حبيبتي و المطر

أخاف أن تمطر الدنيا .. ولست معي
فمنذ رحت .. وعندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد ولا ضجر
وكانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين : تمّسك.. ها هنا شعري
والآن أجلس .. والامطار تجلدني
على ذراعي … على وجهي..على ظهري
فمن يدافع عنّي .. يامسافرة
مثل اليمامة, بين العين والبصر
وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا أحبك … يا من تسكنين دمي
ان كنت في الصين .. أو ان كنت في القمر
ففيك شئ من المجهول أدخله
وفيك شئ من التاريخ والقدر

طوق الياسمين

طوق الياسمين هي قصيدة شعرية تهدف إلى توضيح مدى رغبة المرأة في الإفلات من كافة القيود التي أصبحت مفروضة عليها بحكم العادات والتقاليد التي توجد داخل المجتمع العربي، حيث قام نزار قباني بتقسيم القصيدة على حسب المكان.

قام نزار القباني بتجسيد قيد المرأة من خلال طوق الياسمين الذي يرمز إلى الأسر ولكن بصورة جمالية، والإشارة إلى الياسمين في تلك الأبيات يشير إلى الضعف وعدم الحيلة، وذلك لأن النبتة يمكن أن تذبل وتموت سريعا، واليكم فيما يلي كلمات القصيدة.

شكراً لطوق الياسمين.. وضحكت لي

وظننت أنك تعرفين.. معنى سوار الياسمين

يأتي به رجل إليك.. ظننت أنك تدرآين

* * *

وجلست في رآن رآين تتسرحين.. وتنقطين العطر من قارورة وتدمدمين

لحناً فرنسي الرنين.. لحناً آأيامي حزين

قدماك في الخف المقصب.. جدولان من الحنين

وقصدت دولاب الملابس.. تقلعين وترتدين

وطلبت أن أختار ماذا تلبسين.. أفلي إذن؟

 أفلي إذن تتجملين؟

* * *

ووقفت في دوامة الألوان ملتهب الجبين.. الأسود المكشوف من آتفيه

هل تترددين؟ لكنه لون حزين.. لون آأيامي حزين

ولبسته وربطت طوق الياسمين.. وظننت أنك تعرفين

معنى سوار الياسمين.. يأتي به رجل إليك

ظننت أنك تدرآين

* * *

هذا المساء بحانة صغرى رأيتك ترقصين.. تنكسرين على زنود المعجبين

تنكسرين وتدمدمين.. في أذن فارسك الأمين

لحناً فرنسي الرنين.. لحناً آأيامي حزين

* * *

وبدأت أآتشف اليقين.. وعرفت أنك للسوى تتجملين

وله ترشين العطور.. وتقلعين وترتدين

ولمحت طوق الياسمين.. في الأرض مكتوم الأنين

الجثة البيضاء.. تدفعه جموع الراقصين

ويهم فارسك الجميل بأخذه فتمانعين وتقهقهين.. لا شيء يستدعي انحناءك

ذاك طوق الياسمين

إلى صديقة جديدة

قصيدة الى صديقة جديدة واحدة من قصائد نزار قباني المميزة التي تلتزم بحدود أدبية محددة لا يمكن الخروج عنها، وهذا ما قد عهدناه في كتابات ذلك الشاعر المخضرم الذي يتسم بسمات الشرف في الكتابة، حيث إنه لا يقوم بوصف الجسد عند المرأة.

قام نزار بانتقاء أفضل الأساليب اللفظية التي تتلاءم مع قصيدة إلى صديقة جديدة، والتي تتماشي مع الأبيات الشعرية، وتشير الآراء أن نزار قباني قد نجح في إعادة الكرامة للمرأة العربية على عكس بعض الشعراء الآخرين الذين قد أهانوا من كرامتها.

ودعتك الأمس، وعدت وحدي .. مفكراً ببوحك الأخير

آتيت عن عينيك ألف شيء .. آتيت بالضوء وبالعبيرِ

آتيت أشياء بدون معنى .. جميعها مكتوبة بنور

مَن أنت من رماكِ في طريقي؟ .. من حرك المياه في جذوري؟

وكان قلبي قبل أن تلوحي .. مقبرة ميتةَ الزهور

مشكلتي أني لست أدري .. حداً لأفكاري ولا شعوري

أضعت تاريخي، وأنت مثلي .. بغير تاريخ ولا مصير

محبتي نارٌ فلا تـجــنـي .. لا تفتحي نوافذ السعير

 شفتان معصيتان أصفح عنهما .. ما دام يرشح منهما الياقوت

إن الشفاه الصابرات أحبها .. ينهار فوق عقيقها الجبروت

كرز الحديقة عندنا متفتح .. قبلته في جرحه ونسيت

شفتان للتدمير، يا لي منهما .. بهما سعدت، وألاف ألف شقيت

 شفتان مقبرتان، شقهما الهوى .. في آل شطر أحمر تابوت

شفة آآبار النبيذ مليئة .. آم مرة أفنيتها وفنيت

الفلقة العليا دعاء سافر .. والدفء في السفلى

 فأين الموت؟

الشمس

الشعر والديك
مصابان بجنون العظمة
فهما مقتنعان
أن شمس الصباح
تطلع من حنجرتيهما