيتَ شِعري بِماذا تَعود |
لَقَد كُنتَ لي أَمسِ ما لَم أُرِد | فَهَل أَنتَ لي اليَومَ ما لا أُريد |
وَمَن صابَرَ الدَهرَ صَبري لَهُ | شَكا في الثَلاثينَ شَكوى لَبيد |
ظَمِئتُ وَمِثلي بَرِيٍّ أَحَقُّ | كَأَنّي حُسَينٌ وَدَهري يَزيد |
تَغابَيتُ حَتّى صَحِبتُ الجَهولَ | وَدارَيتُ حَتّى صَحِبتُ الحَسود |
عن الأمنيات
لا تقل لي: | ليتني بائع خبز في الجزائر, لأغني مع ثائر |
لا تقل لي: | ليتني داعي مواش في اليمن, لأغني لانتفاضات الزمن |
لا تقل لي: | ليتني عامل مقهى في هفانا, لأغني لانتصارات الحزانى |
لا تقل لي: | ليتني أعمل في أسوان حمّالا صغير, لأغنّي للصخور يا صديقي |
لن يصب النيل في الفولغا ولا الكونغو | ولا الكونغو، و لا الأردن، في نهر الفرات |
كل نهر، و له نبع … و مجرى … و حياة | يا صديقي! أرضنا ليست بعاقر |
كل أرض، و لها ميلادها | كل فجر، و له موعد ثائر |
لله ما أحلى الطفولة
لله مَا أَحْلى الطُّفولَةَ – إنَّها حلمُ الحياةْ |
عهدٌ كَمَعْسولِ الرُّؤَى – مَا بينَ أجنحَةِ السُّبَاتْ |
ترنو إلى الدُّنيا – ومَا فيها بعينٍ باسِمَهْ |
وتَسيرُ في عَدَواتِ وَادِيها – بنَفْسٍ حَالمهْ |
إنَّ الطّفولةَ تهتَزُّ – في قَلْبِ الرَّبيعْ |
ريَّانةٌ مِنْ رَيِّقِ الأَنْداءِ – في الفَجْرِ الوَديعْ |
غنَّت لها الدُّنيا – أَغاني حبها وحُبُورِهَا |
فَتَأَوَّدَتْ نَشوى بأَحلامِ – الحَياةِ وَنُورِهَا |
إنَّ الطُّفولَةَ حِقْبَةً – شعريَّةٌ بشُعُورِها |
وَدُمُوعِها وسُرُورِها – وَطُمُوحِهَا وغُرُورِها |
لمْ تمشِ في دنيا الكآبَةِ – والتَّعاسَةِ والعَذابْ |
فترى على أضوائِها مَا في – الحَقيقَةِ مِنْ كِذَابْ |
قصرت عليك العمر وهو قصير
قَصَرتُ عَلَيكَ العُمرَ وَهوَ قَصيرُ – وَغالَبتُ فيكَ الشَوقَ وَهوَ قَديرُ |
وَأَنشَأتُ في صَدري لِحُسنِكَ دَولَةً – لَها الحُبُّ جُندٌ وَالوَلاءُ سَفيرُ |
فُؤادي لَها عَرشٌ وَأَنتَ مَليكُهُ – وَدونَكَ مِن تِلكَ الضُلوعِ سُتورُ |
وَما اِنتَقَضَت يَوماً عَلَيكَ جَوانِحي – وَلا حَلَّ في قَلبي سِواكَ أَميرُ |
كَتَمتُ فَقالوا شاعِرٌ يُنكِرُ الهَوى – وَهَل غَيرُ صَدري بِالغَرامِ خَبيرُ |
وَلَو شِئتُ أَذهَلتُ النُجومَ عَنِ السُرى – وَعَطَّلتُ أَفلاكاً بِهِنَّ تَدورُ |
وَأَشعَلتُ جِلدَ اللَيلِ مِنّي بِزَفرَةٍ – غَرامِيَّةٍ مِنها الشَرارُ يَطيرُ |
وَلَكِنَّني أَخفَيتُ ما بي وَإِنَّما – لِكُلِّ غَرامٍ عاذِلٌ وَعَذيرُ |
أَرى الحُبَّ ذُلّاً وَالشِكايَةَ ذِلَّةً – وَإِنّي بِسَترِ الذِلَّتَينِ جَديرُ |
وَلي في الهَوى شِعرانِ شِعرٌ أُذيعُهُ – وَآخَرُ في طَيِّ الفُؤادِ سَتيرُ |
وَلَولا لَجاجُ الحاسِدينَ لَما بَدا – لِمَكنونِ سِرّي في الغَرامِ ضَميرُ |
وَلا شَرَعَت هَذا اليَراعَ أَنامِلي – لِشَكوى وَلَكِنَّ اللَجاجَ يُثيرُ |
عَلى أَنَّني لا أَركَبُ اليَأسَ مَركَباً – وَلا أُكبِرُ البَأساءَ حينَ تُغيرُ |
فَكَم حادَ عَنّي الحَينُ وَالسَيفُ مُصلَتٌ – وَهانَ عَلَيَّ الأَمرُ وَهوَ عَسيرُ |
وَكَم لَمحَةٍ في غَفلَةِ الدَهرِ نَفَّسَت – هُموماً لَها بَينَ الضُلوعِ سَعيرُ |
فَقَد يَشتَفي الصَبُّ السَقيمُ بِزَورَةٍ – وَيَنجو بِلَفظٍ عاثِرٌ وَأَسيرُ |
عَسى ذَلِكَ العامُ الجَديدُ يَسُرُّني – بِبُشرى وَهَل لِلبائِسينَ بَشيرُ |
وَيَنظُرُ لي رَبُّ الأَريكَةِ نَظرَةً – بِها يَنجَلي لَيلُ الأَسى وَيُنيرُ |
مَليكٌ إِذا غَنّى اليَراعُ بِمَدحِهِ – سَرَت بِالمَعالي هِزَّةٌ وَسُرورُ |
أَمَولايَ إِنَّ الشَرقَ قَد لاحَ نَجمُهُ – وَآنَ لَهُ بَعدَ المَماتِ نُشورُ |
تَفاءَلَ خَيراً إِذ رَآكَ مُمَلَّكا – وَفَوقَكَ مِن نورِ المُهَيمِنِ نورُ |
مَضى زَمَنٌ وَالغَربُ يَسطو بِحَولِهِ – عَلَيَّ وَما لي في الأَنامِ ظَهيرُ |
إِلى أَن أَتاحَ اللَهُ لِلصَقرِ نَهضَةً – فَفَلَّت غِرارَ الخَطبِ وَهوَ طَريرُ |
جَرَت أُمَّةُ اليابانِ شَوطاً إِلى العُلا – وَمِصرٌ عَلى آثارِها سَتَسيرُ |
وَلا يُمنَعُ المِصرِيُّ إِدراكَ شَأوِها – وَأَنتَ لِطُلّابِ العَلاءِ نَصيرُ |
فَقِف مَوقِفَ الفاروقِ وَاُنظُر لِأُمَّةٍ – إِلَيكَ بِحَبّاتِ القُلوبِ تُشيرُ |
وَلا تَستَشِر غَيرَ العَزيمَةِ في العُلا – فَلَيسَ سِواها ناصِحٌ وَمُشيرُ |
فَعَرشُكَ مَحروسٌ وَرَبُّكَ حارِسٌ – وَأَنتَ عَلى مُلكِ القُلوبِ أَميرُ |
وقف الخلق ينظرون جميعا
وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً – كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي |
وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَهرِ – كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي |
أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَرقِ – وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي |
أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ الناسَ – جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي |
فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ – وَسَمائي مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ |
أَينَما سِرتَ جَدوَلٌ عِندَ كَرمٍ – عِندَ زَهرٍ مُدَنَّرٍ عِندَ رَندِ |
وَرِجالي لَو أَنصَفوهُم لَسادوا – مِن كُهولٍ مِلءِ العُيونِ وَمُردِ |
لَو أَصابوا لَهُم مَجالاً لَأَبدَوا – مُعجِزاتِ الذَكاءِ في كُلِّ قَصدِ |
إِنَّهُم كَالظُبا أَلَحَّ عَلَيها – صَدَأُ الدَهرِ مِن ثَواءِ وَغِمدِ |
فَإِذا صَيقَلُ القَضاءِ جَلاها – كُنَّ كَالمَوتِ ما لَهُ مِن مَرَدِّ |
أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي – لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي |
ما رَماني رامٍ وَراحَ سَليماً – مِن قَديمٍ عِنايَةُ اللَهُ جُندي |
كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَيَّ وَجارَت – ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي |
إِنَّني حُرَّةٌ كَسَرتُ قُيودي – رَغمَ رُقبى العِدا وَقَطَّعتُ قِدّي |
وَتَماثَلتُ لِلشِفاءِ وَقَد دانَيتُ – حَيني وَهَيَّأَ القَومُ لَحدي |
قُل لِمَن أَنكَروا مَفاخِرَ قَومي – مِثلَ ما أَنكَروا مَآثِرَ وُلدي |
هَل وَقَفتُم بِقِمَّةِ الهَرَمِ الأَكبَرِ – يَوماً فَرَيتُمُ بَعضَ جُهدي |
هَل رَأَيتُم تِلكَ النُقوشَ اللَواتي – أَعَجَزَت طَوقَ صَنعَةِ المُتَحَدّي |
حالَ لَونُ النَهارِ مِن قِدَمِ العَهدِ – وَما مَسَّ لَونَها طولُ عَهدِ |
هَل فَهِمتُم أَسرارَ ما كانَ عِندي – مِن عُلومٍ مَخبوءَةٍ طَيَّ بَردي |
ذاكَ فَنُّ التَحنيطِ قَد غَلَبَ الدَهرَ – وَأَبلى البِلى وَأَعجَزَ نِدّي |
قَد عَقَدتُ العُهودَ مِن عَهدِ فِرعَونَ – فَفي مِصرَ كانَ أَوَّلُ عَقدِ |
إِنَّ مَجدي في الأولَياتِ عَريقٌ – مَن لَهُ مِثلَ أولَياتي وَمَجدي |
أَنا أُمُّ التَشريعِ قَد أَخَذَ الرومانُ – عَنّي الأُصولَ في كُلِّ حَدِّ |
وَرَصَدتُ النُجومَ مُنذُ أَضاءَت – في سَماءِ الدُجى فَأَحكَمتُ رَصدي |
وَشَدا بَنتَئورَ فَوقَ رُبوعي – قَبلَ عَهدِ اليونانِ أَو عَهدِ نَجدِ |
وَقَديماً بَنى الأَساطيلَ قَومي – فَفَرَقنَ البِحارَ يَحمِلنَ بَندي |
قَبلَ أُسطولِ نِلسُنٍ كانَ أُسطولي – سَرِيّاً وَطالِعي غَيرَ نَكدِ |
فَسَلوا البَحرَ عَن بَلاءِ سَفيني – وَسَلوا البَرَّ عَن مَواقِعِ جُردي |
أَتُراني وَقَد طَوَيتُ حَياتي – في مِراسٍ لَم أَبلُغِ اليَومَ رُشدي |
أَيُّ شَعبٍ أَحَقُّ مِنّي بِعَيشٍ – وارِفِ الظِلِّ أَخضَرِ اللَونِ رَغدِ |
أَمِنَ العَدلِ أَنَّهُم يَرِدونَ الماءَ – صَفواً وَأَن يُكَدَّرَ وِردي |
أَمِنَ الحَقِّ أَنَّهُم يُطلِقونَ الأُسدَ – مِنهُم وَأَن تُقَيَّدَ أُسدي |
نِصفُ قَرنٍ إِلّا قَليلاً أُعاني – ما يُعاني هَوانَهُ كُلُّ عَبدِ |
نَظَرَ اللَهُ لي فَأَرشَدَ أَبنائي – فَشَدّوا إِلى العُلا أَيَّ شَدِّ |
إِنَّما الحَقُّ قُوَّةٌ مِن قُوى الدَي – يانِ أَمضى مِن كُلِّ أَبيَضَ هِندي |
قَد وَعَدتُ العُلا بِكُلِّ أَبِيٍّ – مِن رِجالي فَأَنجِزوا اليَومَ وَعدي |
أَمهِروها بِالروحِ فَهيَ عَروسٌ – تَسنَأُ المَهرَ مِن عُروضٍ وَنَقدِ |
وَرِدوا بي مَناهِلَ العِزِّ حَتّى – يَخطُبَ النَجمُ في المَجَرَّةِ وُدّي |
وَاِرفَعوا دَولَتي عَلى العِلمِ وَالأَخلاقِ – فَالعِلمُ وَحدَهُ لَيسَ يُجدي |
وَتَواصَوا بِالصَبرِ فَالصَبرُ إِن فارَقَ – قَوماً فَما لَهُ مِن مَسَدِّ |
خُلُقُ الصَبرِ وَحدَهُ نَصَرَ القَومَ – وَأَغنى عَنِ اِختِراعٍ وَعَدِّ |
شَهِدوا حَومَةَ الوَغى بِنُفوسٍ – صابِراتٍ وَأَوجُهٍ غَيرِ رُبدِ |
فَمَحا الصَبرُ آيَةَ العِلمِ في الحَربِ – وَأَنحى عَلى القَوِيِّ الأَشَدِّ |
إِنَّ في الغَربِ أَعيُناً راصِداتٍ – كَحَلَتها الأَطماعُ فيكُم بِسُهدِ |
فَوقَها مِجهَرٌ يُريها خَفايا – كَم وَيَطوي شُعاعُهُ كُلَّ بُعدِ |
فَاِتَّقوها بِجُنَّةٍ مِن وِئامٍ – غَيرِ رَثِّ العُرا وَسَعيٍ وَكَدِّ |
وَاِصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم – رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ |
نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآراءُ – فيهِ وَعَثرَةُ الرَأيِ تُردي |
وَنُعيرُ الأَهواءَ حَرباً عَواناً – مِن خِلافٍ وَالخُلفُ كَالسِلِّ يُعدي |
وَنُثيرُ الفَوضى عَلى جانِبَيهِ – فَيُعيدُ الجَهولُ فيها وَيُبدي |
وَيَظُنُّ الغَوِيُّ أَن لا نِظامٌ – وَيَقولُ القَوِيُّ قَد جَدَّ جِدّي |
فَقِفوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ وَاِرموا – جانِبَيهِ بِعَزمَةِ المُستَعِدِّ |
إِنَّنا عِندَ فَجرِ لَيلٍ طَويلٍ – قَد قَطَعناهُ بَينَ سُهدٍ وَوَجدِ |
غَمَرَتنا سودُ الأَهاويلِ فيهِ – وَالأَمانِيُّ بَينَ جَزرٍ وَمَدِّ |
وَتَجَلّى ضِياؤُهُ بَعدَ لَأيٍ – وَهوَ رَمزٌ لِعَهدِيَ المُستَرَدِّ |
فَاِستَبينوا قَصدَ السَبيلِ وَجِدّوا – فَالمَعالي مَخطوبَةٌ لِلمُجِدِّ |