سكوتي إنشاد وجوعي تخمة

سُكُوتِيَ إِنشادٌ وَجُوعِيَ تخمَةٌوَفي عَطَشي ماء وَفي صَحوَتي سكرُ
وَفي لَوعَتي عُرسٌ وَفي غُربَتي لقاًوَفي باطِني كَشفٌ وَفي مَظهَري سترُ
وَكَم أَشتَكي هَمّاً وَقَلبي مُفاخرٌبِهَمّي وَكَم أَبكي وَثَغريَ يَفترُ
وَكَم أَرتَجي خِلاً وَخِلّي بِجانِبيوَكَم أَبتَغي أَمراً وَفي حَوزَتي الأَمرُ
وَقَد يَنثُرُ اللَّيلُ البَهيمُ منازِعيعَلى بسطِ أَحلامي فَيَجمَعُها الفَجرُ
نَظَرتُ إِلى جِسمي بِمِرآةِ خاطِريفَأَلفَيتُهُ روحاً يُقَلِّصُهُ الفِكرُ
فَبِي من بَراني وَالَّذي مَدَّ فسحَتيوَبِي المَوتُ وَالمَثوى وَبِي البَعثُ وَالنَشرُ
فَلو لَم أَكُن حَيّاً لَما كُنتُ مائِتاًوَلَولا مُرامُ النَّفسِ ما رامَني القَبرُ
وَلما سَأَلتُ النَّفسَ ما الدَّهرُ فاعِلٌبِحَشدِ أَمانينا أَجابَت أَنا الدَّهرُ
Khalil Gibran Poem

أيها الشحرور غرد

أَيّها الشَّحرُورُ غَرّدفَالغِنا سرُّ الوُجود
لَيتَني مِثلكَ حرٌمِن سُجونٍ وَقُيود
لَيَتني مِثلكُ رُوحاًفي فَضا الوَادي أَطير
أَشرَبُ النُّورَ مُداماًفي كُؤوس مِن أَثِير
لَيتَني مِثلك طهراًوَاِقتِناعاً وَرضى
مُعرِضاً عَمّا سَيَأتيغافِلاً عَمّا مَضى
لَيتَني مِثلُكَ ظرفاًوَجَمالاً وَبَها
تبسطُ الرّيح جَناحيكَي يُوشِّيهِ النَّدى
لَيتَني مِثلُكَ فِكراًسابِحاً فَوقَ الهِضاب
أسكبُ الأَنغام عَفواًبَينَ غابٍ وَسَحاب
أَيُّها الشّحرورُ غَنِّوَاِصرف الأَشجان عَني
إِنَّ في صَوتِكَ صَوتاًنافِخاً في أُذن أُذني
أبيات شعر جبران خليل جبران

وما الحياة سوى نوم تراوده

وَما الحَياة سِوى نَومٍ تُراوِدُهُأَحلامُ مَن بِمرادِ النَّفسِ يَأتَمرُ
وَالسرّ في النَّفس حزن النَّفس يَسترُهُفَإِن تَوَلّى فَبِالأَفراحِ يَستَترُ
وَالسرّ في العَيش رَغدُ العَيشِ يَحجبُهفَإِن أُزيلَ تَوَلّى حَجبَهُ الكَدَرُ
فَإِن تَرَفّعتَ عَن رَغدٍ وَعَن كَدَرٍجاوَرتَ ظلَّ الَّذي حارَت بِهِ الفِكَرُ
Khalil Gibran Poem

والحب في الناس أشكال وأكثرها

وَالحُبُّ في الناسِ أَشكالٌ وَأَكثَرُهاكَالعُشبِ في الحَقلِ لا زَهرٌ وَلا ثَمَرُ
وَأَكثَرُ الحُبّ مِثلُ الراحِ أَيسَرُهُيُرضي وَأَكثَرُهُ لِلمُدمن الخَطِرُ
وَالحُبُّ إِن قادَتِ الأَجسامُ مَوكِبَهُإِلى فِراش مِنَ الأَغراضِ يَنتَحِرُ
كَأَنّهُ ملكٌ في الأَسرِ مُعتَقَلٌيَأبى الحَياةَ وَأَعوانٌ لَهُ غَدَروا
جبران خليل جبران

سكن الليل وفي ثوب السكون

سَكنَ اللَّيل وَفي ثَوب السُّكونتَختَبي الأَحلام
وَسَعى البَدرُ وَلِلبَدرِ عُيُونتَرصُدُ الأَيّام
عَلّنا نطفي بِذيّاك العَصِيرحرقَةَ الأَشواق
فَتَعالي يا اِبنَة الحَقل نَزُوركرمة العُشّاق
اِسمَعي البُلبُل ما بَينَ الحُقُوليَسكُبُ الأَلحان
في فَضاء نَفَخَت فيهِ التّلولنَسمَة الرّيحان
لا تَخافي يا فَتاتي فَالنُّجومتَكتُمُ الأَخبار
وَضَبابُ اللَّيل في تِلكَ الكُرُوميَحجُبُ الأَسرار
لا تَخافي فَعَروسُ الجنّ فيكَهفِها المَسحور
هَجَعَت سكرى وَكادَت تَختَفيعَن عُيون الحُور
وَمَليكُ الجنِّ إِن مَرَّ يَرُوحوَالهَوى يَثنيه
فَهوَ مِثلي عاشِقٌ كَيفَ يَبوحبِالَّذي يضنيه
Khalil Gibran Poem

والعدل في الأرض يبكي الجن لو سمعوا

وَالعَدل في الأَرض يُبكي الجنّ لَو سَمِعوابِهِ وَيستَضحكُ الأَموات لَو نَظَروا
فَالسّجنُ وَالمَوتُ لِلجانينَ إِن صَغرُواوَالمَجدُ وَالفَخر وَالإِثراء إِن كبرُوا
فَسارق الزَّهرِ مَذمومٌ وَمُحتَقَرٌوَسارِقُ الحَقل يُدعى الباسِلُ الخطرُ
وَقاتلُ الجسمِ مَقتولٌ بِفعلَتِهِوَقاتلُ الرُّوحِ لا تَدري بِهِ البَشَرُ
Khalil Gibran Poem